الحزب يتجاهل قرار الحكومة ويمضي بسلاحه... "سقطة" قاسم تُنذر بتداعيات خطيرة!
لتشكيل شرق أوسط جديد.. هذا ما على ترامب فعله
ذكر موقع "UnHerd" البريطاني أن "طهران، التي تضررت بشدة جراء حرب الأيام الـ12 مع إسرائيل، تُلملم شتات نفسها الآن. فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود حفارة في فوردو، الموقع النووي الذي تعرّض لضربة أميركية، وفي غضون ذلك، أنشأت إيران مجلسًا دفاعيًا جديدًا، مُكلَّفًا بتعزيز جاهزية البلاد العسكرية. وبسبب الحرب، تتصاعد المشاعر القومية الإيرانية، وكل هذا يُظهر حقيقةً جوهرية: القوة وحدها لا تُقوِّض طموحات إيران النووية، ولا تُؤدِّي إلى تغيير النظام".
وبحسب الموقع، "مع ذلك، لا يزال وقف إطلاق النار صامدًا حتى الآن، وهذا يعني أن هناك فرصة نادرة لا تزال متاحة، فرصة لدبلوماسية تحويلية. ففي نهاية المطاف، أظهرت الهجمات الأميركية الإسرائيلية المدمرة والقصف الصاروخي الإيراني الانتقامي قوة العمل العسكري وحدوده. لم يكن هناك فائز واضح، ولكن مع انحسار ضباب تلك الحرب، قد تُعرض جائزة أكبر. فإذا كان الاستقرار في الشرق الأوسط هو الهدف الحقيقي، فعلى الولايات المتحدة أن تغتنم هذه الفرصة للتوسط في تسوية دبلوماسية شاملة مع إيران. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من إدراك أن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط قد تحوّل جذريًا. فمنذ ثورة 1979، أعاقت الأساطير والتحيزات والأطر البالية الحوار بين واشنطن وطهران. وسواءٌ لاحظ الغرب ذلك أم لا، فإن فرص التقارب تزداد قوة".
وتابع الموقع، "في إيران، انتقلت الثقافة تدريجيًا من الحماسة الأيديولوجية إلى القومية البراغماتية، وقد أدت عقود من العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية، إلى جانب التحولات الجيلية بين الشباب والنخب الإيرانية، إلى تهدئة حماسة النظام الثورية وزيادة التركيز الاستراتيجي على المصالح الوطنية. لقد أعادت الحضارة الفارسية، مع استمراريتها التاريخية الغنية، تأكيد نفسها، ونجحت في ترويض النزعات الانعزالية والمواجهة التي ميزت إيران كدولة منبوذة في أواخر القرن العشرين. وعلى نطاق أوسع، أدى التحول الكبير، أي نهاية فترة من التاريخ اتسمت بالهيمنة العالمية الأميركية بلا منازع، إلى إعادة توجيه الأولويات الأميركية ومنح القوى المتوسطة وضعا أفضل في المفاوضات. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بإيران نتيجة القصف الإسرائيلي والأميركي خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، فإنها تظل دولة حضارية يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، وتتمتع بامتداد إقليمي وطول عمر تاريخي، مما يجعلها قوة متوسطة قادرة على الصمود".
وأضاف الموقع، "في ذلك الصراع القصير، شنت إيران ضرباتٍ جويةً منفردةً، مُدمرةً بذلك الدفاعات الإسرائيلية والأميركية. وأسقط نظاما الدفاع الجوي الأميركي "ثاد" (THAAD) والإسرائيلي "آرو" (Arrow)، اللذان حظيا بترويجٍ واسع وباهظ الثمن، 201 صاروخًا باليستيًا فقط من أصل 574 صاروخًا إيرانيًا، مما أدى إلى استنفاد حوالي ربع المخزونات الأميركية العالمية من الأسلحة في اثني عشر يومًا، وتكبيد دافعي الضرائب الأميركيين ملياري دولار. في الواقع، سيستغرق تجديد مخزون هذه الصواريخ سنوات، ما يُمثل إزعاجًا آخر لهذا الصراع، إذ يُشتت انتباه أميركا عن أهم أولوياتها الاستراتيجية: التنافس مع الصين. من منظور المصلحة الوطنية، لم يعد الشرق الأوسط أولويةً لواشنطن. فقد سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى تقليص الالتزامات العسكرية الأميركية في غرب آسيا، مما يعكس تحولاً هيكلياً في الأولويات الاستراتيجية الأميركية تجاه شرق آسيا والصين. وفي الواقع، يتطلب هذا التراجع الاستراتيجي توازنًا إقليميًا مستدامًا، ولا يمكن تحقيق هذا التوازن بعزل إيران وإقصائها، بل بإدماج طهران كنقطة محورية في نظام أمني غرب آسيوي جديد. وفي الحقيقة، تشهد التحالفات التقليدية حالة من التقلب بسبب تغير الديناميكيات الإقليمية والعالمية".
وبحسب الموقع، "لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن فرصة فريدة لإعادة ضبط العلاقات مع إيران وإصلاحها بعد 46 عامًا من العداء، مما قد يُعيد تشكيل البنية الأمنية للمنطقة لعقود مقبلة. إن الدبلوماسية الأميركية الاستباقية قد تعمل على تسريع هذا المسار، مما يسمح لترامب بتأمين إرث مهم لنفسه: ليس فقط الاعتراف الدولي، ولكن حتى جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها بشدة. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة، أبرزها معارضة إسرائيل الشديدة للتطبيع الأميركي مع إيران. فقط لاحظوا توقيت الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران: 13 حزيران، قبل يومين من جولة محورية من المحادثات بين واشنطن وطهران، والتي توقع المحللون أنها قد تسفر عن اختراق كبير. وفي حين تراجعت الحماسة الأيديولوجية الثورية في طهران، فإن إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعكس بشكل متزايد التعصب الذي اتسمت به الجمهورية الإسلامية في بداياتها".
وتابع الموقع، "لقد كان الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل سبباً رئيسياً في التطرف المنهجي في المجتمع الإسرائيلي، وتعزيز الغطرسة والتهور والتجاوزات. وفي هذا السياق الاستراتيجي، أدى نهج نتنياهو المحافظ الجديد إلى إنتاج دولة في حالة حرب دائمة، مما أدى إلى تقويض أمن إسرائيل ومرونتها الدبلوماسية على المدى الطويل في السعي إلى تحقيق الحلم الخيالي المتمثل في تحويل إسرائيل إلى قوة مهيمنة إقليمية. ومن غير المرجح أن ينجح نتنياهو في هذا الصدد. فرغم انتصاراته التكتيكية المتكررة، فشلت القيادة الإسرائيلية في تحويل نجاحاتها العسكرية القصيرة المدى إلى سلام دائم واستقرار إقليمي. بل إن المؤسسة الإسرائيلية الجديدة تستخدم شبح الحرب وقودًا لرواياتها عن التهديد الوجودي، المُحاكة لتعزيز أمن السياسة الداخلية الإسرائيلية. وبذلك، تُخاطر إسرائيل باستنزاف مواردها الاستراتيجية، وتهديد قدرتها على البقاء في المستقبل".
ورأى الموقع أن "على واشنطن الآن أن تتحوّل نحو استراتيجية دبلوماسية تُدمج إيران في إطار أمني إقليمي أوسع. وقد أبدت طهران، مُدركةً عمليًا حدود المواجهة، انفتاحها على الدبلوماسية التي تحترم سيادتها وكرامتها ومصالحها الاستراتيجية الجوهرية. وعلى الرغم من هتافاتهم الخطابية والاستعراضية ضد إسرائيل والهيمنة الغربية، أبدى القادة الإيرانيون استعدادهم للتخلي بهدوء عن المواقف الاستراتيجية العدوانية، بما في ذلك حل "محور المقاومة"، والتخلي عن حلفائهم الإقليميين ووكلائهم مثل
حزب الله والحوثيين في اليمن. وفي المقابل، تسعى طهران إلى التطبيع السياسي القائم على الاعتراف الكامل بسيادتها، بما في ذلك حقها في التخصيب المحلي والقدرات العسكرية التقليدية، وإعادة التكامل الاقتصادي مع واشنطن وحلفائها الإقليميين".
وبحسب الموقع، "قد يأخذ هذا الإجماع الدبلوماسي الناشئ شكل اتفاق فارسي إبراهيمي شامل، ينهي العداء المتجذر بين إيران وإسرائيل ويعيد تعريف الأمن الإقليمي من خلال الاعتراف المتبادل والتطبيع الدبلوماسي والمصالح الاقتصادية المشتركة. ومن شأن مثل هذا الاتفاق أن يُقلل بشكل كبير من الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، بما يتماشى مع إعادة التوجه الاستراتيجي الأميركي الأوسع نحو آسيا. وفي الوقت عينه، سيُضعِف طموحات قوى إقليمية مثل تركيا، التي أثارت توسعيتها العثمانية الجديدة قلق الدول العربية وإسرائيل على حد سواء. ولكن لكي يتحقق مثل هذا الاتفاق، يتعين على الولايات المتحدة أن تمارس التعاطف الاستراتيجي وتعطي الأولوية للمشاركة الدبلوماسية المستدامة على الإكراه".
وختم الموقع، "إن الطريق الأمثل نحو الاستقرار الإقليمي يكمن في الدبلوماسية الاستراتيجية، واحترام المصالح المشتركة، ودمج إيران بعناية في هيكل أمني إقليمي متجدد. وقد حان الوقت لإعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية، واتفاق شامل لا يُعيد تعريف العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران فحسب، بل يُعيد تشكيل المنطقة بأسرها جذريًا. ترامب هو من يملك مفتاح هذه الفرصة التحوّلية لتمهيد الطريق لولادة شرق أوسط جديد، وقد يصبح اختياره الدبلوماسية بدلًا من الصراع الدائم الخطوةَ الحاسمة في رئاسته".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|