بري وجعجع رأسا حربة المرحلة!
تخفي المعركة المحتدمة راهناً على ملف انتخاب المغتربين صراعا بات واضحا بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. فالرجلان راهنا هما رأسا حربة المرحلة. الأول بالاتفاق مع حزب الله يقوم بإدارتها وبالتفاوض واتخاذ القرارات الحاسمة. أما الثاني فوكّل نفسه بقيادة الجبهة المعارضة لحزب الله والدافعة باتجاه انهاء جناحه المسلح. فجعجع الذي يتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان الحالي وأكبر كتلة مسيحية يسعى بكل الأدوات التي بين أيديه لتثبيت معادلة أن الأكثرية النيابية بصفه كما وبشكل أساسي لاستثمار الخسارات التي مُني بها حزب الله عسكريا بالواقع السياسي اللبناني سواء من خلال فرض ايقاع جديد في مجلس النواب أو من خلال تبني تعديلات وقوانين تُترجم الواقع العسكري الجديد في المنطقة وأبرزها راهنا قانون الانتخاب الذي تسعى معراب وحلفاؤها لتعديله بما يضمن انتخاب المغتربين كل في دائرته وليس لـ٦ نواب حصرا يمثلون الاغتراب.
خصومة حادة وتفاهمات مؤقتة
ويمكن وصف العلاقة التاريخية بين بري جعجع بأنها "معقدة ومتقلبة، تجمع بين خصومة سياسية حادة وفترات تفاهم مؤقتة"، وهي غالبًا ما أخذت بعدًا طائفيًا وسياسيًا، مع صراع على النفوذ والموقع ضمن المشهد اللبناني العام.
وبالرغم من الخلافات الكبيرة بينهما على مقاربة الملفات الاستراتيجية، الا أنهما نجحا لسنوات بالحفاظ على قنوات تواصل تولاها لفترات طويلة النائبان جورج عدوان وملحم رياشي اللذان لطالما كانا الأقرب لعين التينة.
لكن التطورات والسجالات الأخيرة التي تتركز حول تعديل قانون الانتخاب تهدد أكثر من أي وقت مضى بالاطاحة بهذه العلاقة خاصة بعد البيان عالي النبرة لـ "القوات اللبنانية" الذي تحدث عن "تسلّط الرئيس نبيه بري" معتبرا أن "النهج المتّبع من في إدارة مجلس النواب يُبقي البلاد في شريعة الغاب".
موقف "الثنائي"
تستهجن مصادر قريبة من "الثنائي الشيعي" سعي "القوات" مع حلفائها للاطاحة بالجلسة التشريعية المقبلة بمحاولة لفرض أجندتها على مجلس النواب ورئيسه" معتبرة في حديث لـ "الديار" أن "هذه القوى هي التي تنفذ انقلابا على تفاهمات سابقة مرتبطة بقانون الانتخاب، ومن غير المنطقي مجاراتها في تنفيذ أجندات خاصة بها طالما هناك قانون نافذ يفترض الانصراف لضمان تطبيقه".
موقف معراب
بالمقابل، لطالما ركّزت معراب معاركها باتجاه حزب الله وتحنبت المواجهة والسجال المباشر مع عين التينة، لكن مصادر قريبة منها تقول لـ "الديار":"الرئيس بري هو من يضع نفسه بمواجهة مع أكثرية اللبنانيين من خلال اصراره على تجاوز ارادة 67 نائبا وقعوا على اقتراع قانون معجل مكرر لتعديل البند المرتبط باقتراع المغتربين.. وهو ومن خلال اصراره على فرض ارادته ضاربا بعرض الحائط الآليات التي تنظم عمل مجلس النواب انما يجرنا الى معركة سياسية سنخوضها الى النهاية كي نستعيد حقوق المغتربين المسلوبة". وتضيف المصادر:"مقاطعتنا للجلسة التشريعية اليوم الثلاثاء هدفه منع مصادرة أصواتنا كنواب تماما كما مصادرة أصوات المغتربين".
بولا مراد - "الديار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|