الترقب سيد الموقف جنوباً: هل يتكرر سيناريو اجتياح الليطاني؟
يعيش الجنوب اللبناني، ولا سيما البلدات والقرى الأمامية عند الحدود الإسرائيلية، أجواء من الترقب لما قد تحمله الأيام والأسابيع المقبلة من تطورات، في ظل التلويح مجدداً بتصعيد عسكري إسرائيلي ضد لبنان، على خلفية رفض حزب الله تسليم سلاحه، والموقف الرسمي اللبناني الذي يربط تنفيذ التزامات لبنان بشأن حصرية السلاح بيد الدولة بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، ووقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، وما رشح من أجواء سلبية حول الرد الإسرائيلي على المقترحات التي حملها توم باراك إلى المسؤولين الإسرائيليين.
في هذا السياق، عاد الحديث إلى الواجهة عن سيناريوهات تصعيدية قد تلجأ إليها إسرائيل تجاه لبنان في الفترة المقبلة، في عودة محتملة للضغط العسكري والميداني بعد انكفاء الضغط الدبلوماسي، وخصوصاً الأميركي.
السيناريوهات المتوقعة
وتتراوح طبيعة وشكل السيناريوهات المتوقعة بين تصاعد وتيرة الاستهدافات الجوية الإسرائيلية لعناصر أو كوادر أو مراكز مفترضة لحزب الله جنوب وشمال الليطاني، أو في منطقة البقاع، أو حتى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبين عمليات توغل برّي باتجاه بلدات وقرى حدودية لبنانية.
لكن أخطر السيناريوهات المتداولة على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية هو احتمال إقدام إسرائيل على عملية اجتياح بري بغطاء جوي نحو العمق اللبناني حتى مجرى نهر الليطاني (في عملية شبيهة بعملية الليطاني في آذار 1978)، وذلك لهدفين: الأول، القضاء على ما تبقى من سلاح وتواجد لحزب الله في تلك المنطقة، والثاني، ربط انسحابها من المناطق التي ستجتاحها بتسليم الحزب سلاحه في بقية المناطق. ويُتوقع أن يتم هذا السيناريو – في حال تنفيذه – بضوء أخضر أميركي، مع إعادة تحريك العجلة الدبلوماسية عبر توم باراك أو غيره لإيصال هذه الرسالة إلى لبنان والتفاوض على الانسحاب مقابل السلاح.
وبحسب المعلومات المتداولة في هذا السياق، فإن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي اجتياح بري إسرائيلي، لعدة أسباب، منها:
أن الحزب، الذي لا يزال يرى في استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي للنقاط الخمس واستمرار اعتداءاته على لبنان مبرّراً لتمسكه بسلاحه، سيجد في أي عملية اجتياح أو احتلال جديدة ما يجعله أكثر تمسكاً بالسلاح، بل معنيّاً باستخدامه للتصدي لهذا الهجوم.
أنه، وبعد الضغوط الداخلية التي طالبت بنزع سلاحه، سيكون بحاجة لإثبات جدوى هذا السلاح وشرعيته، وهو ما قد توفره له أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة على طبق من فضة.
وأن الحزب الذي فوّض الدولة اللبنانية مسؤولية الدفاع عن لبنان دبلوماسياً واستعادة الأراضي المحتلة، سيُعلن في هذه الحالة أنه يدافع عن الوطن، وأنه يسعى لتحقيق ما عجزت الدولة عن تحقيقه بالوسائل الدبلوماسية.
وبحسب ما يُنقل عن أوساط قريبة من الحزب، فإن دخول الأميركي مجدداً على خط التفاوض "تحت النار" لفرض الشروط الإسرائيلية للانسحاب، وفي مقدمتها نزع سلاح حزب الله، لن يدفع الأخير إلى تقديم أي تنازل. فالحزب، الذي لم يُسلّم سلاحه عندما كانت إسرائيل تحتل خمس نقاط حدودية فقط، لن يرضخ الآن وهي تحتل جزءاً واسعاً من الجنوب.
المصدر: المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|