"الأمن": واثقو الخطى.. وكيف لنا أن نتمسّك بأدوات الانتحار؟!
صدر العدد الجديد لمجلة "الأمن" التي تصدرها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعنوان واثقو الخطى.
وكتب رئيس تحرير المجلة العميد الركن شربل فرام افتتاحية العدد عن صناعة الوهم.. وجاء فيها؛
مرحلة جديدة تمضي بنا إلى مسار فيه من القلق والانتظار.
وكأنّ كلّ يوم من أيام الوطن يترنّح بين الانفراج والانفجار.
وكأنّ ساعات الحقيقة صارت ثقيلة كثقل الهموم على حاملها.
هموم كثيرة تلتصق بواقعنا، فحريٌّ بنا أن نعالج مشاكلنا اليومية واقتصادنا المنهار قبل أن نتنطّح ببطولات عرجاء.
كيف لنا أن نقارع العالم من دون ماء ولا كهرباء وباقتصاد منهار؟
كيف لنا أن نختال على المنابر وشعوبنا ما زالت تلملم أشياءها وتلملم أشلاءها؟
كيف لنا أن نتمسّك بأدوات الانتحار. أدوات يتحكّم بها قرار من خلف البحار؟
أما شبعنا من بطولات وهميّة لم تأتِ سوى بالويلات والمصائب؟
والبطولات الوهمية لا تأتي من فراغ، بل غالبًا ما تُصنع عبر أدوات محدّدة.
في السياسة، يُستخدم الإعلام للتمجيد، بينما يظلّ الواقع غارقًا في الأزمات والفشل.
وفي المجتمع، قد يدّعي البعض أنهم حماة القيم والأخلاق، بينما ممارساتهم تناقض ما يعلنون.
حين يصدّق الناس البطولات الزائفة، فإنهم يلتفتون للوهم ويتركون الحقيقة. وحين يُقاس النجاح بعدد الشعارات لا بوزن الإنجازات، يترسّخ الإحباط.
لا يهمّنا اليوم سوى قيام الدولة القادرة القوية العادلة التي تحضن مكوّنات الوطن كافة.
ولا يمكن لأيّ مكوّن مهما امتلك من قدرات، النفاذ إلى برّ الأمان والأمثلة شاهدة وبلون الدماء.
علينا النزول من علياء الكبرياء إلى هموم أناسنا وشجونهم فهم أولى من أولياء الأمور.
علينا أن نعترف بالواقع وكيف نتكيّف مع المتغيّرات المتسارعة، فهذا هو صحيح الأفعال.
علينا أن نتخلّى عن الأخطاء المتكرّرة والسياسات المتهوّرة.
علينا أن نحافظ على ما تبقّى من أمل عند بناتنا وأبنائنا.
علينا أن نتخلّى عن صناعة الوهم...
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|