الصحافة

هكذا سلّمت أحزاب سلاحها بعد الحرب... فلماذا بقيَت مشكلة "حزب الله" وتمدّدت؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تستطع الدولة اللبنانية إنهاء حالة "حزب الله" التسلحيّة رغم محاولات خاضتها على فترات باءت بالمراوحة، فكانت النتيجة مخيبة بعد كلّ اجتماع حواريّ يتفكّك ويتفرّق شمل مجتمعيه من دون أن يفكّك ترسانة الحزب الحربية. سلّمت غالبية من الأحزاب اللبنانية أسلحتها بعد اتفاق الطائف، أو وضّبتها لتصديرها نحو وجهة بعيدة، معتمدةً أنماطا متنوعة في التخلي عن البنادق والصواريخ، لكنّ مشكلة الإبقاء على أعتدة "حزب الله" تمدّدت لبنانياً وبقيت عثرة تحول من دون احتفاء الدولة بحصر السلاح الخارج عن سلطتها.

جاء في اتفاق الطائف أنّ اتخاذ قرار حالة الطوارئ وإلغاءها، والحرب والسلم والتعبئة العامة، تتّخذ جميعها في الحكومة بموافقة ثلثي الوزراء. ولحظ الاتفاق بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، على أن تضع حكومة الوفاق الوطني خطة أمنية مفصلة مدتها سنة لتحقيق هذا الهدف. ساعدت غالبية الأحزاب اللبنانية بعد فترة في تنفيذ مهمة تسليم السلاح، لكن "حزب الله" لم يسلّمه رغم مرور عقود، ولا يزال يتشبّث باقتناء ما تبقى من ترسانته، ما يحول من دون حصر الدولة للسلاح.

في استفهامات "النهار" حول الطريقة التي اعتمدتها أحزاب للتخلّي عن أسلحتها، يجزم من تابع تحوّلات نهاية الحرب اللبنانية في "القوات اللبنانية"، أنّها أعطت بعضاً من أسلحتها الخفيفة للجيش اللبناني وباعت أخرى من دولة أوروبية، وكانت متطلعة نحو دولة قوية تنهي عبء الحرب.

وينفي حزب الكتائب اللبنانية بدوره اقتناء السلاح، ذلك أنه لم يكن هناك ما يسلّمه لأنّ كلّ الأسلحة كانت تابعة لـ"القوات اللبنانية" حتى بعد استشهاد الرئيس بشير الجميّل ثم نهاية الحرب.

وتوضح حركة "أمل" أنها سلّمت سلاحها إلى الجيش بعد خفوت المواجهات، بما في ذلك الراجمات والدبابات والصواريخ التي أعطيت للجيش بالتنسيق مع قيادته.

ما معطيات من كان عضواً في لجنة شكّلت خصّيصاً لمتابعة تسليم سلاح الأحزاب بعد خفوت نيران الحرب اللبنانية؟ يفسّر عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده الطريقة التي اعتمدت في تسليم الأسلحة أو التخلّص منها بعد اتفاق الطائف:  "مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عمر كرامي اعتُبر أنّ الوقت حان بموافقة سورية محدودة لتسليم سلاح الميليشيات اللبنانية كما نصّ الطائف. كلّفت الحكومة لجنة خاصّة برئاسة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع ميشال المر وعضويّتي مع عبدالله الأمين بهدف تنفيذ القرار". 

ويقول إن "حركة أمل التي تعرّضت لاعتداءات من "حزب الله" في نهاية ثمانينيات القرن الماضي مع اغتيال بعض قادتها الميدانيين، كانت جاهزة بعدئذٍ لحلّ الميليشيا، محاولةً استيعاب عدد كبير من أفرادها في الجيش اللبناني. لم نلاقِ أيّ صعوبة في ذلك".

في ما يخصّ الحزب التقدمي الاشتراكي، يشرح حماده أنّ "وليد جنبلاط الذي أيّد بقوّة اتفاق الطائف وافق فوراً مع الحزب التقدمي على تسليم سلاحه، ولأنني كنت ممثلهم، ساهمنا في ضمّ بعض المقاتلين والضباط الذين كانوا من خريجي الاتحاد السوفياتي إلى الجيش اللبناني، بعد خضوعهم لمباراة وتهيئة في المدرسة الحربية".

ويتابع حماده: "بقيَ ملف سلاح "القوات اللبنانية" وملف سلاح "حزب الله". لم تقبل "القوات" تسليم السلاح في الداخل اللبنانيّ آنذاك، وأجرت مفاوضات هادفة لبيع سلاحها في كرواتيا. كان هذا العقد يحتاج إلى توقيع المرّ في وزارة الدفاع آنذاك وتوقيعي في وزارة الاقتصاد للسماح بتصدير السلاح. ارتأينا أن هذه الخطوة غير المألوفة تستلزم دعماً من مجلس الوزراء. ثم تواصل رئيس الجمهورية حينذاك الياس الهراوي مع الرئيس السوريّ حافظ الأسد الذي اعتبر أن الأهم هو التخلّص من السلاح. وافق مجلس الوزراء على تصدير سلاح "القوات" وتالياً على أن أوقّع والمرّ مرسوم تصديره".

أيّ مفاوضات حصلت حول سلاح "حزب الله"؟ يجيب حماده بأنّ "ملف سلاح الحزب بقي من دون حل، لكن ضغط النظام السوري والتعبئة السياسية التي أقيمت فرضت استثناءً موقّتاً حتى خروج العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبنانيّ. لم يكن من الممكن لنظام الأسد استمرار المقاومة الوطنية بما في ذلك الأحزاب الوطنية. وحده سلاح "حزب الله" بقي بدعم إيراني سوريّ، ثم توقفت مقاومة "حزب الله" لإسرائيل تباعاً وتحوّلت هيمنة من محور "الممانعة" على لبنان".

مجد بو مجاهد- النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا