هل يعود لودريان إلى بيروت بمبادرة فرنسية جديدة؟
في خطوة لافتة تحمل اكثر من رسالة سياسية، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون -عقب قرار التمديد لليونيفيل حتى نهاية العام 2026- الخميس الماضي اتصالين بكل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام مؤكدا دعمه الكامل لهما في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
وجاء الاتصالان في وقت تتسارع فيه الاحداث داخليا لا سيما على مستوى خطة قيادة الجيش المتعلقة بنزع السلاح غير الشرعي والتي من المتوقع ان تطرح على طاولة مجلس الوزراء في جلسته التي ستعقد يوم الجمعة المقبل.
وكان ماكرون قد شدد على دور المؤسسات الرسمية لا سيما المؤسستين العسكرية والتنفيذية في الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار وسط مشهد سياسي مضطرب. وقد كشف عن ان مبعوثه الشخصي الى لبنان الوزير الاسبق جان ايف لودريان يعتزم زيارة بيروت في الايام المقبلة لمواكبة التطورات السياسية خصوصا في ضوء التحضيرات الحكومية للنقاش في خطة الجيش.
الا ان مرجعا سياسيا رفيعا، كشف انه لم يحدد اي موعد بعد لزيارة لودريان، مشيرا الى ان مسألة حضوره الى بيروت لا تزال قيد التشاور داخل الدوائر الفرنسية بانتظار اتضاح المشهد اللبناني اكثر، خصوصا في ما يتعلق بامكانية عقد جلسة مجلس الوزراء في موعدها وما اذا كانت الخطة العسكرية ستطرح بشكل رسمي على الطاولة.
المرجع نفسه لم يخف ان باريس تراقب عن كثب تطورات الساحة اللبنانية وان الاتصال الاخير الذي اجراه ماكرون ليس معزولا عن السياق الدولي بل يأتي ضمن مسعى فرنسي مستجد لاعادة تنشيط المساعي الدبلوماسية بعد فترة من الركود فالخيار الفرنسي كما يظهر لا يزال يتمسك بدور الجيش كضامن للاستقرار الداخلي ويرى في شخصية الرئيس عون أحد المفاتيح الاساسية لضبط المرحلة الانتقالية.
في المقابل، قرأ متابعون للشأن الدبلوماسي الفرنسي توقيت هذا الاتصال بانه اشارة الى رغبة الاليزيه في استعادة زمام المبادرة في لبنان بعد ان انكفأت لفترة لحساب حراك عربي واميركي مواز، ومن هذا المنطلق يطرح السؤال عما اذا كانت زيارة لودريان في حال تم تثبيت موعدها ستحمل في طياتها مسعى فرنسيا جديدا لدفع الاطراف المحلية أكثر الى خطوات اصلاحية او سياسية تمهد لمرحلة مقبلة اكثر وضوحا.
حتى الساعة لا تزال زيارة لودريان بين الرغبة الفرنسية والتحفظ اللبناني وسط حالة من الترقب الحذر لتطورات الايام القليلة المقبلة، لكن الثابت ان باريس لم تخرج بعد من المشهد اللبناني ولا تزال تسعى بشتى السبل لابقاء لبنان ضمن دائرة الاهتمام الدولي.
أخبار اليوم - شادي هيلانة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|