يومية بـ17 مليون ليرة… صيدا بلا متسوّلين

أثناء التجول في صيدا، بوابة الجنوب وعاصمته، نكاد لا نجد المتسولين والشحاذين الذين لطالما شاهدناهم عند التقاطعات الرئيسية في المدينة، وبشكل خاص عند تقاطع إيليا. فقد تفاقم التسول في صيدا خلال السنوات الماضية، واتخذ أشكالًا متنوعة لأشخاص من كافة الأعمار، مع وجود عدد كبير من الأطفال من الجنسين.

الكثير من الصيداويين أخبروا موقع “لبنان الكبير” أن المدينة منذ فترة شبه خالية من أي متسول عند أي إشارة، وهو ما لاقى استحسانًا وإيجابية من قبل الأهالي والزوار على حد سواء.

رأس مجموعة تسوّل

وفق معلومات “لبنان الكبير”، وضعت بلدية صيدا خطة كاملة ومستدامة لمكافحة هذه الظاهرة، وقد ترجمت نتائجها على الأرض.

كما تم الوصول إلى رأس مدبّر لإحدى مجموعات التسوّل، وتولّت القوى الأمنية متابعة الملف.

انخفاض أكثر من 40٪

يتحدث عضو بلدية صيدا، أحمد شعيب، عن ظاهرة التسول في المدينة وما اتبعته البلدية للتخفيف منها. ويقول إن المشكلة كانت على رأس أولويات المجلس البلدي منذ انتخابه، لكنه لم يتم اتخاذ أي خطوة فورية قبل وضع خطة متكاملة ومستدامة ومدروسة، وذلك لعدة أسباب قد تعيق تطبيقها.

ويؤكد شعيب: “منذ انتخاب المجلس البلدي الجديد، كانت التحريات جارية لمعرفة ما إذا كان لهذه المجموعات رأس أو من يوجههم، وبالفعل تمكنا من الوصول إلى مجموعة يترأسها أحد الأشخاص، وتبيّن أن كل ما يحدث يتم بطريقة منظمة، وتم تسليم الملف للقوى الأمنية”.

وبحسبه، انخفضت نسبة المتسولين في صيدا خلال شهر أكثر من 40٪.

ويضيف أن المرحلة الثانية من الخطة تضمنت تأمين عدد من الشبان للتواجد بعد قيام الشرطة بملاحقة المتسولين، إذ تبين أن هؤلاء يحاولون العودة إلى تقاطع إيليا لمجرد “جس النبض” لمعرفة جدية إجراءات البلدية.

مبالغ كبيرة

يشير شعيب إلى أن مبالغ كبيرة ضبطت مع بعض المتسولين، موضحًا مثالًا لأحدهم: كانت يوميته من التسول 17 مليون ليرة لبنانية، وفي اليوم التالي حاول التسول مجددًا عند تقاطع إيليا، وتم توقيفه الساعة 11 صباحًا، وكانت الغلّة حينها مليونين و400 ألف ليرة بعد ساعتين من التسول فقط.

رسالة

يوجه شعيب رسالة للأهالي للتعاون مع إجراءات البلدية، كي لا تتحول تقاطعات المدينة إلى نقطة جذب للشحاذين والمتسولين.

ويختم حديثه بالإشارة إلى أن اللجنة الاجتماعية في البلدية تتواصل مع جمعيات مختصة لمساعدة الأطفال المتسولين، وأنهم ماضون في تنفيذ الخطة للوصول إلى مرحلة تصبح فيها صيدا خالية من التسول.

حسين زياد منصور-لبنان الكبير