شحادة في وقفة مع أهالي إنفجار المرفأ: اللبنانيون يستحقون العدالة
نقل فروع “الجامعة اللبنانية” في عكّار… تطييف أو تطيير؟
يُرحّب بعض الفعاليات العكّارية، بالاتفاق الذي أسفر عن تحديد الموقع النّهائي للجامعة اللبنانية في عكّار التي عاشت لأعوام من دون هذا الصرح الأكاديميّ لتسجيلها سجالات سياسية استبعدت تنفيذ المشروع المعلّق منذ أعوام بسبب الخلاف على تحديد موقعه، ما دفع الطلّاب إلى خياريْن، إمّا التسجيل في الجامعات الخاصّة فيها أو التوجه إلى طرابلس، فيما سجّلت فعاليات أخرى اعتراضها على الموقع المُحدّد، مؤكّدة لـ “لبنان الكبير” أنّها ستُتابع “إدانة القرار الذي يأتي طائفيًا أو لا يأخذ بالاعتبار الدّوافع الجغرافية والاعتبارات المادّية”.
عُمر هذا الخلاف يتجاوز العشرة أعوام، وعلى ما يبدو أنّه ما زال قائمًا ويقسم العكّاريين بيْن مؤيّدين ومعارضين لتشييد الجامعة في موقع تلّة الزراعة العبدة- ببنين، لكنّ الصدمة أخيرًا، تكمن بإعلان رئيس لجنة الأشغال والطاقة النّائب سجيع عطيّة منذ أيّام، أنّ اللجنة التقنية التي كلّفها رئيس الجامعة بسام بدران، حسمت الجدل وحدّدت اختيارها على منطقة ضهر حلبا- عدبل (تقع في أعالي حلبا)، وذلك بعد “تفويض” نواب عكّار السبعة رئاسة الجامعة للقيام بمهمّة تحديد الموقع “كيّ لا يتحمّلوا عبئًا وخلافات جديدة تُضيّع فرصة عكّار التربوية” حسب ما يقول عطيّة.
واجتمع نواب عكّار أخيرًا، واتفقوا على توقيع عريضة رُفعت إلى رئيس الجامعة وكلّفته بتحديد الموقع، فكلّف بموجبها لجنة تقنية كشفت على المنطقة، ووجدت أنّ عدبل تُعدّ “وسطية والأقرب لمواقع الجيش والمراكز الآمنة المتاخمة للمستشفى الحكومي ومركز تدريب الجيش اللبناني”، أيّ أنّ الجامعة هي من تولّت مسؤولية الملف، كما أوحى نوّاب عكّار.
ووفق عطيّة، فإنّ قائد الجيش رودولف هيكل تنازل عن مساحة (15 ألف متر) لبناء الجامعة اللبنانية في عدبل، (وعن مساحة 6 آلاف متر لبناء مستشفى إقليمي عسكري)، مع العلم أنّ المشروع انطلق أساسًا بتوقيع بروتوكول بيْن وزارتيّ “التربية” و”الزراعة” والجامعة اللبنانية العام 2011، ونصّ على تخصيص 62 ألف متر مربّع من الأراضي مع المباني الواقعة عليها في تلّ الزراعة- العبدة للجامعة اللبنانية، والتي تنازلت عنها وزارة الزراعة لصالح وزارة التربية، وبمساعِ من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أقرّ مجلس الوزراء العام 2017، مرسوم الجامعة بالاختصاصات المقترحة وهي: كلّية العلوم، المعهد الجامعي للتكنولوجيا، كلّية الزراعة، كلّية الصحة العامّة، كلّية التربية، وكلّية العلوم البحرية (التي سُلبت من عكّار ونُقلت إلى البترون).
مصدرٌ سياسيّ من عكّار، يستذكر سعي الرّئيس الحريري في هذا الملف، مؤكّدًا أنّ ما يحدث اليوم يأتي مخالفًا لإرادته. ويقول لـ “لبنان الكبير”: “منذ رحيله، ونحن نفتقد للوحدة السياسية في عكّار، فبات حضورنا باهتًا، وأصبح التشتت وتطيير المواقع أو المشاريع السنّية بصورة مباشرة وبتواطؤ سنيّ سيّدا الموقف اليوم مع الأسف، ونحن لا ننسى أيضًا خطأ تطيير الكلّية الحربية”.
وعن الملف، يُوضح المصدر أنّه تعرّض للكثير من التدخلات “أبرزها من النّائب أسعد درغام الذي حاول العام 2018، تغيير موقع الجامعة وتحديدها لتكون في تلّ عباس الغربي (ذات الأغلبية المسيحية)، ولم يتمكّن من ذلك، أمّا اليوم، فنشهد على تحدّث عطيّة باسم النواب عن الموقع الجديد، مع العلم أنّ لجنة علمية كانت أكّدت أنّ العبدة هي الأنسب والأوسط، وتوجد دراسات تُثبت أنّها المكان الصحيح، لأنّها تُشكّل نقطة التقاء بيْن المناطق كافّة، وتتضمّن كثافة سكانية كبيرة تتوق إلى هذا المشروع وتعجز عن التسجيل في الجامعات الخاصّة (جامعتان في حلبا: LIU وAUT، و”البلمند” في الجومة)، أمّا موقعها، فليس مرتفعًا خلافًا لعدبل التي ستفرض تكاليف مرتفعة للوصول إليْها وتُعدّ كثافتها السكّانية منخفضة”.
ويُضيف: “يوم الثلاثاء الماضي، عُقد اجتماع جمع فعاليات عكّارية مختلفة بقاعة جوهر، وأعلنت المداخلات، أنّ المنطقة الجديدة نائية وبعيدة عن كلّ شيء، وجاء النّائب وليد البعريني وقال إنّه لا يعلم عن القرار شيئًا لأنّه يعود لرئيس الجامعة، وأبدى المجتمعون رفضهم للقرار الجديد ولأيّة استراتيجية تُطيّر كلّ مشروع يأتي لمناطقنا لتستحوذ عليْه مناطق ثانية، كالكلّية الحربية التي كانت من حقّنا وذهبت للبترون، لكن من الواضح، أنّ مواجهتنا لنوابنا، تدفعهم إلى تبرير موقفهم على قاعدة (خلّي الجامعة هيك أحسن ما تطير لغيرنا)”.
الرّافضون لقرار النّقل، يروْن أنّ نواب عكّار “صمّ بكم عمي” أمام هذا الملف الذي يتمّ إمّا “تطييفه” أو تطييره بمقابل سكوتهم عن تطييفه، “لكنّنا شكّلنا وفدًا من الفعاليات وسيكون لنا لقاء قريب مع رئيس الجامعة، لنمنع نقل مشروع خُصّص له 63 مليون دولار في العبدة عبر عرضنا للحقائق والمستندات”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|