بسبب "المخاطر الجسيمة" على الطريق .. فصائل السويداء تحذر من السفر على طريق دمشق
قالت مصادر أهلية وإعلامية متقاطعة في السويداء إن الفصائل العسكرية في المدينة أصدرت تعليمات لأهالي المدينة وشركات النقل بمنع السفر والعبور على طريق دمشق بسبب "المخاطر الجسيمة" على الطريق، رغم تأكيدات الحكومة السورية بتأمين الطريق وتثبيت نقاط أمنية للحفاظ على سلامة العابرين.
وأضافت المصادر لـ "إرم نيوز" إن شركات النقل العاملة على خط السويداء - دمشق، تلقت إنذارا من قيادات عسكرية في السويداء، تبلغت فيه بعدم نقل المسافرين من وإلى دمشق، خوفا من تكرار حالات الخطف أو استهدافها من قبل البدو القاطنين في القرى المحاذية للطريق، وخاصة في بلدة المطلة.
يأتي ذلك بعد عدة أيام على إعلان السلطات السورية عن إعادة فتح طريق دمشق السويداء وتأمينه، إذ أكدت وزارة الداخلية السورية على "انتشار قوى الأمن الداخلي على طول الطريق، ونشر الحواجز وتثبيت نقاط أمنية جديدة في القرى المطلة عليه، خصوصاً تلك التي تضم مقاتلين من العشائر، منعاً لوقوع حوادث الخطف".
عبور للمرضى و"المساعدات"
المصادر قالت إن الطريق لم يشهد حركة للمسافرين من دمشق إلى السويداء وبالعكس، واقتصر عبوره على مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى في المحافظة التي تفتقد لمستشفيات متخصصة بعلاج السرطان وغسيل الكلى، فيما تعاني المستشفيات أصلا من نقص في الأدوية والتجهيزات التي تم حرق وتدمير جزء منها خلال الهجوم الذي شنته قوات حكومية وفصائل وعشائر متحالفة معها على المدينة في منتصف تموز / يوليو الماضي.
وجرى خلال الأيام الأخيرة نقل العشرات من مرضى السرطان والكلى إلى دمشق عبر سيارات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري. وتذكر المصادر أن إعادة افتتاح الطريق سهّل الحركة أمام نقل الإمدادات من قبل المنظمات العاملة في المجال الإنساني والمرضى إلى مستشفيات دمشق. لكن الحركة الطبيعية للمدنيين على طريق دمشق السويداء لا تزال معلقة، كما لم يشهد الطريق توترات أمنية حتى الآن.
ويُعد طريق دمشق السويداء، الشريان الرئيسي لأبناء محافظة السويداء، وقد تم إغلاقه قبيل الهجوم على المحافظة، لتبقى السويداء محاصرة لنحو شهرين، فيما اقتصرت الحركة على الطرق الإنسانية من معبري "بصرى الشام" و"بصر الحرير"، وهي طرق شهدت قبل إغلاق المعابر توترات أمنية متكررة.
وفي 28 من شهر آب الماضي، دخلت أول قافلة مساعدات أممية قادمة من دمشق إلى محافظة السويداء عبر الطريق المذكور،
إذ دخلت نحو 30 شاحنة مساعدات إنسانية إلى المحافظة، تحمل طحيناً ومستلزمات إغاثية وصحية، وتقدمها سيارات تابعة للأمم المتحدة.
السويداء تنتظر الطريق البديل
وفي وقت سابق، علق قيادي درزي في تصريحات لـ "إرم نيوز" على إعادة فتح طريق السويداء دمشق من قبل السلطات السورية، مؤكدا أن "وجهة أهل السويداء باتت في مكان آخر يمثله طريق السويداء - الكرمل"، في إشارة إلى المعبر المُقترح فتحه بين السويداء وإسرائيل.
وعبّر المتحدث باسم لواء الجبل، زياد أبو طافش، عن رفض أهالي المحافظة لقرار دمشق بإعادة فتح الطريق، وقال: "حتى لو فرشوا الطريق الورد والياسمين مسامحينهم فيه"، في إشارة إلى السلطات السورية.
وأوضح أبو طافش أن طريق دمشق السويداء لم يكن مجرد طريق للمواصلات أو لنقل البضائع والعبور، بل كان بالنسبة لنا الشريان الذي يربطنا بباقي المحافظات السورية جغرافياً و إنسانياً، والبوابة التي رسمت العلاقات الاجتماعية عبر التاريخ. ولكن، وفقا لقوله: "بعد 15 تموز اكتشفنا بأنه فتح على أهلنا الجحيم، وكان ممرا لعبور الإجرام، دون تمييز، بحجة فض الاشتباك وبسط سيطرة الدولة وتفعيل مؤسساتها".
وقوبل القرار الحكومي بإعادة فتح الطريق، برفض واسع بين أهالي السويداء، الذين اعتبروا أن فتح هذا الطريق لا يمكن أن يثني المحافظة عن توجهاتها نحو الانفصال أو الحكم الذاتي، إذ ينظر معظم أبناء المدينة ذات الغالبية الدرزية إلى الطريق الآخر باتجاه إسرائيل باعتباره خيارا أخيرا، في ظل وعود إسرائيلية بفتحه، ومفاوضات متواصلة بين السلطات السورية والإسرائيلية برعاية أمريكية، دون أي نتائج واضحة حتى الآن.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|