الصحافة

لماذا سيدفع «حزب الله» الثمن مجدداً؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من الواضح أن «حزب الله» لم يتعِّظ لا من دخوله «حرب الإسناد»، ولا من تفويته فرص الخروج منها مرات ومرات من خلال العروض التي قدمها الدبلوماسي آموس هوكستين، ولو فعل ووافق على هذه العروض لما كانت توسّعت واغتيل أمينه العام وانتهت بالشكل الذي انتهت إليه، ولا شك أن تصلبه خدم لبنان، لأنه لو وافق لكان اقتصر، ربما، تفكيك بنيته العسكرية على جنوب الليطاني، ولكنه أصرّ على مواصلة الحرب وربط وقفها بوقف إسرائيل الحرب على «حماس»، فانتهى بتوقيع اتفاق وافق فيه على إنهاء مشروعه المسلّح.

وعندما وقّع كان في عقله سيناريو العام 2006 والقرار 1701، وبالتالي اعتقد أن بإمكانه تكرار السيناريو نفسه، ولكنه اصطدم بموقفين وتطوّر من طبيعة نووية: الموقف الأول إسرائيلي، مصرّ على تولي جيش دفاعه التطبيق الحرفي لنص اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا ما يحصل من خلال الاستهداف اليومي لعناصر «الحزب» ومخازنه.

الموقف الثاني أميركي، مصرّ على ربط أي مساعدة للبنان باحتكار الدولة للسلاح، ولا تهاون مع هذا الأمر.

والتطوّر النووي، يكمن في سقوط سوريا بيد أخصام إيران، وهذه ضربة قاضية كانت خارج حسابات محور الممانعة.

ومن الواضح أن «حزب الله» الذي أخطأ في إعلانه «حرب الإسناد»، وأخطأ في تفويته فرص الخروج منها، يخطئ اليوم أيضا في عدم التخلّي عن مشروعه المسلّح من خلال اعتماد سياسات قديمة لم تعد تجدي نفعاً مع المرحلة الجديدة، وذلك من قبيل الرهان على الوقت وعلى تطورات تنقذه من ورطته، ولكن على غرار ما أظهرته مرحلة الحرب بأن رهانه على الوقت والتطورات لم يكن لمصلحته، فإن الرهان نفسه لن يكون لمصلحته هذه المرة أيضاً.

وقد يكون «حزب الله» ينتظر الصفقة بين واشنطن وطهران ليتخلى عن سلاحه، وقد يكون ليس في هذا الوارد طالما لم يشعر بتهديد جدي من الدولة للتخلي عنه، وطالما يعتبر بأنه قادر على تحمُّل كلفة عدم إنهاء سلاحه التي تترواح بين الاستهدافات اليومية وعدم الإعمار، ولكن يبدو أن «الحزب» إما لم يتعلّم، وإما يفضّل الرهان على المجهول الأسود على التخلي عن دوره، وإما أصبح فاقداً للبصر والبصيرة.

فالخطأ الأول الذي ارتكبه «حزب الله» كان في تسرعه بالدخول في حرب الطوفان، إذ لو انتظر لما كان دخل على غرار مرجعيته الإيرانية التي لم تُقحم نفسها في الحرب، والخطأ الثاني بعدم خروجه من الحرب في التوقيت الأميركي الذي كان جاهزاً لتأمين الخروج اللائق له، والخطأ الثالث يرتكبه اليوم برهانه على الوقت الذي، برأيه، سيبدِّل في أولويات واشنطن وتل أبيب، الأمر الذي لن يحصل.

وقد ظنّ «حزب الله» أن باستطاعته ضبط «حرب الإسناد» على إيقاعه، فتوسّعت وقضت عليه، ويظنّ اليوم أن بإمكانه ضبط مرحلة وقف إطلاق النار على الإيقاع الحالي، ولكنها ستتوسّع حكماً، واستباقاً لأي تعليق فإن ما تقدّم هو مجرّد تحليل وقراءة موضوعية استناداً إلى الأحداث السابقة، وبالتالي ستتوسّع لأنه ممنوع دولياً استمرار أذرع إيران وفي طليعتها «الحزب»، وفي حال لم يفهم ويستدرك ويتراجع، فإنه سيتحمّل مجدداً مسؤولية تجدُّد الحرب، ولكن ليس بينه وبين جيش الدفاع الإسرائيلي، لأن «الحزب» لم يعد موجوداً، إنما تجددها سيكون على طريقة أن تُمطر تل أبيب مناطقه بالنيران إلى أن يعُلن الاستسلام بالصوت والصورة أو تُعلن الدولة اللبنانية وضع اليد بالقوة على مناطقه من أجل وقف الحرب.

فما لم يستوعبه «حزب الله» بعد أن الفارق هذه المرة خلافاً للمرات السابقة كلها يكمن في أن الإشراف المباشر على إنهاء دوره المسلّح خارجي وليس داخلياً، وفي حال لم يتجاوب سريعاً سيضطر إلى التجاوب مرغماً.

شارل جبور - "نداء الوطن"
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا