ما حجم ترسانة "الحزب" المتبقية.. وأماكن انتشارها؟
بعد جلسة 5 أيلول الحكومية، بدأ العد العكسي لتحويل خطة الجيش إلى واقع على الأرض بهدف حصر سلاح "حزب الله" بيد الشرعية. والعبرة في التنفيذ.
وأول تقرير سترفعه القيادة العسكرية إلى مجلس الوزراء بعد شهر، أي في 5 تشرين الاول المقبل، في وقت أكدت مصادر وزارية أن الخطوة وضعت لتنفذ، وأن ادعاء "الثنائي" ومن يدور في فلكه إحراز النصر على الحكومة وتسجيل هدف قاتل في مرماها ليس سوى مجرد إعلان لرفع المعنويات لا أكثر ولا أقل.
وإلى حين تبيان الخيط الأبيض من الأسود، يعتبر محللون عسكريون أن الجيش ليس بحاجة إلى مهلة فضفاضة لحصر هذا السلاح إنما بضعة أشهر تكفي لا سيما وأن ترسانة "حزب الله" الصاروخية بعد "حرب الإسناد" قد تضررت بشكل كبير، وخسرت ما يناهز 65 % من قدراتها الصاروخية الثقيلة خاصة الصواريخ بعيدة المدى، ما يعني أن ما بقي في حوزته لا يتجاوز حوالى 35 % من حجم الأسلحة التي كانت لديه قبل الحرب.
ما حجم ترسانة "حزب الله"؟
تشير التقديرات إلى أن "حزب الله" كان يمتلك قبل "حرب الاسناد" ما بين 120,000 و200,000 صاروخ وقذيفة بعد حرب 2006، وتضم صواريخ غير موجهة وأخرى دقيقة. تقديرات أخرى أشارت إلى أن عددها يصل إلى 150,000 صاروخ، بما في ذلك آلاف الصواريخ الدقيقة.
وتكشف التقديرات حسب خبراء عسكريين، أن ما تبقى من ترسانة "الحزب" الصاروخية بعد الحرب الأخيرة يتراوح بين 40,000 إلى 65,000 صاروخ وقذيفة، علمًا أن الكثير من المخازن والمواقع تم تفكيكها جنوب الليطاني من قبل الجيش اللبناني وذلك في اطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار؛ وقد تم تفكيك أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة.
في ما يتعلق بأنواع الصواريخ المتبقية، فإن الصواريخ القصيرة المدى (كاتيوشا، غراد 20–40 كلم) ما زالت الأكثر عددًا، ويقدر أن عشرات الآلاف منها باقية.
الصواريخ المتوسطة المدى (فجر، زلزال، 70 – 200 كلم) تضرر جزء مهم منها بالقصف، لكن لا يزال لدى "الحزب" عدد لا بأس به ويمكن أن تطال وسط وشمال اسرائيل.
أما الصواريخ الدقيقة (طوّرها "الحزب" بمساعدة إيران) فعددها أقل بكثير (بضع مئات وفق التقديرات)، لكنها الأخطر استراتيجيًا، ويحرص "الحزب" على إبقائها في أماكن محصّنة جدًا.
الصواريخ المضادة للسفن (ياخونت، نور/سي – 802) موزعة قرب الساحل، خاصة في جنوب لبنان (صور – الناقورة) وعلى أطراف صيدا مع الإشارة إلى أن مضادات الطائرات (منظومات قصيرة المدى) غير مؤكّد حجمها بعد الحرب، لكن رصد استخدام محدود لها في الجنوب.
أماكن الانتشار
لحظت خطة الجيش اللبناني معظم الأماكن الجغرافية والمواقع الاستراتيجية لترسانة "حزب الله"، وهي استندت إلى معلومات دقيقة ولكن من دون تحديد حاسم لحجم هذه الترسانة. وفي المعلومات المتوافرة أن الانتشار بات أضيق بعد الحرب الأخيرة، لكن بقي على الشكل التالي:
الجنوب (جنوب الليطاني بشكل خاص) مع مخازن وشبكة أنفاق ومخابئ .
الضاحية الجنوبية لبيروت وهي مركز القيادة والسيطرة حيث توجد مخازن تحت الأرض وبعض الأبنية السكنية.
البقاع (الهرمل – بعلبك – النبي شيت) ويعتبر العمق اللوجستي الأهم لـ "الحزب"، وتحتوي المنطقة على ورش تصنيع وتجميع وتخزين، خصوصًا للصواريخ المتوسطة والبعيدة.
وعلى خط الساحل الجنوبي (صيدا – صور – الناقورة) تتواجد منصات مضادة للسفن.
واستنادًا إلى هذا التوزع الجغرافي، كان من الطبيعي أن تبدأ خطة الجيش بجنوب الليطاني لأنه العمق الحيوي لـ "الحزب" ومتفق على نزع السلاح منه مسبقًا في إطار وقف إطلاق النار.
وإذا كانت منطقة ما بين النهرين أي ما بين الليطاني والأولي ستشكل المرحلة الثانية في إطار حصر السلاح، فإن المرحلة الثالثة هي الأخطر والأهم وتشمل الضاحية ومعقل "الحزب" ومربعه الأمني، وهي منطقة تمثل العصب المركزي: القيادة، المستودعات، ومراكز التحكم والسيطرة. هنا السلاح أقل علنية من الجنوب، لكنه موجود على شكل مخازن سرية، مراكز لوجستية، وطرق إمداد.
اما المرحلة الأخيرة التي ستنتهي عندها الخطة فهي البقاع حيث تنتشر أكبر المخازن الاستراتيجية للصواريخ البعيدة المدى والطائرات المسيّرة والمخازن العميقة وورش تصنيع المسيّرات، وممرات الإمداد من سوريا، وهي أصعب نقطة يمكن للدولة أن تمسها لأنها تشكل العمود الفقري لـ"حزب الله".
والسيطرة هنا أصعب، لأنها منطقة واسعة جغرافيًا وذات عمق عشائري، لكنّها أساسية لأنها "المخزن الاستراتيجي" لـ"الحزب".
في المحصلة، لقد وضع بيان 5 أيلول الجميع أمام امتحان صعب: الدولة بمؤسساتها وجيشها، "حزب الله" بسلاحه، والضامنين الخارجيين بتعهداتهم. والأثمان واضحة: الفشل – لا قدّر الله – ثمنه مزيد من اهتزاز الاستقرار وفقدان لبنان الدولة نهائيًا، أما النجاح فيتطلب جدية وحزمًا بالتنفيذ من دون تردد وهما وحدهما سيحددان ما إذا كانت حصرية السلاح بيد الدولة مجرد شعار للاستهلاك أم مشروع دولة حقيقي قابل للحياة.
نخلة عضيمي - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|