هدر مستمرّ للوقت منذ 27 تشرين الثاني والكلفة تزداد وتكبر
ثمانية أشهر مرّت على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وضع حدّاً لحرب كانت اشتدّت في لبنان، بين أيلول وتشرين الثاني 2024.
هدر للوقت...
ومنذ 27 تشرين الثاني الفائت، أي منذ اليوم الأول لبَدْء التطبيق، كان يتوجب الشروع في وضع خطة لتفويض الجيش اللبناني بكل ما له علاقة بأمن لبنان، ولوضع جدول زمني لحصر السلاح بيده، ولبسط سلطة الدولة اللبنانية وحدها على كامل أراضيها، كمقدمة لإعادة الإعمار الذي كان يجب أن يبدأ قبل أشهر، ولوضع البلد على سكة النهوض الاقتصادي والمالي.
ولكن ما حصل هو أن النكران استمرّ، والأيام مرت، وهي لا تزال تمرّ حتى الساعة، بهدر شديد للوقت، يرتّب كلفة مرتفعة جداً على شرائح لبنانية كثيرة.
فكثير من اللبنانيين يحتاجون الى سرعة في استثمار الوقت، وفي تحديد الوجهة التي سيسير فيها البلد، خصوصاً أن اللبنانيين جميعهم يعانون من مفاعيل الحروب المتكررة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. هذا فضلاً عن أن البلد الذي لا يتقدّم، يتراجع، حتى ولو لم يشعر بذلك، فكيف إذا قُلنا إن ثمانية أشهر مرّت على عمل كان يجب أن يبدأ في تشرين الثاني 2024، فيما لا تزال الحكومة اللبنانية "تعلكه" حتى الساعة، وهي مرشّحة للاستمرار في "علكه" الى ما بعد العام الجاري، بحسب معظم المعطيات المتوفرة.
سنوات إضافية؟
أكد مصدر مُتابِع أن "احتساب الوقت يمكن أن يشمل لبنان وكل البلدان المحيطة به أيضاً. وإذا قدّمنا إسرائيل كمثال للمقارنة ضمن هذا الإطار، نجد أنها اكتشفت النفط والغاز لديها بحدود عام 2009 تقريباً، فيما بدأت باستخراجه بعد نحو 5 سنوات، وصارت تصدّره. وأما لبنان، فقد اكتُشِفَ النفط والغاز فيه في عام 2010، وها إن 15 عاماً مرّت، ونحن لا نزال في مكاننا، وقد نحتاج الى سنوات إضافية أكثر بعد، قبل أن نتمكن من الحديث عن الاستخراج والإنتاج".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "سوريا أيضاً، تقوم بإصلاحات على مستويات عدة حالياً، ويبدو أنها ستسبقنا. فهم يعملون على إعادة تأهيل مرفأ طرطوس، ويبحثون مع الحكومة العراقية بكيفية إعادة تشغيل خط كركوك - بانياس النفطي. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن هناك دولاً من حولنا بدأت تأخذ الفرص الاقتصادية منّا، وأن عدم استثمار الوقت بالشكل الصحيح يشكل خسارة حقيقية".
وختم:"لو بدأت الدولة اللبنانية بما يتوجب عليها منذ وقت سابق، وأسرعت في مجال الإصلاحات، وباستخراج النفط والغاز، لكان ذلك غيّر الكثير في لبنان الآن. فعدم التعامل مع عامل الوقت بالشكل الصحيح يأتي بنتائج عكسية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية. وكلّما زاد التأخير، كلّما بات الثمن مرتفعاً أكثر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|