من 12 نقطة… أوكرانيا وأوروبا تعدّ خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا
بالصواريخ أو بالمواد القَذِرَة... حاكم واحد لتدهور شامل في كل مكان.
شهدت الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام قليلة احتجاجات واسعة تحت شعار "لا ملوك في أميركا"، شارك فيها ملايين الأشخاص، رفضاً لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتصرّف كملك مُطلَق الصلاحيات واليد، وهو ما يُعتبَر غريباً ومرفوضاً بالنسبة الى عدد لا بأس به من الأميركيين الذين يتغنّون بالحريات، ويفاخرون بالديموقراطية الأميركية.
ومن أبرز المظاهر التي رافقت تلك التحرّكات، قيام العديد من المتظاهرين بحمل صُوَر لترامب تُظهره في هيئة ديكتاتور أو زعيم استبدادي يرتدي تاجاً. وهي مشاهد تعبيرية عن طريقة حكمه "الخشنة"، وعن كيفية فرض سلطته وقراراته على الشعب الأميركي.
في منطقتنا...
وبمعزل عن أن بعض القادة الجمهوريين وصفوا الاحتجاجات بأنها مُعادية لأمريكا، إلا أن أبرز ما غطّى على تلك التحركات نفسها في وقت لاحق، قيام ترامب بنشر فيديو (مُوَلَّد بالذكاء الاصطناعي)، على صفحته بمنصة "تروث سوشال"، يُظهره وهو يقود مُقاتِلَة كُتِب عليها "ترامب الملك"، ويحلّق بها مُلقِياً ما بَدَت وكأنها "قاذورات" على المتظاهرين.
المسألة صادِمَة جداً، لكونها تتخطى الواقع الأميركي الذي يبدو فيه الرئيس (الأميركي) الرافض لأي انتقاد غريباً جداً، لا سيّما في العصور الحديثة. وسبب الصدمة هو ظهور رئيس إحدى أكثر الدول التي تتغنّى بالحريات والديموقراطية (ولو في الظاهر)، يقصف شعبه بمواد قذِرَة من على متن طائرة حربية.
فبغضّ النّظر عن أن المشاهد غير حقيقية، والمشاهد يُدرِك ذلك، إلا أنها تذكّر بالحاكم المستبدّ الذي يقصف شعبه بالصواريخ. وما أكثر هذه النوعية من الحكام والرؤساء والزعماء في الشرق الأوسط تحديداً، حيث قام العديد منهم بإبادة أعداد هائلة من شعوبهم بالإعدامات والتجويع والتعذيب والسجن... كما بتسخير الجيوش وترساناتها العسكرية لقمع تحركات أو احتجاجات أو ثورات داخلية. والأمثلة في هذا المجال تكثر وتطول في منطقتنا.
الواقع...
ولكن رغم ذلك، لا بدّ من الإشارة الى أن الفارق الوحيد بين ترامب وغيره من رؤساء وحكام هذا العالم، يكمن بجرأة الظهور بالمظهر الحقيقي، رغم فداحة ما يقوم به في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، لا إحراج لدى الرئيس الأميركي بتعريف أحد الذين يُصافحهم بأنه واحد من أكبر الأثرياء حول العالم، وذلك بدلاً من القول إنه أحد أفضل الأصدقاء (مثلاً). كما لا إحراج لدى ترامب بإسقاط مواد قَذِرَة على فئة من شعبه، يعتبرها من خصومه، فيما هذا ما تفعله في الواقع أكثرية لا بأس بها من الحكام والنافذين وأصحاب الشأن في هذا العالم، بعامة الناس، سواء كانوا خصوماً أم لا.
فالنافذون في عالمنا لا يُصادقون إلا من يشبهونهم بالمال والسلطة. كما أن معظم الحكام في عالمنا يُكثِرون من وعودهم، ولا شيء سواها، وهم يحكمون ويخرجون بقرارات لا تحترم شعوبهم في شتّى المجالات، وذلك قبل أن يكذبوا ويكذبوا ويكذبوا على الناس مجدداً، وبأساليب كثيرة طلباً لأصواتهم في أي انتخابات، قبل أن يعودوا الى السلطة مجدداً، ويمارسوا الحكم نفسه الذي لا يحترم سوى مصلحة الحاكم وإدارته، وهو ما يجعل رمي ترامب للقاذورات على الناس في الشارع أبسط وأسهل صورة افتراضية، لواقع حقيقي ملموس.
مشاكل هائلة
فكم من مسؤول يرمي قاذورات سياساته على الناس في بلداننا، مع كافة نتائجها الاقتصادية والمعيشية والحياتية؟ وكم من مسؤول يُسقطنا بمشاكل هائلة من جراء سياساته؟
وانطلاقاً مما سبق، تُصبح طائرة ترامب وقاذوراتها المشهد الأصدق لواقع يومي يلعب فيه الحاكم بالسلطة في كل مكان، ويتلاعب بشعبه في شتّى المجالات، ولا يترك لهم حتى المياه لينظّفوا ما يُحدثه من أوساخ.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|