الصحافة

"عراقجي" يستنجد بالسعودية لدخول لبنان!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عمدت إيران بعد حربها مع إسرائيل، والتي أوقفتها الضربة العسكرية الأميركية، إلى سياسة إظهار ذاتها بأنّها غير خاسرة طالما لم يتمكن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو من اغتيال المرشد الأعلى الإمام الخامنئي وإسقاط النظام، في وقت بات واضحًا أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض إسقاط النظام، وكانت له الضربة القاضية في مسار هذه الحرب التي أوقفها...

إسقاط النظام في المنطق الأميركي معناه دخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فوضى ناتجة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ عن انفجار التركيبة الديموغرافية، ومن محطاتها إعدام زعيم البلوش عبد الملك ريغي شنقًا في حزيران من العام 2010، والاجتماعية التي تظهّرت بالتظاهرات التي أعقبت مقتل الناشطة مهسا أميني في أيلول من العام 2022.

اضافة الى ما تشهده إيران من معارضة سياسية للنظام توزعت بين إعدام بعضهم واعتقال البعض الآخر، فيما آخرون لا يزالون في الإقامة الجبرية منذ العام 2009. ورغم ذلك لم تُقدِم واشنطن على المسّ بالنظام الحالي رغم توافر الفرص مرارًا...

واستنادًا إلى النهج الجديد المعتمد لديها بأنّ إيران لم تربح ولكنها لم تخسر، وفق مكابرة تحاول من خلالها استعادة دورها الإقليمي واستعادة مقعدها الواسع في معادلة الشرق الأوسط وصراعاته، باشرت قياداتها تحركات خارجية. إذ زار في 13 آب، الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان في رسالة مفادها أنّ طهران لا تزال حاضرة على الساحة اللبنانية، ولديها فريق سياسي تابع لها يخوض حروبها المتقدّمة على غرار ما كانت عليه جمهورية "المناذرة" إبّان حروب الفرس مع الروم الذين دعموا "الغساسنة".
وبعد لقاءات رسمية وسياسية وحزبية للاريجاني ومغادرته لبنان بيومين، كان تهديد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بالحرب الأهلية، بتاريخ 15 آب الحالي، وفق هدف واضح: "احكوا حول مصيرنا وسلاحنا مع إيران"، فنُنفذ عندها ما يُطلب من الحزب.

موقف رفضته كل القوى، في مقدّمها الأخ الأكبر للشيخ نعيم قاسم وعرّاب المقاومة وزعيم الطائفة الشيعية الرئيس نبيه بري، ليستتبع كلام قاسم بجملة ردود ودعاوى قضائية...
لكن المعطيات المتصلة باستجلاب إيران للاهتمام تجاهها لم تتبدّل، إذ عمد وزير دفاعها عزيز نصير زادة إلى التهديد مجددًا لكل من واشنطن وتل أبيب، وتبعه كلام لوزير خارجية إيران عباس عرقجي عن مدى أهمية دور سلاح الحزب ملمّحًا إلى عدم تسليمه. ثم جاء الصاروخ الانشطاري المتطور ضمن جملة صواريخ أطلقها الحوثيون على إسرائيل، فاعتُبر تهديدًا مرتفعًا وردّت تل أبيب بضربات واسعة...

عادت إيران لإظهار ذاتها قادرة على المواجهة، وهي تلجأ للأسلوب السابق، معتمدةً على ما تبقّى من أذرعها بعد هروب بشار الأسد إلى روسيا، فخسرت سوريا، ثم إخراج الفصائل العراقية والحشد الشعبي من المواجهة إثر تسوية عقدها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، بحيث تغادر القوات الأميركية العراق مقابل انضباط أذرع إيران هناك، فيما بقي لبنان ضحية هذه السياسة، ودفع الفلسطينيون في غزة ثمنها غاليًا نتيجة مغامرة يحيى السنوار.

ووفق المعطيات، فإنّ إيران لم تلقَ أبوابًا مفتوحة أمامها لكونها عمليًا خسرت الحرب، فعادت إلى قرع باب المملكة العربية السعودية للدخول مجددًا إلى الملف اللبناني والتفاوض على حساب حزب الله وسلاحه، لتقوية أوراقها التفاوضية مع واشنطن، وهي التي فتحت أبواب عدد من مفاعلاتها النووية أمام خبراء من الوكالة الدولية للطاقة للإشراف على إجراءات محددة...

لذلك، ومن أجل فك الطوق عنها، أعرب وزير خارجية طهران عباس عرقجي في حديث لصحيفة الشرق الأوسط أنّ دولته مستعدة لمساعدة السعودية في لبنان، وهو منطق يتطلب الالتفاف على الدولة والعودة ـ وفق عرقجي ـ إلى تفاهمات جانبية ترفضها السعودية، لكون أي تفاهم سيكون على حساب الدولة والحكومة بعد قرار حصر السلاح بيد الدولة، والرياض التي تدعم الدولة اللبنانية لن تعمد إلى تجاوزها. والواضح أنّ الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، الذي يمثّل رؤية واستراتيجية الأمير محمد بن سلمان، يشدد دائمًا على ضرورة تنفيذ قرار الحكومة.

فالإعلان عن استعداد إيران وفق عرقجي في مقابلته اليوم، وكان سبقه منذ أيام قليلة كلام مماثل حول وجود نقاط وملفات خلافية بين السعودية وإيران، ثم عمد إلى "تقديم خدماته"، يدل على أنه لم يحرز خرقًا لا لدى الجانب اللبناني ـ لا على صعيد رئيس الجمهورية جوزاف عون ولا على صعيد الحكومة ورئيسها نواف سلام ـ ولا أيضًا على خط السعودية التي عانت من مناورات وسياسات إيران، وهي حاليًا تمارس أسلوب النفس الطويل الذي يفاخر به أبناء البادية الشرفاء،الذين لا يضحون لا بأهلهم ولا بأبنائهم،ويعملون على تطوير بلدانهم، مقابل سياسة المناورة والمراوغة.

سيمون أبو فاضل - الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا