الصحافة

لبنان تحت الضغط: نزع السلاح بوابة الإنقاذ أم بداية الفوضى؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحت عنوان: "سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق"، كانت لافتة المقالة التي نشرها المبعوث الأميركي توم برّاك، صباح اليوم عبر حسابه الخاص على منصة "أكس"، وعلى الرغم من ان الاخير اعطى الانطباع انها رأي خاص، الا انها في الواقع تحمل رسائل الادارة الاميركية.

فقد شدد براك على ان "الآن هو الوقت المناسب للبنان ليتحرك"، محذرا من انه "إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه بلا شك مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوّة إسرائيلية وضعف إيراني غير مسبوق. وبالتوازي، سيواجه جناحه السياسي احتمال العزلة مع اقتراب انتخابات أيار 2026"، مؤكدا ان نزع سلاح حزب الله إذن ليس فقط ضرورة لأمن إسرائيل؛ بل فرصة للبنان لاستعادة سيادته وتحقيق الانتعاش الاقتصادي.

وفي حديث خاص لوكالة "أخبار اليوم"، رأى سياسي لبناني مخضرم أن ما قاله براك ليس رأيا تحليليا عاديا، بل يشبه بلاغا سياسيا يحمل في طياته رسائل مباشرة إلى لبنان، خلاصتها أن نزع سلاح حزب الله أصبح شرطا إقليميا ودوليا لإنقاذ لبنان من الانهيار.

براك، الذي تحدث بصراحة عن تحولات المنطقة، اعتبر أن استقرار سوريا عبر التطبيع مع إسرائيل وتركيا، يشكل الخطوة الأولى لترتيب الجبهة الشمالية لإسرائيل، أما الخطوة الثانية، فهي تفكيك سلاح الحزب، وفتح مسار أمني وحدودي بين لبنان وإسرائيل، باعتبار أن هذا السلاح بات العائق الأول أمام أي مشروع استقرار فعلي في المنطقة.

السياسي المخضرم يرى أن باراك شرح فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية عام 2024، لأن لبنان الرسمي عاجز عن فرض قراراته، فالحكومة مشلولة، الجيش محدود الصلاحية، والحزب هو اللاعب الأقوى، بالتالي هنا لا يمكن الحديث عن التزامات أو اتفاقات، ما دامت الدولة غائبة أو مغيّبة.

باراك كشف عن خطة أميركية عرضت على لبنان هذا العام، تتضمن نزعا تدريجيا لسلاح الحزب، مقابل حوافز اقتصادية، دعم للجيش، وإشراف دولي، لكن لبنان لم يلتقط الفرصة، بسبب نفوذ الحزب في الحكومة، وبسبب انقسام داخلي حال دون اتخاذ قرار سيادي.

يلفت السياسي عينه، إلى أن باراك يقرأ اللحظة الإقليمية بوضوح، أي أن الحزب بات معزولًا بعد تحولات دمشق، وإيران تعاني من ضعف داخلي، بينما دول الخليج تتجه نحو إنهاء عصر الميليشيات، بالتالي هذا ما يجعل سلاح الحزب عبئا ليس فقط على لبنان، بل على مجمل التوازن الإقليمي الجديد.

الرسالة الأخطر في خطاب باراك، بحسب السياسي، أن استمرار لبنان في المماطلة قد يدفع إسرائيل إلى تحرك أحادي كبير، وفي هذه الحالة، قد يلجأ الحزب إلى تأجيل انتخابات 2026 بحجة الحرب، ما سيُحدث زلزالًا داخليًا، يُعيد البلاد إلى شبح الفوضى والانفجار الطائفي.

ويضيف أن تأجيل الانتخابات سيُفهم داخليا على أنه استيلاء غير دستوري على السلطة، وسيفجر غضب الشارع اللبناني، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي، والتدهور المؤسساتي، وفقدان الثقة الكلي بالطبقة الحاكمة.
السياسي يختم بالقول: إن ما طرحه براك ليس مجرد تحليل أميركي، بل تلخيص دقيق لتحول إقليمي كبير، فالتأخير لم يعد ممكنا، والمواجهة لم تعد مستبعدة، والقرار النهائي بيد اللبنانيين، فإما السير نحو السيادة، أو السقوط في العزلة والانفجار.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا