الصحافة

عن جوزاف عون الإسرائيلي..

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إذا ما استمعت إلى الشيخ نعيم قاسم قبل أيام، قد تظن أن رئيس الجمهورية جوزاف عون بات يخدم المصلحة الإسرائيلية بخطابه. ليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها "حزب الله" بهذه اللغة، لكنها باتت أكثر ابتذالًا من أي وقت مضى. فكل من لا ينحني أمام سردية "الحزب"، وكل من يرفض أن يكون شاهد زور على "ممانعة" تنزف من كل أطرافها، يصبح خائنًا أو عميلًا أو إسرائيليًا.

منذ ما بعد 7 تشرين، تتهاوى أوراق المحور المقاوم الواحدة تلو الأخرى. "حزب الله" يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى: هرم القيادة العسكرية والأمنية تهشّم بفعل الاستهدافات المتتالية، حماس تُستنزف في غزة ولم يبقَ لها إلا ورقة الرهائن، نظام الأسد سقط، والمفاعل النووي الإيراني تعرّض لضرر كبير أعاد المشروع النووي سنوات إلى الوراء. ورغم كل ذلك، لا يزال "الحزب" يتصرف وكأن شيئًا لم يحصل. عناد في المكابرة، واستمرار في الإنكار.

في هذا السياق، جاء خطاب جوزاف عون ليفتح نافذة واقعية. لم يهدد "الحزب"، لم يخوّنه، ولم يعلِن مواجهة. بل على العكس، خاطب الجميع بلغة الاحتضان والتلاقي. دعا إلى الدولة الجامعة، إلى الكلمة الوطنية، إلى الحماية الدستورية، لا إلى السلاح الخارج عنها. لكن "الحزب"، الذي استنزف ولاية جوزاف عون منذ لحظتها الأولى، لم يتحمل هذه المصارحة. قرأ فيها تهديدًا، وكأن أي كلام لا يبدأ من خامنئي وينتهي ببيان أمني هو خيانة.

جوزاف عون لم يتبدل، بل تبدل ميزان الخطر. حين صمت، لم يكن ذلك خوفًا، بل رهانًا على أمل التفاهم. واليوم، حين يرفع الغطاء عن خطاب "الحزب" وسلوكه، فذلك لأن الخطر الداهم لم يعد يحتمل المزيد من المراوغة. لم يعد هناك وقت للعب على حبال "لغة الحوار"، تلك اللغة التي لم تكن سوى وسيلة "الحزب" لشراء الوقت وتثبيت سطوته.

"الإسرائيلي" الحقيقي هو من يربط مصير لبنان بسلاحه، ومن يفتح جبهاته على كل الاحتمالات الإقليمية من دون الرجوع إلى الدولة. "الإسرائيلي" هو من يمنع الدولة من النهوض لأنه يخشى أن تُحاسبه، ويخشى أن تُجرده من امتيازاته.

أما جوزاف عون، فرئيس أتى أخيرًا بلغة الدولة، فكان لا بد أن يسقط عهده بالاستنزاف

أسعد بشارة - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا