محليات

ماذا طلب لبنان من سوريا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تدخل السعودية كلاعب استراتيجي في المنطقة وتحديدا على الساحتين اللبنانية والسورية، وترغب المملكة باحاطة الدولتين برعاية استثنائية نظرا لدورهما الشرق أوسطي من جهة، ولتاريخ الرياض الدائم في رعاية مصالح الدولتين وتجنيبهما صراع الاجندات الخارجية على أرضهما

 

يركز الجانب السوري، وفقاً للمعلومات، على ملفين حساسين. أولهما ملف السجناء، حيث تطالب دمشق بشكل عاجل بتسلم السجناء السوريين المحكومين في لبنان بقضايا إرهابية، مع تركيز خاص على عناصر محددة كانت تلعب أدواراً تنظيمية في جبهة النصرة ومقربة من قيادتها. ثانيهما ملف المطلوبين من نظام الاسد، حيث تريد دمشق أيضاً تسليم عدد من الشخصيات المقربة من النظام السابق الذين لجأوا إلى مناطق في لبنان تُعتبر تحت النفوذ الأمني لحزب الله، سعياً وراء حمايته. هذا الملف يخدم الرواية الرسمية السورية الحالية في ملاحقة رموز "فساد النظام السابق" ومعاقبتهم بموجب القوانين السورية، مما يعزز شرعيته الداخلية.


في المقابل، يضع لبنان ملف النازحين السوريين على رأس أولوياته. يُصرّ لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية جراء العبء الذي ولّده النزوح، على أن عودة النازحين هي شرط أساسي لأي تطبيع مع النظام السوري. وقد وجّه رسمياً دعوات عاجلة إلى السعودية والدول الصديقة للضغط على دمشق لتبنّي "آلية واضحة ومحددة زمنياً" تبدأ مطلع العام المقبل.



بدأت إشارات عملية لهذا التوجه تظهر من خلال نقل العديد من المنظمات الدولية مقرات عملياتها من لبنان إلى داخل سوريا، تزامنا مع تجفيف ملحوظ لنبع المساعدات المخصصة للنازحين في لبنان. هذه الخطوة هي رسالة واضحة بأن مرحلة "الطوارئ" قد انتهت، وأن التركيز المستقبلي سينتقل إلى إعادة الإعمار داخل سوريا، خاصة مع التحركات الدولية لرفع العقوبات تدريجياً وفتح باب الاستثمار.


والى ملف النزوح يحضر ملف الحدود اللبنانية-السورية، وقد أعرب الجانب اللبناني، خلال اللقاء الذي جمع مدير المخابرات العميد طوني قهوجي بنظيره السوري في جدة، عن خشيته العميقة من تحوّل المنطقة الحدودية إلى ساحة للفوضى، حيث عمد نظام الشرع الى ابعاد العناصر الاجنبية وتلك غير المنضبطة الى الحدود مع لبنان وسط حديث عن نية هؤلاء اقتحام الحدود. ويؤكد لبنان الرسمي والشعبي في هذا السياق، رفضه لمثل هذه السيناريوهات مبديا استعداده للمواجهة. وقد أكد مدير المخابرات أيضا أن الاجهزة الامنية اللبنانية لديها داتا كاملة وتقارير عن تواصل بين العناصر داخل سوريا ببعض السوريين المتواجدين في لبنان وهي تخضع لمراقبة دائمة.

 

وعلى وقع الشروط المتبادلة بين الطرفين فان الوساطة السعودية تعكس تحولاً في الاستراتيجية الإقليمية: من التركيز على الصراع إلى التركيز على الاستقرار وإعادة الإعمار، وهو ما يتوافق مع الرؤية الاقتصادية السعودية 2030 التي تهدف إلى فتح أسواق جديدة وخلق شراكات استثمارية. تدرك الرياض أن انفجار الوضع على الحدود اللبنانية-السورية أو تفاقم أزمة النازحين سينعكس سلباً على استقرار المنطقة بأكملها، بما فيها مصالحها، لذلك فإن الوساطة هي استباقية وإدارية للأزمة. ولا تزال السعودية ترى في لبنان عمقاً استراتيجياً ومكوناً مهماً في نسيج المنطقة. منع انهيار لبنان النهائي تحت وطأة الأزمات هو هدف سعودي مباشر، وحل الملفات مع سوريا هو جزء من هذه المعادلة.

 

وتمثل الوساطة السعودية بين لبنان وسوريا محاولة جريئة لتحقيق الاستقرار، بينما تبقى الخلافات كبيرة بين البلدين الجارين، خاصة مع وجود طرف ثالث مؤثر غير حاضر بشكل مباشر على طاولة المفاوضات وهو اسرائيل التي ترغب أكثر من أي وقت مضى بعسكرة الحدود والدخول في حرب تصفية حزب الله، وهو الامر الذي تدركه الدول العربية والاقليمية وتسعى نحو الحل عبر الدبلوماسية لأنه يبقى الخيار الأقل كلفة للجميع، خاصة للبنان الذي يخشى أن يصبح ساحة لتسوية قد لا تكون لمصلحته.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا