ثلاثة عناوين لزيارة ترامب...سحب البساط تدريجيًا من تحت القيادة التركية؟
يمكن وصف زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى منطقة الخليج العربي بالتاريخية ، رغم انها ليست الاولى فقد سبق ان زارها خلال ولايته السابقة، لكن اهميتها تكمن في الخريطة الجديدة للمنطقة برمتها وتلزيم المملكة العربية السعودية لملفي لبنان وسوريا ، في وقت طفا الخلاف بين ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي على السطح، فماذا ينتظر المنطقة ؟
وفي قراءة لما جرى في القمة الأمريكية – الخليجية الأخيرة، قال الكاتب والمحلل السياسي فادي أبو ديا أبو دية في حديث الى" ليبانون ديبايت" إن هذه القمة حملت ثلاثة عناوين رئيسية:
-صفقة تجارية كبرى تسعى الولايات المتحدة لإبرامها مع عدد من الدول الخليجية مثل السعودية، الإمارات، وقطر، ويُقدّر حجمها بأكثر من 2.5 تريليون دولار.
-استكمال مسار اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية، وهو ما ظهر بوضوح من خلال الطروحات التي نوقشت في القمة، والتي سبقتها مؤشرات واضحة سواء في المملكة العربية السعودية أو دول أخرى معنية.
-رفع بعض العقوبات وتكليف السعودية بإدارة هذا الملف إقليميًا، بحيث تتولى المملكة صياغة المرحلة المقبلة في ما يشبه “تلزيم الدور” لها، ضمن توازنات جديدة في المنطقة.
و في ما يتعلق بالملف السوري، أشار أبو دية إلى أن المسار بات واضحًا نحو رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لافتًا إلى ما قاله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل صريح، وهو أن هذا التوجه جاء “بناء على طلب الأمير محمد بن سلمان”.
وتوقف أبو دية مطولًا عند هذه العبارة، مؤكدًا أنها دقيقة جدًا ومحورية، لأنها تعكس مستوى التأثير السعودي في القرار الأمريكي، خصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية الحساسة. وأضاف أن ذكر ترامب للأمير محمد بن سلمان بالاسم، وفي هذا السياق، ليس تفصيلًا عابرًا، بل إشارة واضحة إلى حجم الدور السعودي في رسم السياسات المستقبلية للمنطقة، بما فيها ملفا سوريا ولبنان
وشدّد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى اليوم بوضوح إلى إعطاء المملكة العربية السعودية "مفتاح الشرق الأوسط"، بمعنى أن هذه المنطقة، بكل ما فيها من تشعبات سياسية وديمغرافية، يجب أن تخضع لإرادة المملكة، ولا تكون في حالة خصومة معها. فبحسب أبو ديا، أي طرف أو دولة في المنطقة تتخذ موقفًا تصادميًا أو رافضًا للسعودية، فإن العقوبات الأمريكية ستكون حاضرة وجاهزة للتنفيذ.
وتوقف أبو دية عند نقطة بالغة الأهمية، مشيرًا إلى أن واشنطن تتعامل مع السعودية اليوم وكأنها الجهة التي تفرض العقوبات وترفعها، أي أنها باتت تملك مفاتيح الضغط الإقليمي، فيما تحوّلت الولايات المتحدة إلى الغطاء القانوني أو التنفيذي لهذا الضغط. وأضاف أن ميزان التعامل الدولي والإقليمي بات مرهونًا بمستوى العلاقة مع السعودية: فحيث توجد خصومة معها، تظهر العقوبات، وحيث يوجد توافق، تتاح فرص التسوية والمرونة.
وفي سياق متصل، لفت أبو دية إلى أن هذا التحول في موازين القوى الإقليمية يُترجم بسحب البساط تدريجيًا من تحت القيادة التركية، خصوصًا في ما يتعلق بالملف السوري. واعتبر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعطاء سوريا بعدًا عربيًا – إسلاميًا بمرجعية سعودية، لا لتمكين دمشق فقط، بل لتسهيل إدخالها لاحقًا في مسار الاتفاقيات الإبراهيمية.
وكشف أبو ديا أن من بين شروط رفع العقوبات عن سوريا، هناك شرط جوهري يتمثل في توقيعها على الاتفاقيات الإبراهيمية، إلى جانب التنازل الكامل عن هضبة الجولان. وأوضح أن الجولان ليست مجرّد منطقة جغرافية رمزية، بل تمثل مساحة تُقدّر بـ1860 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة قطاع غزة تقريبًا. واعتبر أن هذه المساحة ستُضم رسميًا إلى الكيان الإسرائيلي ضمن ترتيبات دولية قيد الإعداد، تشمل أيضًا الجنوب السوري وتحديدًا منطقة درعا، في إطار إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة بما يتماشى مع المصالح الأميركية – الإسرائيلية – السعودية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|