الصحافة

رفض الفتنة في لقاء كليمنصو... ولبنان أمام مفترق طرق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في إطار الجهود السياسية والروحية لمنع تمدد أي تداعيات لأحداث السويداء الأليمة على لبنان، ورفض كافة أشكال إثارة الفتن، أُطلق بالأمس موقف جامع من دارة الرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو. 

حيث إستقبل جنبلاط مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق اللبنانية، بحضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان وأعضاء من كتلة اللقاء الديمقراطي ومسؤولين من الحزب الديمقراطي اللبناني.

هذا اللقاء الهام وما صدر عنه من موقف موحّد، بتوقيته ومضمونه، يقطع الطريق أمام كل مَن يريد زرع بذور الشرخ والشرذمة بين أبناء الوطن الواحد. وفي تصريح مقتضب بعد اللقاء، قال المفتي دريان أن "اللقاء ودي وتشاوري وسيبقى مستمرًا ان شاء الله و"الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على طول".

وإذ يشكل البيان المشترك الصادر عن المجتمعين، جرعة مناعة وتحصين وتأكيد الوحدة الوطنية والإسلامية في لبنان، يدعو الى "مواجهة كل من يريد شرًا بلبنان وسورية الشقيقة ورفض اي محاولات لإثارة الفتنة"، وفق البيان.

كما دان ورفض المجتمعون "ما تشهده السويداء من أحداث دموية بين الأخوة السوريين"، وعبّروا عن "أسفهم وحزنهم على الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث الأليمة، ودعوا كل القوى اللبنانية ان تعمل على تحصين لبنان دولة وشعبًا ومؤسسات، والعمل سويًا لاستنهاض الدولة لتقوم بدورها المحتضن لجميع أبنائها".

وتضمن البيان دعوة لـ"الوقوف صفًا واحدًا، للتصدّي للعدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان وسورية معًا، وأكثر من بلد عربي، لتحقيق أهدافه العدوانية ومشاريعه المذهبية والطائفية والعرقية التي لا تخدم إلا أعداء بلادنا ومجتمعاتنا وامتنا العربية والإسلامية". 

وأشار البيان الى أن المجتمعين أبدوا "ارتياحهم للمواقف الوطنية والحكيمة التي صدرت عن كافة الأطراف اللبنانية التي دعت الى وحدة الشعب السوري ودرء الفتنة والحفاظ على وحدة سوريا، كحرصها على لبنان شعبا ودولة ومؤسسات". 

كذلك "تم التشديد على سيادة لبنان وحريته وعروبته واستقلاله وتعاونه مع كل الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة المحبة للبنان وشعبه ودوره الحضاري في المنطقة". 

الغريب: ليس صراعاً بين الدروز والسنّة 

وفي حديث الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت الوزير السابق صالح الغريب، الذي كان مشاركاً في اللقاء، الى أن "الهدف من اللقاء تأكيد أهمية الوحدة الوطنية في لبنان، وهو مطلب الجميع، وتحييد لبنان عن تداعيات ما يحصل في سوريا، لتخفيف الاحتقان الحاصل"، وأيضًا "للقول، في مكان ما، أننا لا نرضى تصوير الأمر وكأنه فتنة أو صراع ما بين الدروز وأخواننا السنّة على الإطلاق". "هذا الشيء لم يكن ولن يكون"، يضيف الغريب.

وشدد الغريب على أن "الدروز ليسوا قومية مستقلة، هم قومية عربية صرف، عربٌ أقحاح، قوميتهم واضحة، هكذا أتوا الى هذه البلاد واستوطنوا الجبال والشواطئ دفاعًا عن الثغور الإسلامية"، مؤكدًا أن "الدروز لم يكونوا يومًا مع المشاريع الاستعمارية الإسرائيلية التقسيمية في هذه المنطقة، إذ كانوا على الدوام في صلب المشاريع الوطنية، ورواد وأبطال حركات التحرر والاستقلال في كل البلدان التي وجدوا فيها، خصوصًا في سورية ولبنان".

ولفت الغريب الى أن الحزب الديمقراطي اللبناني، كما الجميع، يدين ويستنكر "كل التجاوزات التي حصلت في جبل العرب، لكن لا نعتبرها بين السنّة والدروز، ونعتبر أن ثمة فصائل أجنبية متطرفة تسيء الى سورية والى أهل السنة والى الإسلام المعتدل، كما تسيء الى أهل الجبل وكل الأقليات في سوريا". 

ولفت الغريب الى أن على الدولة في سورية أن تجري تحقيقاً شفافاً حول ما حصل من تجاوزات، إذا كانت ترغب في أن تكون دولة جامعة وحاضنة لجميع أبنائها بكل مكوناتها، أيضًا عليها أن تباشر بفتح حوار صادق، ومباشر مع كل أبناء شعبها وتطمئنهم، ويكونوا جزءًا فاعلاً في صيغة الحكم الجديدة، إذا كانوا يرغبون في أن تكون سورية دولة واحدة موحدة، وهذا ما نتمناه لسوريا، على حد تعبيره

قواص: إجتماعات تنسيقية متواصلة

أما المسؤول الاعلامي في دار الفتوى خالد قواص، فأكد أن "الاجتماع كان وديًّا وواضحًا وصريحاً، وتم تبادل العديد من الأفكار البناءة بين الجهتين التي تحمي لبنان من أي فتنة".

وكشف أن "الاجتماعات ستكون متواصلة وتنسيقية، لتعزيز هذا التعاون وترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية والوطنية التي هي أساس لأي عمل مستقبلي"، وأيضًا لتوطيد هذه العلاقة، القديمة والمتجذرة التاريخية بين دار الفتوى والمختارة. 

وأشار الى أن المفتي دريان أثنى على "المواقف الكبيرة والتاريخية" للرئيس وليد جنبلاط، "التي تجمع كل اللبنانيين وتوحّدهم، ولمّ شملهم، خصوصًا في هذه الظروف المصيرية، التي يمر بها لبنان والمنطقة، والتأكيد على أن كل عمل يفرّق هو من إنتاج العدو الإسرائيلي المتربص شراَ بلبنان وبالبلدان العربية".

لبنان.. أبيض أو أسود

ودّع لبنان زياد الرحباني، وأزماته ومعضلاته السياسية ما زالت تنتظر الحلول واستجابة بعض الأطراف اللبنانية الى ما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، باحترام السيادة اللبنانية وسلطة الدولة، بالإضافة الى تقديم مصلحة اللبنانيين على أي خيار آخر، خارجي أو فئوي. 

وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن لبنان أمام مفترق طرق، إما النهوض أو البقاء في كبوة الأزمات السياسية والاقتصادية ومراوحة ملف إعادة الإعمار مكانه"، مشيرة الى أن ذلك يعتمد على وصول ملف سلاح حزب الله الى خواتيمه، ويجب أن يكون في سلّم أولويات الدولة اللبنانية، فلا يمكن أن نغفل أن أي تخلٍّ للمجتمعين الدولي والعربي عن لبنان لم ولن يكون في مصلحة لبنان.  

وأشارت المصادر الى أن "الرسالة الأميركية التي عبّر عنها الموفد الأميركي الخاص توماس برّاك واضحة، ولا تحتاج الى تفسير أو اجتهاد، حان وقت العمل والتنفيذ، فالتصريحات لم تعد كافية".

وبالمقابل، لفتت المصادر الى أن الدولة اللبنانية العميقة تُكثف اتصالاتها لخلق هامش من التطمينات للخارج، بمضيها في تنفيذ ما إلتزمت به، وما أعلن عنه رئيس الجمهورية اللبنانية مؤخرًا يعكس ذلك، وتحديدًا التواصل المباشر مع حزب الله، لحل مسألة السلاح خارج إطار الدولة، والتي تسير ببطء لكنها تتقدم، ولمس تجاوبًا مع بعض الأفكار المطروحة. 

الى ذلك، ففي الوقت الذي يحاول رئيس الجمهورية والحكومة تعميق قنوات انفتاح مع الخارج والسعي الى أن يعيد لبنان الى صلب الاهتمام الدولي، وفي الوقت الذي نشهد فيه تسونامي دعم اقتصادي الى سوريا، تسأل المصادر: "هل يستطيع الحزب تحمل أي تداعيات لإصراره على إبقاء السلاح الثقيل بحوزته، وما سيستفيد منه في ظل هذا الواقع الإقليمي، وهل سيُبقي نفسه ورقة ضغط إيرانية على الساحة الإقليمية؟". وشددت المصادر على أن لا خيار الا بالدولة ومؤسسات الدولة فوق أي اعتبار، مع التشديد على الحفاظ وحماية الثوابت الوطنية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا