صدمة نتنياهو "الترامبية" تنفجر في لبنان ما هو السيناريو المتوقع لهذا الصيف؟

في وقت تغرق الصفحات بالتحليلات والمواقف حول زيارة الرئيس الاميركي الى المملكة السعودية، وانعكاساتها على لبنان تبدو الساحة هنا بعيدة عن مفاعيلها المباشرة بل كل ما يحكى هو تأثّرها "عن بُعد" وما يمكن قراءته لا ينفصل عن مجمل القضايا في المنطقة، بل تدور التساؤلات عن قدرة لبنان على الانخراط في المسارات الجديدة التي ترسمها المفاوضات القائمة وإعادة تموضعه داخلها.

وبالعودة الى زيارة ترامب الى المنطقة والوفد المرافق له والذي يضم رؤساء شركات كبرى ومستثمرين بارزين، في دلالة على تحوّل في التركيز من الشؤون السياسية إلى ملف الاقتصاد والاستثمار وعقد شراكات اقتصادية ضخمة في الخليج، ترى اوساط متابعة ان الزيارة وان كانت تحمل طابعا اقتصاديا الا ان ابعادها السياسية سترخي بظلالها على المنطقة، وان لبنان مقبل على فترة رخاء مع التحولات الاقليمية والتفاهمات الجديدة ستنعكس ايجابيا على مختلف القطاعات، تزامنا مع الترتيبات التي ستنبثق في المدى المنظور عن التفاهم الاميركي الايراني اذا ما تم، كما ارساء الحرب في اليمن والتسوية بين حماس واسرائيل في آخر المطاف.

من جهة اخرى، لا بد من النظر بتمعّن الى ما ستؤول اليه الامور ما بعد زيارة ترامب الى المنطقة واستثنائه اسرائيل من تلك الزيارة، وتخشى المصادر عينها من استمرار نتنياهو بإحاطة نفسه بمتاريس الحرب للهروب الى الامام، وكرد فعل على تهميشه من قرارات ترامب بالاضافة الى تعاظم الضغوط الشعبية والقضائية ضده، ويظهر مزيدا من الرعونة في التفلت من ضغوطات واشنطن وقيادة التفجير وحده بذريعة امن اسرائيل، ومخابئ سلاح حزب الله النوعي منه والدقيق حتى شمال الليطاني ويستمر بحربه على حماس في غزة حتى بعد تسليم الاسرى ومن دون غطاء اميركي، والهواجس من تفجير غضبه بتصعيد عسكري في اكثر النقاط سخونة وافتعال التوتر كرد فعل متهور لاثبات فعالية قراراته امام الداخل الاسرائيلي اولا، في حين لا تبدو المواقف الاميركية متشددة حياله بمواجهة عملياته في لبنان، بل ان بقاءه منضبط تحت سقف الحرب الشاملة وعدم شنّ هجمات مدوية تطال مطار بيروت او اي مرفق حيوي آخر هو مطلبها فقط.

فهل يبقى نتنياهو منضبطاً ام سيكون على العهد الجديد مواجهة حرب اسرائيلية استباقية بذرائع منها: حصول اشتباك موضعي على الحدود بدعوى تحركات جديدة ومنشآت لحزب الله ما يشكل صاعقاً يفجر تصعيداً شاملاً.

ليبانون فايلز - هيلدا المعدراني