الصحافة

أقوى رسالة أميركيّة للدّولة... وما قبلها ليس كما بعدها!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا دبلوماسيّة في كلام المبعوث الأميركي توم برّاك الأخير، لا وعودَ زهريّة ولا سويسرا الشّرق بين سطوره، فهو شخَّص في بيانٍ مطوّل حالة لبنان الصّعبة، في موقف حَمَل في طيّاته رسائل كثيرة وإنذاراً عاجلاً للدّولة اللبنانيّة: إمّا أن يتحمّل لبنان مسؤوليّة سيادته، أو يفقد ما تبقّى منه. فماذا قصد برّاك برسائله المتعدّدة؟ والى أين يتّجه لبنان؟
 
يعتبرُ الكاتب والمحلّل السياسي يوسف دياب أنّ "الكلام الصّادر عن برّاك هو أقوى رسالة أميركيّة للدّولة اللبنانيّة، فأوّلا، برّاك هو شخصٌ مؤثّرٌ في الإدارة الأميركيّة، وليس شخصاً عاديّاً لأنه من ضمن الحلقة الضيّقة القريبة من الرّئيس الأميركي دونالد ترامب، وبالتالي كلامه يجب أن يحظى بوقعٍ قويّ في الدّاخل اللبنانيّ، فهذا كلام الإدارة الأميركيّة أو ما يُعبّر عن وجهة نظر ترامب"، مشيراً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ "الأمر البارز الثاني هو أنّ كلام برّاك ليس في إطار تصريح إعلاميّ أو مقابلة تلفزيونيّة، بل جاء في تغريدات على شكل بيانٍ تمّ انتقاء الكلمات فيه، وبالتالي لهذا الأمر أيضاً دلالات كبيرة، كما أنّ المسألة الثّالثة تتعلّق بتوقيت هذا الكلام فهو يأتي بعد قمة شرم الشيخ وانعكاساتها على المنطقة، وهي شكّلت تحوّلاً في سياسات المنطقة التي تنحو نحو السّلام".
 
وإذ يعتبرُ دياب أنّه "من الواضح أنّ الكلام الأميركي هذه المرّة لا "عصا وجزرة" فيه، إنّما فيه عصا فقط"، يلفُت الى أنّ "برّاك ذكّر أنه سبق وقال للبنان إنّ عليه البدء بعمليّة نزع السّلاح وستقوم إسرائيل بخطوات مقابلة تدريجيّاً للانسحاب من المناطق التي احتلها، وكلامه هو إعلانٌ بشكلٍ واضحٍ عن عجز الدّولة اللبنانية وفشلها بالالتزام بتعهّداتها، وقال إنّ الحكومة اللبنانيّة لم تلتزم بالورقة الأميركيّة و"حزب الله" قوّض محاولات الحكومة بتنفيذ هذه الورقة لأنه يتمتّع بنفوذ قويّ داخل الحكومة"، مُضيفاً في معرض قراءته لتصريح الدبلوماسيّ الأميركي المخضرم: برّاك قال إنّه على الدّولة تحمّل مسؤوليّات وتبعات ما سيحصل في المرحلة المقبلة. هذا الكلام يجب أن يحظى بصدى كبير داخل الدّولة وخصوصاً عند رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نوّاف سلام، أما رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي فهو جزءٌ من موقف "حزب الله"، ولا يُمكن أن يغيّر بالمعادلة لأنه يتماهى مع حزب الله بمواقفه رغم أنّه يعرف دقّة وخطورة الموقف الأميركيّ من لبنان.
 
تحملُ لغة برّاك مزيجاً من التّحذير والإنذار خصوصاً للدّولة اللبنانيّة، وفي هذا الإطار، يرى دياب أنّ "ما بعد هذا الكلام ليس كما قبله، وعلى الدّولة أن تسارع الى التقاط فرصة بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية ونزع كلّ السّلاح غير الشرعي لأنّ الخيار الآخر هو المواجهة مع إسرائيل، وتعرفُ أن تبعاتها ليست "مزحة"، خصوصاً في ظلّ الغارات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، وتفعيل دور المسيّرات وعمليّات الاستطلاع في الأجواء اللبنانيّة، كلّها أمور لا يُمكن أن تمرّ على المسؤولين اللبنانيّين مرور الكرام"، محذّراً من أننا "في مرحلة بالغة الدقّة والحساسيّة، والمهل المعطاة الى لبنان ليست مفتوحة على الإطلاق. البعض قد يتحدّث عن فرصة أمام لبنان حتّى نهاية السنة الجارية لينفّذ ما التزم به، وإلا سيواجه مرحلة صعبة، ما سيُصعّب أكثر بعدها على لبنان تغيير المُعادلة، فإذا دخل لبنان في حربٍ، من الصّعب جدّاً أن نستطيع إيجاد وسيط يوقفها".
 
وفي الختام، يقول دياب "مرحلة الموفدَين توم براك أو مورغان أورتاغوس مُختلفة عن مرحلة المبعوث آموس هوكستين، فالإدارة الأميركية مختلفة، وترامب سيعتبرُ أنه أعطى لبنان ما يكفي من وقتٍ وفرصٍ وهو لم يستطع التقاطها، وبالتالي عليه أن يتحمّل النتائج. نحن في وضع لا نحسد عليه، فإمّا أن نكون دولة، وحتى الآن أثبتنا أنّنا لسنا دولة، وإما أن نتحمّل تبعات ما يحصل. وللأسف كلّ ما نقوله لا قيمة له عند "حزب الله"، فهو لن يغيّر في قناعاته لأنّ القرار غير موجود لديه بل في طهران".
 
كلمات برّاك كانت بمثابة جرس إنذار أخير للبنان الذي يقف على حافة الهاوية بانتظار خطوة شجاعة وموحّدة تُنقذه من الانهيار الكبير، وهي مؤشّرٌ واضحٌ على التحوّل في النظرة الأميركيّة إليه، فهو شاء أم أبى، أصبح جزءاً من لوحة إقليميّة جديدة بدأت تُرسم آخر فصولها.

جيسكا حبشي -mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا