إقليم منفصل إلى الأبد... شرارة تنطلق من سوريا لتشتعل في لبنان والمنطقة؟

تمضي الأيام، ويتفاوت منسوب الآمال والأحلام الإيجابية والوقائع السوداوية في الشرق الأوسط، لنتائج تبدو شبه معلومة تقريباً، سواء في سوريا التي تغيّرت جذرياً منذ كانون الأول الفائت، أو في غيرها من دول الإقليم.

أزمنة "تتحلّل"

والنتائج شبه المعروفة تلك تتمحور حول خرائط جغرافية جديدة للمنطقة، هي قيد الرسم الآن، بينما ينتظر وضعها ضمن حيّز عملي بعض الظروف السياسية والأمنية.

وبموازاة ذلك، يحاول معظم من في الإقليم أن يتظاهروا بأن القديم باقٍ على حاله، وذلك رغم علمهم بأن هناك أزمنة قديمة كاملة "تتحلّل" في الوقت الراهن، لصالح أخرى جديدة ستتوضّح تباعاً.

تقرير المصير

ننظر ضمن هذا السياق الى سوريا تحديداً، حيث "الملموس" الأكثر وضوحاً على أن هناك جغرافيا إقليمية جديدة تتشكّل، انطلاقاً من التصريحات المتتالية للزعيم الروحي للدروز هناك، حكمت الهجري، والتي كان آخرها تأكيده أن حق تقرير المصير هو "حق مقدس" تكفله جميع المواثيق الدولية، وأن الدروز لن يتراجعوا عنه مهما كانت التضحيات، وذلك بمعيّة مطالبته المتكررة بكيان درزي مستقلّ، وبدعم دولي من أجل تشكيل إقليم درزي منفصل الى الأبد، وهو ما يعبّر عن رغبة ثابتة بعدم الاندماج بدولة سورية موحّدة.

اشتباكات تموز الفائت بين الدروز والعشائر البدوية، أجّجت الشعور الدرزي بخطر وجودي في سوريا، ضمن منطقة بات الجميع يشعرون فيها بأخطار وجودية متشعّبة، ومتعددة الأشكال والأوجه. ومن يحاول تقديم صورة مُعاكِسَة لهذا الواقع الإقليمي، صار يُشبه تماماً الجريح الذي يبقى مُصِرّاً على نقله الى المنزل بدلاً من المستشفى، وعلى القول إنه بخير، وذلك رغم النزيف الشديد.

لبنان... أولاً...

تمنّى مصدر مُطَّلِع "فشل تلك المساعي في المنطقة، لأن تقسيم سوريا إذا حصل، سيتبعه تقسيم كل البلدان العربية المجاورة لها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل الأمور والاحتمالات المرتبطة بهذا الملف موضوعة على طاولة الدول الكبرى الآن. وأولى تداعيات أي قرار ستطال لبنان، لتنتقل منه الى دول أخرى".

وختم:"الإبقاء على سوريا موحّدة يعني أن جغرافيا المنطقة لن تتغيّر خلال المرحلة القادمة. وأما تقسيم سوريا، فسيُصيب لبنان أولاً، والعراق ثانياً، وصولاً الى غيرهما من البلدان العربية في مراحل لاحقة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"