مع تزايد التوترات الإقليمية... هل يواجه لبنان خطر نقص الأدوية؟
رفع العقوبات ووقف التقديمات يعزز عودة النازحين السوريين
يثقل ملف النزوح السوري كاهل لبنان حتى بات خطره يلامس وجوده ككيان ديموغرافي نموذجي في المنطقة لتعايش ابنائه مسيحيين ومسلمين . والخشية ان الامر على خطورته لا يجد أصداء رسمية كافية لدى السلطات اللبنانية على رغم ترداد المواقف الكلامية واللفظية حول التنسيق مع السلطات الناشئة في سوريا . واللافت في الموضوع استمرار تدفق اعداد من النازحين السوريين الى عكار والشمال خصوصا حيث تتنامى وتتراكم اعداد الوافدين بلا ضبط . يثبت هذه الحقيقة التقرير الأخير الصادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اذ اكدت فيه ان لا تزال الاعمال العدائية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة المستمرة منذ أوائل اذار تسفر عن تهجير ونزوح السكان الى محافظتي الشمال وعكار في شمال لبنان . وأفادت ان اللاجئين الوافدين حديثا يتوزعون على 35موقعا مختلفا ليصل اجمالي عددهم الى 40 الف شخص . وقد تحولت موجات النزوح التي استمرت خلال الأشهر الماضية الى حالة نزوح مطولة، اذ لا يزال الأشخاص يصلون في حالة يرثى لها . ويتوقع وصول المزيد مع تأخير في تحديد الوافدين الجدد في هذا العدد الكبير من المواقع .
النائب السابق علي درويش يقول لـ "المركزية": ان عدم استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا وتحديدا في المناطق التي كانت محسوبة على النظام السابق هو ما يدفع بالمزيد من النزوح الى لبنان وخصوصا الى محافظتي الشمال وعكار القريبتين. إضافة فان سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية من جهة واقدام الحكم الجديد على صرف العديد من الموظفين من أعمالهم والمؤسسات السورية الرسمية قد حمل العديد من السوريين الى اللجوء الى لبنان طلبا للعمل وتحصيل قوتهم اليومي .ناهيك عن الفلتان المستشري على الحدود وعمليات التهريب المتبادلة عبر المعابر غير الشرعية التي تشمل ايضا تهريب الأشخاص وعجز لبنان عن مكافحتها . كل ذلك يسمح بتفاقم ازمة النزوح التي باتت تشكل عبئا كبيرا على لبنان وتهدد كيانه في حال استمرارها دون معالجة .
ويتابع املا في ان يسفر قرار الأمم المتحدة بوقف التغطية الصحية للنازحين والاجتماع اللبناني - السوري المرتقب عن بعض الإيجابيات التي تسهم في عودة العائلات النازحة . علما ان الامن العام اللبناني يتحدث عن عودة قريبة لـ 400 الف شخص .
وختم متمنياً ان يؤدي الدعم الأميركي والسعودي الموعود لسوريا التي تتحضر لمرحلة جديدة بعد رفع العقوبات والانضمام الى الاتفاقيات الابراهيمية الى انفراجات على الأرض تسهم في عودة النازحين الى بلادهم للمساهمة في ورشة الاعمار التي تقدر بقرابة المائة مليار دولار . واذا ما حصل ذلك قد نشهد نزوحا معاكسا يسمح للبنانيين المشاركة في عملية البناء اذا ما وجدت طريقها الى التنفيذ.
المركزية – يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|