عربي ودولي

تصعيد وتكثيف نفوذ.. ما سر رفع واشنطن من وتيرة عملياتها في سوريا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يرى خبراء أن تصعيد التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا حاليًّا، يعكس إستراتيجية مزدوجة تجمع بين الضغط العسكري والاستخباراتي، ويركز على القضاء على التنظيمات الإرهابية، خاصة داعش، مع الحفاظ على استقرار مناطق النفوذ المختلفة.

وأضاف الخبراء، أن إشراك السلطة المؤقتة في دمشق في هذا النشاط ليس بالدرجة العسكرية المباشرة، بل في التنسيق الاستخباراتي؛ ما يسهم في الحد من الفوضى بين الفصائل المسلحة.

وأوضحوا أن الهدف من هذا التصعيد هو إبقاء أي وجود إرهابي تحت ضغط مستمر، وضمان استعداد القوات لأيِّ تحرك سريع، مع توظيف العمليات المكثفة لتعزيز النفوذ الأمريكي واستدامته في المنطقة.

الالتفاف على الإرهاب
في هذا السياق، قال الباحث السياسي إبراهيم مسلم: إن التحالف الدولي يسعى للتخلص من المجموعات الإرهابية، وعند إشراك السلطة المؤقتة في دمشق بعمليات التحالف ليس عسكريًّا ولكن استخباراتيًّا، فهذا يخلق عداوة بين الفصائل المسلحة المتمثلة بتنظيم داعش ومجموعات أخرى مع السلطة الجديدة.

وأضاف مسلم لـ"إرم نيوز" أن التحالف الدولي يريد أن يبرهن للسوريين بأن مسألة التشدد الموجودة يعمل على حلها من خلال القضاء على كل ما له صلة بالإرهاب، وأن يكون المستقبل واضحًا من خلال وجود حكومات معتدلة وسلطة منبثقة عن كل مكونات الشعب السوري.

وأوضح الباحث السياسي أن ما من حروب ستحدث بشكل واسع، وإنْ حدثت فستكون محدودة.    أما تصعيد التحالف لعملياته، في جزءٍ من وجوده فقد أخطأ فيه؛لأنه لم يُنهِ داعش كليًّا ويعمل على رأب هذا الصدع، وبالوقت ذاته فإنَّ مسألة القضاء على التنظيم مسألة لصالح دمشق وحليف التحالف الأقوى، قوات سوريا الديمقراطية.

وختم حديثه بالقول، إن ما يحدث اليوم هو على ارتباط وثيق بالانسحاب من العراق وهو تحشيد تكتيكي سيوزَّع بين كردستان العراق وشمال شرق سوريا.

تعاون مشترك

من جانبه، يرى الباحث السياسي أمجد إسماعيل الآغا، أن تراكمات إستراتيجية تحكمها رؤى أمنية وسياسية دقيقة تعكس طبيعة المرحلة الراهنة في الصراع السوري وتعقيداته الإقليمية هي أبرز محددات تصعيد التحالف الدولي بقيادة واشنطن لـ نشاطه في سوريا.

وأضاف الآغا لـ "إرم نيوز" أن الأمر بالتوازي لا يمكن فهمه بمعزل عن التحديات الأمنية التي تشكلها التنظيمات الإرهابية تحديدًا داعش، والتي لم تنتهِ تهديداتها بل تطورت لتأخذ أشكالًا أكثر تنوّعًا ومرونة في العمليات والتجنيد؛ ما يحتّم على التحالف مواصلة ضغطه العسكري وتحديث أدواته وتكتيكاته.

وبيّن أن تصعيد العمليات الميدانية يشير إلى محاولة التحالف لإبقاء أي وجود إرهابي في حالة تراجع مستمر، عبر إجراء تدريبات متواصلة لتعزيز كفاءة القوات وضمان الاستعداد الدائم للرد السريع، وعمليات الإنزال الجوي الطارئة تهدف لقطع طرق التواصل وإضعاف قدرات التنظيمات في مناطق يصعب الوصول إليها.

تفاهم رسمي
وأوضح الباحث السياسي أن وجود هذه العمليات في مناطق تحت سيطرة حكومة دمشق، "لا يمكن قراءته إلا كدليل على تعاون أو تفاهم رسمي بينها وبين التحالف، فإلى جانب مواجهة داعش، الولايات المتحدة تنظر إلى سوريا كساحة جدوى إستراتيجية لإعادة ترتيب النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية، ولا تريد إعطاء فرصة لأيِّ طرف ليهيمن تمامًا في هذه الجغرافيا".

وذكر أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا تبدو كخطة للاستمرارية في الوجود بأشكال مختلفة وبكثافة متغيرة تتناسب مع التطورات الأمنية والسياسية، مع مراعاة خفض الأعداد العسكرية الرسمية في الوقت ذاته الذي تشهد فيه العمليات نوعًا من التكثيف النوعي والتحرك المرن، وفق قوله.

وأشار الآغا إلى أن "العمليات المكثفة للتحالف الدولي لا تبدو ثمرة تعاون مباشر أو وسيلة لدخول مرحلة جديدة من العلاقات السياسية مع دمشق، بل هي استمرار لسياسة الضغط العسكري والاستخباراتي داخل ساحة معقدة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا