بعد أربعون سنة … الشيخ عصمت الجردي يودع مدرسة البساتين والعرفان بآسى

كتب الشيخ عصمت الجردي :

إلى الأهل والأخوة الكرام
تحية وبعد،
آلمني جدا أن تصل الأمور بيني وبين رئاسة مؤسّسة العرفان التوحيدية إلى هذا الحدّ من الأسى الذي استدعى استقالتي منها، وأنا الذي رافقت المؤسّسة ما يقارب ٤٠ سنة وخدمت في العرفان البساتين ثلاثين سنة، حافظت من خلالها على المدرسة، وهذا واجبي الذي لا أمنن به أحداً، وقمت بتطوير مدرستنا الحبيبة بكل النواحي التربوية والثقافية والعمرانية، إضافة إلى تقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية، وذلك مع مجموعة مخلصة معطاءة مثابرة من المعلمين والموظفين والعاملين، ومن خلال علاقة مميزة ومتميزة مع مشايخنا الأجلاء في منطقة الغرب ومع الأهالي الكرام، علاقة مبنية على الاحترام والتقدير والشفافية، والتي كنا نتبارك ونعتز بها ونفتخر..
لقد حققنا معاً الكثير من الإنجازات الراقية والنجاحات الباهرة، وذلك بما يتناسب مع أهداف المؤسسة الكريمة، ولكن بالمقابل تواجهنا ببعض الممارسات الخاطئة والأساليب المستغربة والتي لا تمثل حقيقة العرفان ونهجها الأخلاقي الراقي .. في ما كنا نأمل بعد هذه الجهود والتضحيات التي قمنا بها في ظل أصعب الظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية أن تبارك المؤسّسة تلك الجهود
وتحتضن فرع البساتين أفعالاً لا أقوالاً، وأن تقدّر تلك الإنجازات بما يتناسب مع حجمها ومع مسؤولية الادارة العامة تجاهها، لكن ما حصل كان العكس تماماً، ولم يكن التعامل معنا ومع المدرسة الا محبِطاً وداعياً لليأس، بما يمكن اعتباره "إحراج للإخراج".

لذا، أحيطكم علماً بأنني وبكلّ أسفٍ وأسى، تقدّمت باستقالتي من العمل، مستغرباً هذا النهج الجديد تجاهي من قبل الإدارة العامة للمؤسسة، لا بسبب وصولي الى السن القانونية كما يروجون.

وعليه، فإنني أستودعكم فرداً فرداً، وأهلاً أهلاً ، ومعلماً معلماً، وطالباً طالباً، راجياً أن تعذروني إذا قصّرت أو أخطأت بغير قصد، ومتمنياً لمعلمي العرفان التطور والتألق، ولطلاب العرفان النجاح والتفوّق، ولمؤسّسة العرفان التوحيدية دوام التقدّم والازدهار .