الصحافة

باسيل جندي في جيش نصر الله!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سجّل الإعلام، أمس، إطلالةً للرئيس السابق ميشال عون في الغداء الكسرواني الذي أقامته على شرفه النائبة ندى البستاني، بالقول إنّها “بدت مفتعلةً”. وذهبت صحيفة “النهار” إلى القول إنّ مأدبة الغداء تزامنت مع إحياء حزب “القوات اللبنانية” قداس الشهداء في مقرّه في معراب.

وتلاحقت في الأيام الأخيرة الإشارات التي تفيد بأنّ رياح الودّ بين “التيار الوطني الحر” وبين “حزب الله” عادت لتهبّ من جديد بعد انحباسٍ تسبّبت به المرحلة العاصفة التي مرّ بها لبنان جرّاء الحرب التي تسبّب بها “الحزب” وجرّت على لبنان كارثة جديدة تُحاكي كارثة حرب 2006.

قبل الذهاب إلى الكلام عن أسباب عودة الودّ الذي اهتزّ بين الحليفَيْن، لا بد من تلمّس “التكويعة” الجديدة في خطاب “التيار” الذي انتقل من ناقدٍ لسلوك “الحزب” الذي ورّط لبنان في “حرب الإسناد” وما جرّته من ويلات على هذا البلد، إلى ناقدٍ للحكم الذي يُقارب مسألة سلاح “حزب الله” على قاعدة حصرية السلاح بيد الدولة، كما تقرّر في جلسة مجلس الوزراء في 5 آب الماضي وتكرّس في خطة قيادة الجيش التنفيذية في جلسة الحكومة في 5 أيلول الجاري.

وأورد موقع “التيار” الإلكتروني، أمس، أنّ جلسة الجمعة الحكومية، التي خُصّصت لعرض الجيش خطته المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة، “مرّت بهدوء نسبي على الرغم من انسحاب الوزراء الشيعة الخمسة. هذا الهدوء، وإن بدا في الشكل مؤشرًا إلى انضباط مؤسساتي، إلّا أنّ الواقع السياسي يوحي بمناخٍ مختلفٍ تمامًا”.

أضاف الموقع: “في داخل “حزب الله”، برز تململ واضح، إذ اعتبر عدد من مسؤولي “الحزب” أنّ المشهد الإعلامي الذي حاول تصوير الجلسة كخطوةٍ إيجابيةٍ ومبشّرةٍ كان مبالغًا فيه ويتناقض مع خطورة المرحلة وحساسيّة الملف”.

وتشير المعطيات المتوافرة، كما أفاد موقع “التيار”، إلى أنّ “الحزب اطّلع على مضمون خطة الجيش منذ نحو شهر، وهو ما زال ثابتًا على موقفه الرافض لها”.

بدوره، كان لرئيس “التيار” النائب جبران باسيل حصّةً وازنةً في التكويعة. وتطرّق إلى موضوع سلاح “حزب الله” وجلسة الحكومة، فقال: “على علمنا تحدّث البيان الوزاري عن استراتيجية دفاع وطني فأصبحنا أمام ورقة أميركية يجب أن تُقرّها الحكومة، وعندما فعلت ذلك قالوا إنّها لم تُقرّها، بل أقرّت أهدافها وإنّها لا تُنجز الورقة إلّا بعد الحصول على جواب من الطرف الآخر المعني بها”.

وخلص باسيل إلى القول: “في جلسة مجلس النواب قلنا لهم فرحتم لأنكم شكّلتم الحكومة كما تريدون، فأرونا كيف شكّلتموها مع “الشيعة على ذوقكم”، وفي وقت الجدّ نرى إذا كنتم أنتم مَن اخترتم الوزراء الشيعة أم اختاروهم هم، واليوم يجب أن يكون وصلهم الجواب حول مَن اختار مَن”.

لفت الانتباه كيف تكلّم أخيرًا الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بودّ كبير عن الرئيس السابق ميشال عون. فتطرّق قاسم في كلمته في 25 آب الماضي إلى أنّه تم في 28 آب سنة 2017، “تحرير الجرود في معركة فجر الجرود، معركة قام بها ‏الجيش اللبناني بالتعاون مع “المقاومة الإسلامية – حزب الله”. وسجّل قاسم أنّ هذا “الإنجاز العظيم” كان بـ”قرار حازم من رئيس الجمهورية السابق، العماد ميشال عون. هذا الرجل الجريء والشجاع الذي اتّخذ قرار معركة فجر الجرود، على الرغم من الضغوط الأميركية التي رفضت أن يكون ‏هناك تعاون بين الجيش والمقاومة في المعركة، لكنّه أصرّ على خوض المعركة، وحصل التنسيق بين حزب الله وقيادة ‏الجيش اللبناني، المتمثّلة يومها بالقائد العماد جوزاف عون، الذي تعاون بشكلٍ كاملٍ”.

يؤكّد العارفون بخفايا العلاقات بين الحليفَيْن اللذَيْن ارتبطا بتعاونٍ مضى عليه حتى اليوم 19 عامًا وتكرّس بـ”تفاهم مار مخايل” الشهير في شباط 2006، أنّ ما بين “حزب الله” و”التيار العوني” أعمق من طوارئ الأحداث ولو كان على شاكلة الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وقد جنى “التيار” منافع عظيمة نتيجة هذا التفاهم في غزوة “الحزب” لبيروت في أيار 2008 وولادة “اتفاق الدوحة” الذي تدفقت بفضله عطايا سياسية ومادّية قيل الكثير عنها ولا يزال.

مارس “حزب الله” كَرَمًا لا يُضاهى مع حلفائه، بينهم “التيار الوطني الحر”. وأفادت المعلومات بأنّ هذا الكرم ما زال متواصلًا على الرغم من الزلزال الإسرائيلي الذي أصاب “الحزب” وإيران معًا. وكشفت معلومات صحيفة “الشرق الأوسط” قبل أيام عن أنّ جهات أمنية سورية ولبنانية رصدت محاولات إيرانية، تكثّفت في الأسابيع الماضية، لضخّ مساعدات إلى “حزب الله” الذي يرزح تحت ضغط خطة نزع السلاح. وعلى الرغم من إحباط عمليات تهريب متفرقة في سوريا ولبنان، فإنّ جرعات من المساعدات يبدو أنّها قد نُفّذت بالفعل، بمساعدة شبكة مهرّبين، وفق مصادر ميدانية في سوريا ولبنان. وعُلم أنّ الولايات المتحدة تحاول الآن تتعقّب خيوطًا أوصلت ملايين الدولارات إلى “حزب الله” عبر قنوات تحويلات تقليدية وخطوط برّية.

بدت هناك صلة مباشرة بين أنباء الأموال الإيرانية التي سلكت طريقها إلى “حزب الله” وتصعيد الأخير لمواقفه ضدّ خطة قيادة الجيش اللبناني لحصر السلاح. وتفيد المعلومات بأنّ انتعاش “الحزب” ماديًا وسياسيًا امتدّ إلى عددٍ من الحلفاء الذين راحوا يركّزون حملاتهم على الحكومة والعهد وحلفائهما تحت عناوين مختلفة. وأتت في هذا السياق انخراط “التيار الوطني الحر” في حملة “حزب الله” على الحكومة.

تباهى الأمين العام السابق لـ”الحزب” السيد حسن نصر الله بأنّه “جندي في جيش وليّ الفقيه” الإيراني.
ويكاد رئيس “التيار” النائب جبران باسيل أن يعلن أنّه “جندي في جيش نصر الله”. وتقول أفعال “التيار” حاليًا لا أقواله فحسب، إنّه فعلًا هو هذا الجندي المُنضبط.

 أحمد عياش -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا