الغارة "الأهم" على الضاحية... إسرائيل تبرر هجماتها بتقاعس الجيش!
مفتاح حل أزمة دمشق - السويداء بيد ولي العهد السعودي
لا يزال التواصل الفعلي بين الحكومة السورية الجديدة ومحافظة السويداء يراوح مكانه، فالحوار المنشود غائب حتى إشعار آخر، على ما يبدو بانتظار ما ستسفر عنه لقاءات وحوارات إدارة دمشق مع "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".
ومع إطلاق صاروخين على الجولان من ريف درعا والردّ الإسرائيلي الكلامي الذي حمّل الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولية أي تهديد تتعرّض له تل أبيب من الأراضي السورية، كما الردّ العسكري عبر عمليات القصف الجوية التي استهدفت مراكز عسكرية في أرياف درعا ودمشق، يبدو أن المشهد في الجنوب السوري لن يكون على موعد مع حلّ قريب.
الزيارة التي قام بها وفد من السويداء إلى الشرع الأسبوع الماضي، لم تلق تفاعلاً إيجابياً في المحافظة، لا بل ساهمت أكثر في تعقيد الموقف، بحيث أن الوفد الزائر لم يتمكّن من إقناع أي رجل دين من المحافظة بمواكبته. وبعدما سرت أخبار قبل الزيارة وتحديداً يوم الأحد في 25 أيار، بأن شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع ومعهما الأمير حسن الأطرش سيلتقون بالشرع، عدل الثلاثة عن الذهاب إلى قصر الشعب لأسباب غير معروفة.
ورغم الكلام الايجابي الذي نقله الوفد عن لسان الشرع، وتساؤل الأخير عمّا يريده الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري ليتم تنفيذه، غير أن مطالب الأخير أعلنها بوضوخ منذ اليوم الذي تلى سقوط نظام بشار الأسد، ويأتي على رأسها نظام لامركزي ودستور مدني ومشاركة جميع الأطياف السورية في السلطة الجديدة.
الكلام الايجابي المتداول يقابله تصريحات أنصار السلطة الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدعو في معظمها إلى عزل المحافظة الحدودية وقطع المواد الأساسية عنها، في خطوة يرونها ضرورية لتأليب الشارع على الشيخ حكمت الهجري، تمهيداً لبسط سلطة النظام الجديد عليها، غير أن الأمر الأخطر من التصريحات يكمن في مكان آخر، حيث وبحسب المعلومات الخاصة، يجري نقل رجال وشباب من العشائر البدوية التي أعلنت ولاءها للحكم الجديد إلى منطقة تُعرف باسم قرى الأصفر وتقع شمال شرق محافظة السويداء. المعلومات تحدّثت عن وصول حوالى 50 آلية "بيك أب" وحافلتين في الأيام الأخيرة فقط تحمل على متنها مقاتلين من البدو.
هذه التحشيدات التي بدأت في الأسابيع الأخيرة، عززت المخاوف داخل المحافظة وربّما تكون هي السبب الأساس الذي دفع بالرئيس الروحي للدروز إلى الإعلان أن "النفير العام" في المحافظة لا يزال مستمرّاً، طالباً من أبنائها البقاء على أهبة الاستعداد. ويبقى السؤال الكبير: كيف ستنتهي أزمة السويداء؟
بلا أدنى شك، إن الانفتاح العربي والغربي على حكم الشرع أراح الأخير بشكل كبير، لكن وعلى عكس ما يعتقده المؤيّدون الذين يظنون أن هناك ضوءاً أخضر أعطي للحكومة لبسط سيطرتها ولو بالقوة العسكرية، يحتم الواقع على سلطة دمشق التفكير أكثر من مرّة قبل التوجّه نحو فرض حلّ عسكري في المحافظة الجنوبية، فمفاعيل ما وقع في الساحل لم تنتهِ بعد والاتحاد الأوروبي عاقب 3 فصائل وقائدين في وزارة الدفاع، هما محمد حسين الجاسم "أبو عمشة"، وسيف الدين بولاد "أبو بكر".
كما أن التصريحات العلنية والمعلومات الحصرية تؤكد أن الطرفين يرغبان في الحوار، ولكن قد تكون الثقة غائبة نتيجة الأحداث التي بدأت في جرمانا واستكملت في صحنايا وأشرفية صحنايا ومحيط السويداء. لذلك، لا بدّ من مبادرة يقودها شخص قادر على فتح كوة في الجدار وبث الطمأنينة في صفوف الطرفين.
وبعد الدور الذي لعبه في سياق رفع العقوبات عن سوريا، يبدو أن الشخص الوحيد الذي يحظى بثقة دمشق والسويداء في آن معاً هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. فولي العهد السعودي حريص على وحدة الأراضي السورية وانطلاق عجلة تعافي اقتصادها، ودوره في رفع العقوبات وتأمين لقاء الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شاهد على ذلك. وكذلك، فإن دروز السويداء وزعيمهم الهجري يشعرون بالارتياح حيال أي دور سعودي يرعاه بن سلمان لحلّ الأزمة.
جواد الصايغ-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|