الصحافة

بين عاليه والسويداء: مواقف جنبلاط ووجدان الشارع الدرزي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فتح التحرك الذي رافق الحديث عن تواجد ​الشيخ ليث البلعوس​ في مدينة عاليه، أول من أمس، الكثير من الأسئلة حول تأثير المواقف التي يتبناها الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، تحديداً بالنسبة إلى ملف ​السويداء​، في الشارع الدرزي اللبناني، خصوصاً بعد التداعيات التي تركتها الأحداث الماضية، لا سيما أن الأنباء عن تواجده في المدينة المذكورة كانت قد ربطت بالإشارة إلى أنه يحظى بـ"حماية" من جنبلاط، لا بل دخل إلى البلاد بمساعدة أحد مسؤولي "الإشتراكي" الذي يتولى الملفّ السوري.

بعيداً عن مواقف جنبلاط، لا يمكن تجاهل أن البلعوس بات ينظر إليه، من قبل غالبية أبناء السويداء، على أساس أنه "خائن"، وبالتالي لا يمكن تجاهل تأثير الحديث، بغض النظر عن حقيقته، عن تأمين "الحماية" له من قبله، خصوصاً أن بعض الأوساط الدرزية اللبنانية تتلقى قراءات، مصدرها السويداء تحديداً، تفيد بأن الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع أقدم على فتح المعركة، بعد أن شعر أن هناك غطاء درزياً له، يبدأ من البلعوس ولا ينتهي عند جنبلاط.

إنطلاقاً من ذلك، تعتبر مصادر درزيّة، أنّ هذه الحادثة أكّدت أن مواقف الرئيس السابق لـ"الإشتراكي" بعيدة عن الوجدان الدرزي العام، بالنسبة إلى أحداث السويداء، لا سيما أنها توضع في سياق الصراع على الزعامة مع رئيس ​الطائفة الدرزية​ في إسرائيل الشيخ موفق طريف، بالإضافة إلى العلاقة المتوترة منذ سنوات مع شيخ العقل في السويداء حكمت الهجري، من دون تجاهل الواقع الداخلي الخاص به.

هنا، تذهب هذه المصادر إلى الإشارة إلى أن غالبيّة أبناء القرى الدرزيّة أقامت مجالس عزاء لأقارب لهم من السويداء، نظراً إلى الترابط العائلي المعروف بين العائلات في سوريا ولبنان، وبالتالي الجرح الذي تركته المجازر كان له تداعياته الكبيرة، في حين ينظر إلى جنبلاط على أنه كان من أول الزعماء الذين بادروا إلى زيارة دمشق، لفتح قنوات إتصال مع الشرع، إلا أن ذلك لم يقد إلى حماية الدروز كما كان يعتقد ربما.

في هذا المجال، توضح المصادر نفسها أن الطائفة الدرزية، من الناحية الوجدانية، أعطت جنبلاط على مدى سنوات طويلة ما لم تعطه لأي زعيم سياسي آخر، ليس فقط لأنه نجل الزعيم الراحل كمال جنبلاط، بل لأنها كانت تنظر إليه، خصوصاً خلال مرحلة الحرب اللبنانية، على أساس أنه القادر على تأمين الحماية لها، الأمر الذي تبدل اليوم، إنطلاقاً من النظرة القائمة حيال ما يحصل في سوريا.

بناء على ما تقدم، لا يمكن تجاهل بعض المؤشرات، التي كانت في الأصل قد ظهرت منذ ما قبل أحداث السويداء، وتتعلق بأن هناك جواً في صفوف مشايخ الطائفة بات لا يتوافق، في الكثير من الأحيان، مع مواقف جنبلاط، لا بل أن هذا الجو لم يعد بعيداً حتى عن أوساط الحزب "الإشتراكي" نفسها، مع العلم أنه منذ أشهر طويلة يسعى إلى إبراز التنسيق مع رئيس "الحزب الديمقراطي" طلال أرسلان، كي يرسل إشارات على أن ما يدلي به، بالنسبة إلى الخيارات السياسية، يحظى بإجماع من الزعيمين، مع العلم أن أرسلان نفسه، الذي إعتمد مقاربة هادئة، لم يذهب إلى المكان نفسه.

على الرغم من ذلك، تشدد بعض الأوساط الدرزية، أن موقف "الإشتراكي" السياسي، تحديداً بعد الأحداث الماضية، قد يكون له ما يبرره، خصوصاً أن نار الفتنة المذهبية كان من الممكن أن تصل إلى لبنان، نتيجة بعض التوترات المحدودة التي حصلت، وبالتالي وجب العمل على منع ذلك، وتذكر بأن هذه المسألة تمثل هاجساً أساسياً لجنبلاط، لكنها توافق على أن هذا الأمر لم يكن يعبر عن مشاعر الشارع الدرزي.

عند هذه النقطة، تلفت الأوساط نفسها إلى أنه بالإضافة إلى المشكلة المستمرة التي يعاني منها منذ سنوات، فيما يتعلق بنقل الزعامة إلى نجله النائب تيمور جنبلاط، برزت اليوم مشكلة جديدة لا يمكن التقليل من أهميتها، تتعلق بأن شيخ العقل سامي أبي المنى لم ينجح في تأمين رافعة لمواقفه بين المشايخ، بل ظهر وكأنه هو من يحتاج إلى هذه الرافعة من جنبلاط، الأمر الذي يفتح الباب لرسم الكثير من علامات الإستفهام حوله.

في المحصلة، ترفض هذه الأوساط أي حديث عن تأثير لذلك على الزعامة في لبنان من الناحية السياسية، لا سيما أن البلاد ستكون بعد أقل من عام على موعد مع إنتخابات نيابية تُصنف أنها ستكون مصيرية، حيث تلفت إلى أن الموضوع أبعد من ذلك بكثير، لا بل ترى أنه قد لا يكون هناك تأثيراً كبيراً على حجم الأصوات التي يحصل عليها "الإشتراكي"، لكنها تشدد على أن الأكيد هو أن خيارات جنبلاط، بالنسبة إلى الملف السوري تحديداً، بعيدة عن الوجدان الدرزي العام.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا