مرقص: قرار الحكومة تاريخي والجيش سيقترح الآليات التنفيذية لحصر السلاح
باريس تستبعد قراراً لبنانياً بنزع سلاح "حزب الله" وليست قلقة من هجوم إسرائيلي
عشية جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي يتوقع أن تضع خطة لنزع سلاح "حزب الله"، استبعدت مصادر فرنسية متابعة للملف اللبناني وللأوضاع في البلد لـ"النهار أن تتخذ الجلسة قراراً نهائياً في وضع سلاح الحزب في يد الدولة. والانطباع السائد في باريس أن إسرائيل غير مهتمة بتاتاً بالموضوع لأن لديها ما تريده في لبنان. فهي تسرح وتمرح كما تريد وتضرب يومياً أهدافاً للحزب ولمن يزعجها، ولا تبالي بالوضع اللبناني لأنها تسيطر عليه.
لكن المصادر الفرنسية ليست قلقة من حرب إسرائيلية على لبنان، بل من التوتر الداخلي بين الأطراف اللبنانيين والضغط العالي لهذه المسألة. فتهديدات أحزاب لبنانية بالانسحاب من الحكومة وتزايد التوترات الداخلية يقلقان المراقبين في فرنسا. وتدرك باريس أن ليس للجيش اللبناني القدرة على أن يتدخل لنزع سلاح "حزب الله"، وليست للحزب قيادة نافذة تتخذ قرار تسليم السلاح. وتشير المصادر إلى أن الجيش اللبناني لم يتمكن من نزع السلاح الفلسطيني فكيف سيتمكن من نزع سلاح "حزب الله".
وعليه تتوقع المصادر أن تستمر الأمور كما هي مع اهتراء متزايد للأوضاع، لأن مع عدم حصرية السلاح بيد الدولة لا مساعدات لإعادة الإعمار ولا للبنان عموماً، خصوصاً أن السعودية أكدت مراراً أن في ظل عدم حصرية السلاح وعودة لبنان دولة طبيعية لا مساعدات ولا عودة للمواطنين السعوديين إليه.
ولا تتفهم باريس وتيرة التروي في نزع سلاح الحزب، لكنها تعتبر إن عاجلاً أو آجلاً يجب أن يتم ذلك. لكن المصادر تتخوف مثلاً من احتمال سقوط الحكومة إذا نفذت "القوات اللبنانية" تهديداتها بالانسحاب منها، علماً أن السعودية لا تريد سقوط حكومة نواف سلام. وترى المصادر الفرنسية أن "حزب الله" يعتبر أنه يجب الانتظار لأخذ مثل هذا القرار، خصوصاً أن تعليمات إيران هي باتجاه أن يبقي الحزب سلاحه.
إلى ذلك أكدت المصادر أن الانطباع السائد في فرنسا هو أن الأميركيين أصبحوا أقل معارضة للتجديد لليونيفيل وأن من المتوقع أن يؤيدوا التجديد للقوة. لكن باريس ترى أن من الصعب قراءة الموقف الأميركي من لبنان، خصوصاً أن إسرائيل تتصرف كما تريد في لبنان. وباريس تهتم بشكل أساسي بالموقف السعودي الذي يشترط نزع سلاح الحزب. وتدرك باريس أنه لو كانت للرئيس جوزف عون قدرة على نزع سلاح "حزب الله" لكان نفذ ذلك من قبل لكنه يريد تجنب الموجهة الداخلية. إذن في رأي المصادر قد تكون جلسة غد غير حاسمة بالنسبة إلى الموضوع وقد تؤجل مجدداً.
تجدر الإشارة إلى أن حتى الدوائر النافذة في فرنسا بدأت تحول اهتمامها عن لبنان بسبب تركيز أولويتها حالياً على إنجاح مؤتمر الدولتين في نيويورك الذي يترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون الذي سيعترف بالدولة الفلسطينية ( ومعه دول عديدة أخرى من بينها كندا وبريطانيا) وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
رندة تقي الدين - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|