"منطقة اقتصادية باسم ترامب" في جنوب لبنان... هل هذا المشروع قابل للحياة؟!
إنشاء "منطقة اقتصادية باسم ترامب" في جنوب لبنان... هذا ما جاء في تقرير نشره موقع "أكسيوس" نهاية الاسبوع الفائت، في إطار موقف الادارة الاميركية لدعم القرار غير المسبوق للحكومة اللبنانية ببدء عملية نزع سلاح "حزب الله".
وتشمل الخطة الأميركية وقفًا موقتًا للغارات الجوية "غير العاجلة"، على أن يُمدّد الوقف إذا قام الجيش اللبناني بخطوات للحد من إعادة تموضع الحزب في الجنوب.
كما تقترح الخطة انسحابًا تدريجيًا من المواقع العسكرية الخمسة، مقابل إجراءات لبنانية عملية، بالإضافة إلى إنشاء "منطقة اقتصادية باسم ترامب" في جنوب لبنان، على مقربة من الحدود مع إسرائيل. وقد وافقت السعودية وقطر على الاستثمار في إعادة إعمار هذه المناطق بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي.
وتهدف "المنطقة الاقتصادية" إلى الحد من قدرة "حزب الله" على إعادة تموضعه العسكري قرب الحدود، وهو ما ترى فيه واشنطن حلاً أمنيًا يحقق مصالح إسرائيل دون الحاجة إلى استمرار الاحتلال.
ولكن ماذا يعني هذا الطرح، وهل هو قابل للحياة؟!
يقول مرجع سياسي ديبلوماسي، انه من الناحية الاقتصادية، فان "المنطقة الاقتصادية الخاصة" تعني مساحة جغرافية محدّدة تُعطى فيها قوانين وحوافز خاصة (إعفاءات ضريبية، تسهيلات جمركية، تشجيع استثمارات أجنبية)، والهدف عادة يكون جذب الرساميل والشركات لتطوير مشاريع صناعية، تكنولوجية أو لوجستية.
اما من الناحية السياسية، فيرى المرجع ان ربط اسم المنطقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب يحمل طابعًا سياسيًا قويًا، وكأنه رسالة عن نفوذ أو تأثير مباشر للولايات المتحدة أو لشخص ترامب في لبنان. قد يُفهم من وراء هذا الطرح محاولة لواشنطن خلق موطئ قدم اقتصادي ـ وربما سياسي ـ في منطقة حساسة مثل الجنوب اللبناني، ولكن الطريق امام هكذا طرح – اذا اقر بشكل رسمي- ليست معبدة بالورود بل قد تواجه اعتراضات داخلية واسعة، خصوصًا من قبل قوى الممانعة التي تعتبر ترامب رمزًا لانحياز أميركا مع اسرائيل.
وردا على سؤال، يعتبر المصدر ان رمزية اسم ترامب، تشير الى "رعاية" أو "بصمة" أميركية واضحة، ولكن – يتابع المصدر- هذا طرح ما زال خطوة إعلامية أكثر من كونه قابل للتنفيذ، اذ انه يحتاج الى الكثير من الإجراءات القانونية الداخلية والخارجية، منها قانون يصدر عن مجلس النواب يحدد بدقة الحدود الجغرافية للمنطقة ومجالات عملها (صناعي، تجاري، لوجستي…)، وإنشاء هيئة مستقلة لإدارة وتشغيل المنطقة، بميزانية مستقلة وصلاحيات خاصة، تحديد حوافز
وتشريعات استثنائية مثل الإعفاءات الضريبية، تسهيلات جمركية، قوانين عمل مرنة، ما يتطلب تعديلات أو استثناءات من القوانين اللبنانية العادية... وصولا الى توقيع الاتفاقيات مع الدول والجهات المعنية والمستثمرة.
وعما اذا كان هذا الطرح مرتبط بانهاء مهام اليونيفيل في جنوب لينان؟ يجيب المصدر: اليونيفيل جاءت كقوة "حرب–سلام"، بينما المنطقة الاقتصادية ستكون عنوان "سلام–تنمية"، بحيث ان المشروع الأميركي – اذا انجز- يحاول استبدال الأمن الدولي العسكري بـ أمن اقتصادي استثماري.
وتجدر الاشارة الى انه لا يمكن إنشاء مثل هذه المنطقة من دون امن واستقرار، هذا ما يدعو الى طرح السؤال، هل هذه الخطة لا تنفصل عن التطبيع مع اسرائيل؟ وهل هي جزء من اعادة اعمار الجنوب؟!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|