الصحافة

بدل الركعة ركعتين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما كان لزوم ركوع "الماجدة" أمام فيروز الثكلى المسبّب للإحراج؟

ماذا أرادت أن تقول بهذا التصرّف سواء كان نابعًا من قاع القلب أو من تلافيف الدماغ؟ أهو تعبير عن وفاء وتقديس لأيقونة لبنان المتوّجة بالحزن أو مشهد مدروس؟ علمًا أن الطلعة ما كانت بسهولة النزلة.

بين اللبنانيين من امتدح فعل الفنانة ماجدة حليم الرومي العظيم في صالون كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة، تحت عدسات الكاميرات وأضفى على المشهد هالة من التقديس كـ "صوت السماء يركع له الفن". الفن، بـ "أل التعريف"، تجسده "الماجدة". وبين اللبنانيين أيضًا من وجد في جثو ماجدة الرومي المؤثّر وتقبيلها يد فيروز مبالغة في إظهار المشاعر.

وفي اليوم التالي للعزاء، دخلت "نجمة الاستعراض" ميريام فارس على الخط. ركعت بدورها بطريقة متقنة كأنها تؤدي دورًا في كليب تم التحضير له على عجل. ركعت ومعها ركعت الكاميرا. واست فيروز بكلمات طالعة من عمق الوجدان. ولو كان الظرف مختلفًا لأخبرتها أنها لعبت دورها وغنّت أغانيها في فيلم "سيلينا" المقتبس أو المأخوذ عن مسرحية "هالة والملك" للأخوين رحباني في العام 2009. فاتني الفيلم كما فاتني الكثير من محطات الفنانة العالمية. وفاتتني حتى "الركعة" ووجدتها على صفحة فارس على إنستاغرام.

لو لم تفعلها "الماجدة" لما أقدمت ميريام فارس، ومن الجيد أن الرومي لم تفعلها في يوم "الفجيعة" وإلّا لكانت عممت "تراند"، وأرست تقليدًا، ولما تمكّن المحيطون بأغلى رمز حي في وجداننا، من وضع حد للنجوم الراغبين في تظهير انفعالاتهم الصادقة ولتقاطروا إلى العزاء راكعين.

ترى هل فكر "المتفجعون والمتفجعات" للحظة في رأي الراحل بمشهدية التعازي برمتها؟ حتمًا كان سيركّب "مقلتهم" ويسخر منهم جميعًا ما عدا ثلاثة: حبيبته. رفيق صامت. وشاعر تحامل على سنينه وجاء إلى النعش بأناقة الأمراء لمعانقة النعش. وربما شمل بتقديره المجهولين العاديين الذين أحبوه أكثر من الكاميرا بكثير.

ترى لو أزاح الغطاء لثانيتين، ورفع رأسه لثانيتين، وجال بنظره لثانيتين، وعاد من الموت لثانيتين ماذا كان سيفعل وسط كل هذه العجقة، كيف سيكون ردّ فعله؟ على الأرجح كان سيضحك ضحكة مبتورة. وقته قصير جداً.

هل فكر المتوافدون بصمت سيدة الصمت والعزلة والدمع السجين، لو فكروا لأحنوا رؤوسهم أمامها بخفر واختفوا.

إن طقوس العزاء، في بعض مظاهرها، تدعو الميت لإعادة النظر بمراسم مغادرته الوقت والمكان.

عماد موسى - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا