معارك الأستاذ نبيه برّي

آخر معارك الأستاذ نبيه، ليست رئاسة المجلس ولا الدفاع عن صلاحياتٍ بالية، بل معركة تاريخية: إعادة الشيعة إلى السياسة، بعد أن خطفهم السلاح إلى الحرب.
هل ينجح؟ ليس مؤكداً. لكنه، كما قال يوماً، يعرف متى يصفّق الجمهور ومتى يخرج قبل أن ينزل الستار.
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
يجاهد نبيه بري على خطين متوازيين لا يلتقيان.
كيف للاعب السيرك هذا أن يسير بين كل هذه الألغام دون أن ينفجر فيه ما يودي بحياته السياسية؟
كان علي عبدالله صالح يفتخر بأنه يتقن الرقص على رؤوس الأفاعي، واستمر إلى أن لدغه الحوثي لدغة قاتلة.
هكذا “النبيه” يتقن فن الرقص باحتراف، لكن آخر الرقصات باتت محفوفة بمخاطر جمّة.
في المعلومات، أنّ بري طلب من حزب الله أن يعطيه أدوات التفاوض، وأن لا يخذله في ساعته الأخيرة، لكن الجواب كان أشبه بالضرب في حائط مسدود.
لم يعد الحزب مستعداً لإعطاء بري هامش المناورة الذي كان يمنحه إياه في السابق.
هو اليوم، رئيس مجلس نوابٍ في موقع لا يحسد عليه: في مرمى الجميع، من دون أي غطاء فعلي من أقرب الحلفاء.
يستعد بري لآخر معاركه، بحنكة من يدرك أنّ زمن “الأول” تحوّل.
كان له شرف رفع السكين عن رقبة طائفة، لعب بها حزب الله على طاولة البوكر بلغة “الصولد”، فربح تقريعاً غير معلن من الحزب، مفاده اللوم على التسرّع في اتفاق وقف إطلاق النار.
حزب الله المهزوم، يلوم “معوّميه” من الشيعة على إنقاذ الطائفة من دمار شامل.
اليوم يتلقى بري كرة النار.
لبنان الرسمي ينزع الغطاء عن السلاح، ويرسل الرد على باراك، فيما حزب الله يعتصم بالرفض الخشبي لنزع السلاح.
أمام هذا الانقسام الصارخ، يبدو بري كمن يقف على خشبة مسرح سياسي تتآكل قواعده، فيما الجمهور بدأ يصفّق لانتهاء العرض.
لكن الأستاذ، القارئ الدقيق للمتغيرات، لا يسلّم بسهولة.
يدرك أنّ ختام المرحلة لا بد أن يكون بحجم التجربة.
يريد أن يختم مسيرته بإنجاز وحيد: إنقاذ الشيعة من أبطالهم.
هو لا يجاهر بذلك، لكنه يسعى إليه بخطوات صامتة.
يفهم أن لا إنقاذ للطائفة من دون تحرّرها من خطاب الحرب الأبدية، ولا مستقبل من دون الخروج من عباءة “التحرير” الذي لم يعد أحد يريده.
آخر معارك الأستاذ نبيه، ليست رئاسة المجلس ولا الدفاع عن صلاحياتٍ بالية، بل معركة تاريخية: إعادة الشيعة إلى السياسة، بعد أن خطفهم السلاح إلى الحرب.
هل ينجح؟
ليس مؤكداً.
لكنه، كما قال يوماً، يعرف متى يصفّق الجمهور ومتى يخرج قبل أن ينزل الستار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|