" لا أحد يثق في الآخر " .. ما حقيقة "الفخّ" الّذي تعدُّه واشنطن لأحمد الشّرع ؟

تواصل الولايات المتحدة رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة اعتبرتها واشنطن تعبيراً عن ثقتها بالقيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، رغم التحديات الخارجية المتمثلة بالانتهاكات الإسرائيلية، والانقسامات الداخلية التي خلفتها أحداث الساحل والسويداء.

فقد أعلنت وزارة التجارة الأميركية قراراً يقضي بفك الحظر عن تصدير البرمجيات والتقنيات ذات الاستخدام المدني إلى سوريا، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من دمشق، فيما استغله مبعوث واشنطن توماس براك لتجديد ثقته بالرئيس الشرع، والتأكيد على توافق أهدافه مع التوجهات الأميركية.

براك وصف الشرع بأنه "رجل" عملي يسعى إلى حلول واقعية لمصلحة بلاده"، في تصريحات رآها مراقبون رسالة موجهة أيضاً إلى إسرائيل.

لكن هذه التصريحات أثارت الكثير من الجدل. وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عمر رحمون، في حديث مع الإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" عبر قناة ومنصة "المشهد"، إن "براك شخصية جدلية، وما يقوم به اليوم يشبه الدور الذي لعبته السفيرة الأميركية إبريلي غلاسبي مع صدام حسين قبل غزو العراق".

فخ أميركي للشرع ؟

وأشار إلى أن "الأميركيين يعدّون فخاً للحكومة السورية الجديدة عبر إغراءات ظاهرها الدعم وباطنها التوريط".

رحمون اعتبر أن "أميركا تتبع سياسة ثابتة باستخدام أدوات محلية لتحقيق مصالحها، ثم التخلي عنها لاحقاً"، مضيفاً: "كما استخدمت طالبان وأسامة بن لادن، ثم تخلت عنهم، فهي اليوم تستخدم الشرع والحكومة الانتقالية في سوريا كأداة مرحلية".

وتابع قائلاً: "الهدف من ذلك إخراج إيران أولاً ثم تركيا من المشهد السوري، قبل إعادة صياغة وضع جديد يتناسب مع مصالح الغرب وإسرائيل".

وأكد رحمون أن "التصريحات الأميركية المتناقضة مع المواقف الإسرائيلية دليل على تبادل أدوار بين الطرفين، بينما تدفع دمشق نحو خيارات خطيرة قد تقودها إلى الهاوية"، مضيفاً: "هذه الحكومة، برأيي، تستخدم كأداة للقتل والتدمير، وليست مشروع دولة قابلة للحياة".

وختم بالقول إن "المشهد في سوريا مرشح لمزيد من التصعيد خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً مع دخول تركيا وإسرائيل في مواجهة متنامية على الأراضي السورية".