الصحافة

صفيح بيروت الساخن بانتظار مسقط!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعيش لبنان على صفيح مرحلة شديدة الحساسية وسط تصاعد التوترات الإقليمية، مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي لحزب الله وصولا إلى تخوم بيروت، وتواصل النزف في غزة، والتطورات في اليمن. لا ينفصل هذا التوتر عن المفاوضات الأميركية–الإيرانية المرتقب أن تُعقد الجولة الجديدة بعد غد الأحد في العاصمة العُمانية مسقط. ويشكل هذا الحوار بلا أدنى شك بوصلة أساسية لمسار الأزمات في المنطقة، ولبنان أحد أكثر الساحات تأثراً فيها.
 

ولا ريب أن البلد، الغارق في أزماته السياسية والاقتصادية، أصبح أكثر من أي وقت مضى رهينة الاشتباك الإقليمي الذي يفتح الباب على احتمال انزلاق الأمور نحو مواجهة أوسع، لا سيما في حال فشل الحوار الأميركي–الإيراني.
تعكس الجولة السادسة المرتقبة في مسقط اعترافاً ضمنياً من الطرفين الأميركي والإيراني بأن التصعيد بلغ مرحلة خطرة، قد تفضي إلى حرب إقليمية شاملة. وكان لافتا قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرجّح جداً أن تُوجه إسرائيل ضربة لإيران، وإن كان لا يريد أن يقول إن هذه الضربة الإسرائيلية "وشيكة"، لكن ذلك يبدو "أمراً قابلاً للحدوث". وأشار إلى أن "شيئاً ما قد يحدث قريباً في الشرق الأوسط، مستدركا: "أتمنى تجنب حدوث نزاع مع إيران، لكن عليها منْحنا أشياء ليست مستعدة لتقديمها". وقال: "أريد أن أبرم اتفاقاً مع إيران، ونحن قريبون من ذلك، وأُفضّل المسار الودّي".
وعليه، يُنظر إلى اللقاء في مسقط كفرصة لتثبيت خطوط التهدئة، أو أقله ضبط الإيقاع على أكثر من جبهة.
في هذا السياق، يبدو لبنان مؤشراً رئيسياً على مسار هذا الحوار: فإذا جرى التفاهم على قواعد اشتباك جديدة أو تهدئة في الملف النووي الإيراني، من المرجّح أن يترجم ذلك بخفض للتوتر، وربما العودة إلى تفعيل الوساطات الدبلوماسية مثل مساعي باريس والدوحة.

 

ولا شك أن استمرار غياب القرار السيادي الموحد يُضعف قدرة الدولة على حماية مصالحها أو تحييد نفسها عن صراعات الخارج. كما أن الواقع الاقتصادي الهش يُضاعف من تأثير أي تصعيد عسكري، حتى وإن كان موضعياً.
تأسيسا على ذلك، يشكل الأحد المقبل لحظة اختبار حقيقية. فهل تنجح مسقط في فتح كوة في جدار التوتر الإقليمي؟ أم أن الفشل سيقود إلى تسارع الانهيارات في ساحات هشّة كلبنان؟ الإجابة ستتضح سريعاً، ولكن الثابت أن البلد، كعادته، يدفع ثمن كونه ورقة في لعبة أمم أكبر منه بكثير.

الحدث - ميرا جزيني

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا