الصحافة

ماذا يعني أن تُقرَع طبول الحرب في ظلّ حكومة أصيلة ومن دون فراغ رئاسي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما كان يزور المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين لبنان العام الفائت، وغيره من الموفدين الدوليين، ليطلبوا إخراج جبهة الجنوب من دائرة حرب غزة، وتحييدها عن أي تصعيد إقليمي كبير، كان بلدنا بحالة فراغ رئاسي، وبظلّ حكومة تصريف أعمال، وبحالة تفاوضية غير رسمية بالشكل التام.

 التعافي...

وأما اليوم، يستقبل لبنان الكثير من الموفدين الأميركيين وغير الأميركيين، فيما السلطات اللبنانية مُكتمِلَة بوجود رئيس للجمهورية، وحكومة أصيلة، ومجلس نواب لا يزال يعمل، أي بصورة سلطوية واضحة وملموسة، وهو ما يرفع مستوى الانتظارات المحلية كثيراً.

فأن تندلع الحرب في لبنان خلال خريف عام 2024، بما ينسجم مع واقع سياسي غير مُكتمِل آنذاك، قد يكون مفهوماً على طريقة أنه "ما كان باليد حيلة" في ذلك الوقت. وأما أن تشتعل الحرب اليوم أيضاً، أي فيما مختلف مستويات الهرم السلطوي اللبناني تتكلّم وتستقبل وتودّع وتفاوض، فهذا ما لن يكون مغفوراً أبداً لسلطة لبنانية، من أدنى واجباتها أن تفعل المستحيل لسَحْب لبنان من سلّة المواجهات والحروب والصراعات الإقليمية، ولوضعه على فراش التعافي.

عنق الزجاجة

ذكّر الكاتب والمحلّل السياسي علي الأمين بأن "حركة كل الموفدين، والرسائل التي تصل من (المبعوث الأميركي) توم برّاك، مروراً بالمواقف الإسرائيلية، وصولاً لمواقف "حزب الله"، تشير كلّها الى أننا في عنق الزجاجة، وسط غياب أي مؤشّر لحلّ بمعنى تنفيذ الاتفاقيات التي لها علاقة بحصر السلاح تحديداً، وبالقضايا الأخرى المرتبطة بالإصلاحات والحدود وغيرها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أننا ضمن لحظة تبدو فيها الدولة، أي السلطات الرسمية في لبنان، عاجزة عن إقناع المجتمع الدولي والعرب بأنها تقوم بما هو مطلوب. وبالتالي، الدولة أمام سؤال الآن، هو كيف ستتعامل مع كل المعطيات الخارجية، ومع دول الخارج أيضاً؟".

نصف خسارة...

وأوضح الأمين:"لنفترض أن السلطات الرسمية اللبنانية مُحِقَّة بالتحرّك وفق الطريقة التي تتحرك بها الآن، وبالخيار الذي تنتهجه، إلا أنها مُطالَبَة أيضاً بأن لا تعود تطالب الآخرين بالتدخّل لمنع عدوان إسرائيلي، ولا لتأمين مساعدات ومؤتمرات دعم من أجل الجيش والإعمار، في تلك الحالة. فمن يريد أن يطلب مساعدة من الخارج، يصبح مضطراً أيضاً الى أن يستمع لما يريده الخارج، والى عدم تجاهل المناشدات والتحذيرات الدولية بشأن المخاطر المُحتمَلَة بشأن لبنان. وبالتالي، لا يمكن للسلطات اللبنانية أن تتّصل بالأميركيين مثلاً، لتطلب منهم أن يُوقِفوا الضربات الإسرائيلية، إذا كانت (السلطات اللبنانية) لا ترغب بتدخّل أميركي، ولا بالاستماع الى رأي الولايات المتحدة الأميركية بالموضوع، لا سيما أن لبنان الآن بحال هزيمة".

وأضاف:"المطلوب الآن هو أن ندفع ثمن الحدّ الأدنى من الخسائر، فتُصبح "الشطارة" الى أي مدى يمكننا أن نُخرِج أنفسنا من الوضع الحالي بأقلّ كلفة ممكنة؟ ولذلك، لا فرصة أمام لبنان لحماية نفسه من دون أصدقائه ومحيطه العربي، والاستعانة بالأميركيين وبالمواقف الدولية من أجل تخفيف الخسائر، لأن المطروح علينا هو إما خسارة كبيرة أو نصف خسارة، ومن الأفضل اختيار النّصف خسارة في تلك الحالة، طبعاً".

الشعب اللبناني؟

ورداً على سؤال حول أن السلطات اللبنانية مُطالَبَة بإبعاد شبح الحرب عن لبنان من أجل شعبها أولاً، وحتى تكتسب الثقة لديه هو أولاً قبل الخارج، أجاب الأمين:"المسؤولون اللبنانيون لا يفكرون بتلك الطريقة، خصوصاً أن لا مشكلة لديهم بشيء طالما استمروا جالسين على كراسيهم، وطالما أن لا وجود لقوة ضغط داخلية وشعبية تدفعهم الى السير في وجهة جديدة".

وتابع:"لا مؤشرات متوفرة حتى الساعة تدلّ على أن القوى اللبنانية تُجري حساباتها بخلفية التفكير بالشعب أكثر من تفكيرها بالسياسة الخارجية، وبما إذا كانت ضاغِطَة عليهم أم لا، وذلك وسط اصطفافات طائفية ومذهبية تسيّر الوضع الداخلي، وتحصّن الجميع بالتوازنات الطائفية والمحاصصة، بينما لا تحوّلات على المستوى الشعبي تدفعهم الى الانتباه للداخل".

وختم:"لا وجود لقوة ضغط شعبية داخلية غير طائفية تُحدِث أي فارق في الداخل. وفي تلك الحالة، يُصبح الوضع "فالج لا تعالج"، وسط هاجس أساسي لا بدّ من إيجاد جواب له، وهو ماذا يريد الشعب بالفعل؟ وكيف يعبّر عن رأيه على سبيل قوة ضغط تُثير القلق في صفوف السلطة، وتدفعها الى الذهاب باتجاه مختلف؟".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا