محليات

الشيخ نعيم..بين مطرقة الحمل الثقيل وسندان عدم الأهلية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد اغتيال إسرائيل للسيد نصر الله، وتعيين نائبه الشيخ نعيم قاسم مكانه في سدة الأمانة العامة لحزب الله… شكّل الموضوع لدى الشيخ نقطة تحول كبيرة “وغير موضوعية”، على الصعيدين القيادي و”الشخصي”، آملاً في أن يصبح “الوالي الفارسي الجديد” على لبنان أو على أبناء الطائفة الشيعية الكريمة “على أقل تقدير”…

بانيًا أحلامه على أن يحصل ذلك سريعًا، معتمدًا ومعوِّلًا على الفراغ الهائل الذي تركه سلفه نصر الله، إن كان داخل الحزب أو داخل ما كان يُسمى سابقًا “بالبيئة الحاضنة”… معتبرًا أن هذه النقطة هي نقطة قوة… وهي بالفعل كذلك.

أوهام القوة
ولكن الكارثة الكبرى تكمن في أن سماحة الشيخ، بنى آماله القيادية على أن حتى “السيد نصر الله” لم يحظَ بهذا الجمهور الكثيف بين ليلة وضحاها أيضًا… إنما تدرج بالموضوع خلال السنوات الخمس الأولى من تعيينه في رئاسة جمهورية الحزب.

إذًا أصبح لدى سماحة الشيخ نقطتين من أهم نقاط القوة:

* الأولى كما أسلفنا هي عامل الفراغ.

* والثانية هي أن كل شيء يجب أن يأخذ وقته.

ولكن الشيخ نسي أو تناسى أو جهل أو تجاهل أن نصر الله عندما استلم الحكم كان في ريعان شبابه عن عمر يناهز ٣٢ عامًا، بينما اليوم يبلغ من العمر ٧٢ عامًا… هذا أولاً.

الفارق بين التجربتين
ثانيًا: السيد نصر الله في سنواته الخمس الأولى أي من العام ١٩٩٢ إلى العام ١٩٩٧ فتح معركتين ضروستين… الأولى في العام ١٩٩٣ والتي سميت بحرب “السبعة أيام”، والثانية في العام ١٩٩٦ والتي سميت “بعناقيد الغضب” آنذاك… وخرج من المعركتين منتصرًا، مما ساعده على الإسراع في بناء إمبراطوريته الشعبوية، ليس على صعيد لبنان فقط إنما على الصعيدين العربي والإسلامي.

بينما سماحة الشيخ نعيم استلم الأمانة العامة بعد الحرب الضروس الأخيرة التي هُزم فيها الحزب والتي بدورها أودت بحياة نصر الله نفسه، وقيادات الصفين الأول والثاني، ومؤخرًا الصف الثالث، إن لم يكن الرابع والخامس… وبهذه المقاربة البسيطة يتبين لنا أن هاتين النقطتين تندرجان في خانة أضغاث الأحلام… أو بالعامية… “لا نكهة ولا مازية”.

غياب الكاريزما والعوامل الضاغطة
إضافة إلى غياب الكاريزما الجماهيرية لدى سماحته، والضغوط الإقليمية والدولية، والعقوبات المفروضة على دول “المحور” كدولة ولاية الفقيه، و”دولة حزب الله” والتي بدورها أثرت سلبًا على جارتها “اللبنانية”، وأدت إلى تردي الوضع الاقتصادي في لبنان وجعلته صعبًا للغاية إن لم نقل منهارًا انهيارًا تامًا…

وكان كل ذلك بسبب التطبيع العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي والإعلامي بين الدولتين “دولة الحزب ودولة لبنان”… والذي أثر تأثيرًا سلبيًا هائلًا على البيئة الشعبية الحاضنة للحزب، التي فقدت الثقة بالشعارات التي يطلقها الحزب، والتي كان أهمها “نحمي ونبني”… بعد أن أصبحت هذه البيئة خارج بيوتها المهدمة والممنوعة من بنائها مجددًا.

أزمة البنية التنظيمية والدعم
إضافة إلى تردي البنية التنظيمية للحزب الموروثة من المرحوم نصر الله، وشُح الدعم الإيراني الذي كان سخيًا أيام السيد الذي كان زعيمًا كاريزميًا وميدانيًا، بينما قاسم إداري محافظ، وأيضًا نصر الله كان واجهة إقليمية بارزة، أما بالنسبة لقاسم فالأمر أكثر تعقيدًا ولا يعدو كونه تنظيميًا أكثر منه سياسيًا على المستوى الدولي… إن لم نقل على المستوى المحلي.

والخلاصة هي ان حزب الله قد يستمر كقوة منظمة، لكن بزخم أقل وقدرة محدودة على التأثير الجماهيري والسياسي وحتى العسكري في عهد الشيخ… إذا ما أردنا مقارنته بعهد السيد!

لذلك، أقترح كمواطن لبناني على فخامة الأمين العام الجديد إعادة النظر بكل المخططات، والبدء بصياغة مخطط جديد ومحاولة التأقلم وإعادة التموضع، عبر خطاب رايق ومتواضع يتناسب مع المرحلة الجديدة ومقتضياتها… والحجم الجديد… بعيدًا عن الصراخ والتخوين والتهديد والوعيد الذي أصبح من الماضي وبات لا يجدي نفعًا.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا