"السيناريو المخيف".. ماذا لو اندلعت حرب نووية بين الهند وباكستان؟
رياح ترامب في الشّرق الأوسط تخيّب آمال سفن نتنياهو
لم يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادراً على إخفاء إحباطه من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران عقب إطلاق مفاوضات معها، فيما كان يُمنّي نفسه بالحصول على ضوء أخضر ودعم كامل لشنّ ضربات على المنشآت النووية.
جاء إحباط نتنياهو بعد صدمته بقرار ترامب الدخول في مفاوضات مع طهران الشهر الماضي، عندما وصل إلى واشنطن من أجل الحصول على الضوء الأخضر الأميركي لعمل عسكري، وإذ به يرتطم بقرار المفاوضات.
مع انعقاد 3 جولات من المفاوضات، وقرب انعقاد الجولة الرابعة، وسط بعض المؤشّرات الإيجابية إلى تقدُّمها، يبدو أنّ نتنياهو لم يعد يخفي إحباطه من ترامب وبدأ يهمس بذلك للمقرّبين. وفي هذا الإطار كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنّ نتنياهو خلال محادثات مغلقة في إسرائيل عبّر عن إحباطه من خطوات ترامب بالشرق الأوسط، وشكا لمقرّبيه من أنّ ترامب يقول “الأمور الصحيحة” خلال اللقاءات والمكالمات الهاتفية، لا سيما في ما يتعلّق بإيران وسوريا، إلّا أنّ خطواته العمليّة لا تتطابق مع تصريحاته، وأنّ نتنياهو لم يكن راضياً عن قرار ترامب بدء مفاوضات مع إيران، والتنازلات التي كانت إدارته تنوي تقديمها للإيرانيين في نقاط معيّنة.
لا يقتصر قلق نتنياهو على الملفّ الإيرانيّ وإن كان يحتلّ الصدارة، اذ يقلقه الدعم الكبير الذي يقدّمه ترامب لنظيره رجب طيب إردوغان، في تعزيز قبضته على سوريا، والتغييرات التي أجراها في إدارته، وتحديداً إقالة مستشار الأمن القومي مايكل والتز من منصبه، في ضوء “اتّصالاته المكثّفة” معه وتوافقه في شأن ضرورة القيام بعمل عسكري في إيران.
إسرائيل تفتقد أدوات الضّغط
نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطّلعة أنّ ترامب يشعر بأنّ نتنياهو يتلاعب به لدفعه إلى الحرب مع إيران، وأنّ نتنياهو سعى إلى ذلك من خلال اتّصالاته مع والتز، وهذا ما قد يفسّر ما صرّح به ترامب سابقاً من أنّه لن يسمح لنتنياهو بجرّه لحرب مع إيران.
على الرغم من التنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتّحدة، يرى الكاتب أنّ التوتّرات لا تزال قائمة بين الطرفين، معتبرة أنّ المحادثات مع إيران وقرار سحب القوّات الأميركية من سوريا والتقارب الأميركي مع تركيا هي بعض الأدلّة على هذه التوتّرات، وإقالة والتز وتراجع مكانته لا يشكّلان خبراً طيّباً بالنسبة لإسرائيل لأنّه كان مؤيّداً لإسرائيل بشكل كامل.
لخّص داني أيالون، سفير إسرائيل السابق في واشنطن، طبيعة الموقف من الملفّ الإيراني بالقول: “يفضّل ترامب حلّاً سياسياً مع إيران، وبالمقابل إسرائيل لا تملك أدوات للضغط عليه لتغيير مساره”.
يبدو أنّ الإحباط لم يقتصر على نتنياهو فقط، بل طال غالبيّة الإسرائيليين، إذ كشفت نتائج استطلاع رأي نشرته صحيفة “معاريف” في 2 أيّار أنّ 61% من الإسرائيليين غير متفائلين بنتائج المفاوضات الأميركية الإسرائيلية، بينما يرى 41% أنّ المفاوضات لن تؤدّي لأيّ شيء، والوضع القائم سيستمرّ.
تزامن هذا التشاؤم مع تقديرات المنظومة الأمنيّة الإسرائيلية أنّ فرص توقيع اتّفاق بشأن الملف النوويّ أعلى من عدمه، بعكس التقويم السائد في إسرائيل سابقاً بأنّ فرص توقيع الاتّفاق ضئيلة.
تترقّب إسرائيل جولة ترامب في المنطقة وما سيحقّقه، سواء في ملفّ تطبيع العلاقات مع السعودية، وقدرته على التأثير على الموقف السعودي بهذا الشأن، إضافة إلى العلاقات مع بعض الدول في المنطقة التي هاجمها نتنياهو أخيراً، مثل قطر وتركيا، والتي تحظى بدعم وإشادة من ترامب، والحرب على غزّة.
قلق من السعودية..
بدأت تظهر في الأروقة الإسرائيلية ملامح القلق ممّا سمّته “محور واشنطن – الرياض” الذي قالت عنه وسائل إعلام عبرية إنّه يعمل متجاوزاً إسرائيل ومحدّداتها، خاصّة في ظلّ سعي ترامب إلى تحقيق إنجازات فوريّة.
أشار آفي كالو، الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أنّه “تماشياً مع رؤيته لربط النفوذ بالثروة، يتبوّأ الشرق الأوسط مكانة محورية في جدول أعمال ترامب، ومن المتوقّع أن تركّز زيارته الأولى للمنطقة على السعودية والإمارات، الحليفتين الغنيّتين لواشنطن”.
أوضح أنّه “من الناحية الظاهرية، تبدو زيارة ترامب المقبلة للرياض قصّة نجاح أخرى، ومن المتوقّع أن يتضمّن الإعلان عن شرائها أسلحة أميركية بقيمة تريليون دولار تقريباً، وهو ما يشكّل تحدّياً للتفوّق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، أبعد من ذلك، إذ تكمن المفاجأة الحقيقية في استعداد البيت الأبيض لمساعدة المملكة في تطوير قدرات نووية مدنيّة على أراضيها، ويتوقّع أن تزيد هذه التفاهمات من احتماليّة سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط”.
أكّد أنّ “هناك محوراً متمركزاً بين واشنطن والرياض يعمل فوق رأس تل أبيب، وبعدما كان الموقف الأميركي التقليدي، بما في ذلك موقف إدارة ترامب الأولى، يرى أنّ التقدّم في المجال النووي المدني في المملكة يتطلّب التطبيع مع إسرائيل، فإنّه الآن، انطلاقاً من السعي إلى تحقيق إنجازات فوريّة من جهة، وتشكُّكه في نيّات تل أبيب إنهاء الحرب من جهة أخرى، يسعى جاهداً لتجاوزها، بطريقة قد تضرّ بمصالحها على المدى الطويل وبجهود التطبيع، مع أنّ الزيارة قد تُعزّز مجدّداً مفاوضات صفقة الرهائن”.
ثمن باهظ
هذا الاختلاف الثانوي، إن جاز لنا القول، في الرؤية بين ترامب ونتنياهو لا يعني بالضرورة تخلّي واشنطن عن تل أبيب، وإن كانت الأمور تُرى بمنظار مختلف، لكنّ ذلك لن يمنع نتنياهو من القيام بأيّ مغامرات من شأنها تفجير الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وإذا كان نتنياهو حاليّاً مردوعاً من ترامب لأنّه يوفّر له غطاء سياسياً وعسكرياً وماليّاً لحروبه في المنطقة، فلن يمنعه ذلك من تفجير المنطقة، وهو الذي أطلق تصريحات هدّد فيها بضرب إيران مباشرة في الوقت والمكان المناسبين، عقب إطلاق جماعة الحوثيين صاروخاً سقط في مطار بن غوريون في تل أبيب.
نقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ “إسرائيل تريد نقل رسالة لدول المحور، خاصّة إيران، بأنّ لقصف مطار بن غوريون ثمناً باهظاً”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|