الصحافة

هل عطّلت زيارة توم برّاك فتيل الحرب الكبرى على لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ثمة قطبة مخفية في الورقة الأميركية المرتبطة بلبنان، وثمة لغز دبلوماسي تألّق في حياكته المبعوث الأميركي «توم برّاك» خلال تصريحه عقب لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، حين تحدث عن رضاه على الرد اللبناني بوصفه مضمون النقاط الخمس عشرة التي حصل عليها، بالدقيقة والمسؤولة. وتحمل اعتبارات مهمة، من شأنها بلورة بعض الأفكار ومقاربتها بما يخدم المبتغى الذي جاء لأجله، باعتبارها خطوة إلى الأمام، وتحتاج إلى حوار. إلّا أنه اعتبر أن الجميع أمام فرصة يجب انتهازها لإنهاء النزاع بين «لبنان وإسرائيل»، غير مقلل من حراجة الفترة التي يمرّ بها لبنان، وهنا مربط الفرس.


الأوساط المتابعة قرأت في تصريح برّاك «مزيجاً من العصا الأميركية الناعمة، حين دعا لانتهاز الفرصة، وهل كان يقصد بذلك أن الورقة الأميركية لا تأخذ بالملاحظات المقدمة من لبنان، وبالتالي على اللبنانيين تلقّفها والعمل بها، وما دماثة تصريحه المفعم بالمحبة للبنان سوى ذر للرماد فوق العيون؟».

تتابع المصادر متسائلة عن الثمن الذي يجب أن يدفعه لبنان ليترجم كلام الودّ والحب الأميركي للبنان خاصة وأن «توم برّاك» ردد أكثر من مرة في مؤتمره الصحفي أن الرئيس الأميركي يحترم لبنان وملتزم بالمساهمة في بناء السلم والازدهار فيه.

من هنا تبرز الخشية من نوايا واشنطن، عندما تحدث مبعوثها عن الفرصة التائهة وعن تنازل كل الأطراف والتمسّك بها، وهل المقصود بالتنازل أيضاً مباشرة كيان الاحتلال وقف عدوانه والانسحاب من الأراضي التي احتلها مؤخراً وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديه، أم أن المقصود، وكما يتوجس بعض المتابعين، هو الجانب اللبناني، بمعنى أن عليه التنازل عن عناصر قوته ومقاومته، والتخلّي عن سيادته، والذهاب إلى الاعتراف بالكيان وبدء التطبيع معه، أسوة بباقي الدول التي استعرض ازدهارها «توم برّاك» في تصريحه من قصر بعبدا؟

في كل الحالات، يمكن القول إن لبنان تخطّى قطوعا لطالما استبق بوابل من التهويل والمواقف والتصريحات، التي أرخت بظل مخاوفها على اللبنانيين، خاصة الحديث عن حرب كبرى، وضربة مدمرة سيتلقّاها لبنان، إذا ما امتنع عن تنفيذ مضمون الورقة الأميركية بكل بنودها المندرجة من السلاح الى الإصلاحات.

المقاربة في قراءة مواقف المبعوث الأميركي تفاوتت بين مصدر مطّلع وآخر. ففيما اعتبرت بعض المصادر أن الدهاء الأميركي بتدوير الزوايا لا يعني الرضا المفصح عنه، إنما يحتمل التفسير على نحوين وهما:
- اما تطبيع. 

 

- واما تطبيع.

لا ثالث لهما، وهنا القصد الأميركي بالتنازل وانتهاز الفرصة. في وقت رأت مصادر أخرى؛ أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تمثل ضمانا لأي توافق وتجربة «اللجنة الخماسية» المولجة بمراقبة القرار 1701 خير دليل على ذلك.

وتتابع المصادر: «إن كلام برّاك عن «حزب الله» كان لافتاً حين وصفه بالحزب السياسي الوازن، ولا يستطيع أحد إقصائه، فيما جناحه العسكري موضوع على لبنان التعامل معه، في إشارة فهم منها أن أميركا تدفع بالحكومة نحو صدام مباشر لتحقيق ذلك، مستفيدة من فائض التصريحات والمواقف اللبنانية الداخلية التي لا تنفك عن توجيه الاتهام إلى الحزب وتحميله مسؤولية ما سيؤول إليه المشهد الميداني».

من هنا يمكن استشراف المرحلة المقبلة، على وقع ما جاء على لسان «توم برّاك» من جهة، وموقف «حزب الله» الذي ربط أي تحريك لملف السلاح بإنهاء مسببات وجوده، وخاصة النوايا العدوانية الإسرائيلية، وبعده يبنى على الشيء مقتضى الحوار حول الاستراتيجية الوطنية.

إذن، لبنان سلّم ردّه وبرّاك أنهى زيارته بأجواء مريحة واعداً بالعودة بعد أسبوعين، وقبلها سيطلع إدارته المستضيفة حليفها نتنياهو. وما بين المرحلتين، تتقدم العديد من الأسئلة حول ما ستحمل أجواء ما قبل عودته من تصعيد، ولا سيما أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي طلب ضوءاً أحمر لتصعيد اعتداءاته بأهداف جديدة، هي «أقل من حرب شاملة، وأكبر من خروقات جوية معتادة».

أمام كل ذلك يبقى أن ننتظر إلى أي المسارات ستتجه الأمور، وهل حصّن لبنان نفسه ليتجاوز قطوع التهديدات بثبات الموقف الذي أبداه الرؤساء الثلاثة ومعهم حزب الله؟

المصدر: اللواء
الكاتب: وفاء بيضون

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا