الصحافة

مصادر أوروبية تحذّر من اجتياح بري للبقاع أو حرب استنزاف بالمسيرات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تزداد الصورة الإقليمية سوادًا، ومعها تتكشف ملامح مرحلة بالغة الحساسية يمرّ بها لبنان. مشهد يعيد إلى الذاكرة أيام الاجتياحات، لكن هذه المرّة بنسخة أكثر خفاءً وتعقيدًا: “اجتياح ناعم” يبدأ بالقصف، ويستكمل بالشلل السياسي، أو ربما “كمين انتظار” يطيل أمد الاستنزاف ويُبقي البلاد معلّقة خارج دائرة الاهتمام الدولي.


مصادر دبلوماسية أوروبية أبدت قلقها من سيناريوَين داهمين يتهدّدان لبنان في العمق. الأول، احتمال اندلاع حرب غير تقليدية قد تتضمن اجتياحًا بريًا محدودًا لبعض المناطق كمنطقة بعلبك – الهرمل، يترافق مع قصف جوي كثيف يستهدف البنية الأمنية والعسكرية لـ «حزب الله». أما الثاني، فهو استمرار الاستنزاف اليومي عبر الطائرات المسيّرة التي باتت جزءًا من المشهد اللبناني، تفرض هيمنتها من دون ضجيج، وتُبقي التوتر على نار هادئة.

وفي كلا السيناريوَين، يبدو المشهد قاتمًا: لا حرب شاملة، ولا سلم حقيقي. فقط فراغ يستهلك ما تبقى من هيبة الدولة، ويُقصيها عن خارطة الأولويات الإقليمية والدولية، بينما تتراجع الاستثمارات، وتنهار فعالية المؤسسات، ويزداد الاختناق الداخلي على مختلف المستويات.

وسط هذا الركود، يتبدّل ميزان القوى الداخلي بهدوء، لكن على نحو قد لا يخدم الكيان اللبناني في نهاية المطاف.

وفي خلفية هذا المشهد، جاء الحديث عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كإشارة واضحة إلى تنسيق أميركي – إسرائيلي جديد يعيد ترتيب الأوراق في المنطقة، ولبنان ليس خارجها.

بحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الزيارة تأتي في سياق بحث ما يشبه “صفقة إقليمية كبرى” قد تشمل لبنان ضمن إطارها الأمني، لا السياسي. الرسالة لم تكن موجهة لحماس فقط، بل كانت استراتيجية بامتياز:

“نحن نعيد ترتيب الجبهات… وعليكم أن تختاروا سريعًا: هل تكونون طرفًا في الاتفاق، أم ضحية ما بعد الاتفاق؟”.

وفي قلب هذه العتمة، يبرز اسم الموفد الأميركي توم براك، مع تساؤلات جدّية: هل هو فعلًا وسيط نزيه، أم نسخة محسّنة من آموس هوكستين؟ صحيح أن براك يتحدث بلغة الحوار والفرص، لكن إشاراته لا تخلو من التلميح، وخطابه الناعم لا يُخفي منطق الضغوط الدبلوماسية.



خلف الكلمات، هناك رسائل مشفّرة وواضحة: المطلوب تغيير قواعد اللعبة، وليس فقط إدارتها.

في الكواليس، يتزايد الشك في نوايا هذه الوساطة. هل الهدف حقًا احتواء التوتر، أم هندسة تصعيد محسوب يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب، بينما تُترك بيروت تتفرّج على مستقبلها من بعيد بسبب ضياعها وتضييع بوصلتها السياسية.

لبنان لا يعيش فقط تهديد الحرب، بل خطرًا أعمق: فقدان هويته السياسية والاقتصادية. فكل المؤشرات توحي بأن القرار يُصنع في الخارج، بينما تغيب السلطة وتتآكل الرؤية الوطنية من الداخل.

الخيار اليوم لم يعد ترفًا ولا نقاشًا نظريًا. إما العودة إلى طاولة التسويات الإقليمية والدولية بشروط تحفظ كيان الدولة، أو الانحدار نحو مزيد من التفكك والانقسام. فالوضع الاقتصادي يضغط، والانقسام الداخلي يتعمّق، والمجتمع الدولي يصرف النظر أكثر فأكثر.

في النهاية، لم يعد السؤال سياسيًا فحسب، بل وجوديًا:

هل يريد اللبنانيون وطنًا قابلًا للحياة، أم مجرّد ساحة مفتوحة يديرها الآخرون عن بُعد؟

الإجابات لم تعد تحتمل التأجيل.

المصدر: نداء الوطن
الكاتب: ناديا غصوب

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا