سوريا : معرّة النعمان تكشف فصول الرعب... مقبرة جماعية داخل مبنى أمني! (صور)
قاسم المذهبي المتسلّط على الدولة
تميّزت كلمة الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بثلاثة محاور أحدها يتعلق بما يسمى المقاومة، والمحوران الآخران مذهبيان بشكل يوحي أن "الحزب" بدأ يتخلى عن شعارات الوحدة الوهمية ويعود أدراجه نحو المذهبية.
حمل اسم المناسبة "التجمع الفاطمي" بمناسبة ما يقول شيعة إيران إنه مناسبة ميلاد السيدة فاطمة الزهراء، الذي اختاره مرشد الثورة الإيرانية المؤسس الخميني "يوم المرأة العالمي".
وفي المعاني المذهبية لقاسم وصفه للسيدة فاطمة بأنها "هي صاحبة الموقف، حيث وقفت في المسجد بين المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتصحّح المسار، وتعلن الموقف الحقيقي من الخلافة".
استكمل نعيم قاسم مساره المذهبي عندما قال: "عندما يقول برّاك إنه يريد ضم لبنان إلى سوريا، ليست المرة الأولى، من الأول كان يقول: "يجب أن تكون هناك البلاد الشامية الواحدة". والآن عاد وكرّرها. لكن انتبهوا... براك يريد ضم لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر. إعرفوا من سيَبقى ومن لن يبقى. هذا مشروع خطير جدًّا.. انتبهوا يا جماعة! المشروع خطير جدًّا، ممكن ألا يبقى لبنان...".
تحدث نعيم قاسم في مناسبة مفتعلة (ميلاد السيدة فاطمة الزهراء) وفي تجمع يحمل اسم "فاطميون" الذي يذكر أيضًا باسم الميليشيات المعروفة بهذا الاسم، بينما الاحتفال همو للذراع النسائي في "حزب الله"، أي أنه يُفترض أن يحمل اسم "فاطميات" كون المناسبة مخصصة للنساء.
تناول نعيم قاسم مسألة الخلافة وما نشأ عنها من صراع استدعى أن يعتبر الشيعة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان غير شرعية مع ما نتج عن ذلك من انحرافات وصراعات، في موقف يكشف أن "الحزب" يستعدّ في المرحلة المقبلة للتخلي عن خطابه الوحدوي المصطنع ليعتمد الخطاب الشيعي المكشوف.
وضع قاسم السيدة فاطمة في معسكر الخلاف بين المسلمين بينما هي شخصية جامعة لدى جميع المذاهب، وهذا أيضًا من باب التحضير المذهبي لـ "الحزب".
البعد المذهبي الإضافي في خطاب نعيم قاسم كان حديثه عن أن المبعوث الأميركي توم "براك يريد ضم لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر. اعرفوا من سيَبقى ومن لن يبقى. هذا مشروع خطير جدًّا.. انتبهوا يا جماعة! المشروع خطير جدًّا، ممكن ألا يبقى لبنان..".
يستدعي نعيم قاسم بهذا الخطاب الأقليات ويضع الشيعة في مواجهة السنة، ولو لم يذكرهم، غير أنه يتحدث عن ضياع الأقليات في البحر السني الكبير، وهنا أصبح "حزب الله" يريد التمسك بلبنان باعتباره ملجأً للأقليات، يمكن الاستفراد بسنته من خلال منعهم من التفاعل مع سنة الشام.
مما تقدّم يتضح أنّ سلاح "الحزب" أصبح سلاحًا شيعيًا حزبيًا في وجه السنة خصوصًا وفي وجه بقية اللبنانيين عمومًا، خاصة بعد أن أعطى نعيم قاسم الأمان لمستوطني شمال فلسطين، ولهذا يصبح الحديث عن السلاح باسم المقاومة ساقطًا.
هاجم قاسم طرح حصرية السلاح معتبرًا أنها "بالصيغة التي تُطرح الآن مطلب أميركي إسرائيلي. يكفي أن نُخفي على بعضنا البعض، يقولون "نحن اللبنانيين نريد حصرية السلاح، نحن طرحنا حصرية السلاح، ليس لها علاقة، تقاطع الأمر"، كلنا نعرف أن هذا المطلب، بصيغته التي تسمى "نزع سلاح المقاومة".
ومع هذا الانحدار المذهبي يحاول "حزب الله" سلب الدولة ما تبقى من أموال عن طريق مجلسي الوزراء والنواب تحت عنوان إغاثة البيئة الشيعية المنكوبة.
يحاول "حزب الله" تحميل دافعي الضرائب اللبنانيين عبء إعادة بناء القرى التي ساهم في تدميرها، بينما عبّر الشعب عن رأيه: عائدات الضرائب ملكٌ للشعب، ويجب توجيهها نحو النمو الاقتصادي والازدهار، لا إلى جيوب "الحزب".
يضرب "الحزب" مواقع المال في الدولة، وهو مُنهك ماليًا وغير قادر على إعالة الأسر التي دُمّرت منازلها بسبب مغامراته.
والسؤال الكبير الآن: ماذا سيفعل ضحايا الحرب الشيعة هذا العام؟ لقد نفدت أموال إيران و"حزب الله"، ولم يبقَ من يُساعدهم.
والواقع أن أفضل سبل خلاص الشيعة إغلاق المؤسسات الرديفة من العسكر حتى "القرض الحسن"، لأن إغلاق هذا القرض غير الحسن هو المدخل للمساعدات الأميركية والعربية، والضربات الإسرائيلية مرتبطة بها، واتفاق صندوق النقد الدولي مرهون بها، كما أن تعافي البلاد ونموها يتطلبان نزع سلاح "حزب الله" وإغلاق ذراعه المالي، جمعية "قرض الحسن".
يجب ألا تسمح الحكومة لـ "الحزب" أو الجمعية بالإفلات من المساءلة بمجرد تغيير اسمها أو تغيير علامتها التجارية.
إن المنظمة التي عملت بشكل غير قانوني وتهربت من الضرائب لسنوات ليس لها إلا نتيجة واحدة صحيحة: الإغلاق والمقاضاة القانونية للمسؤولين عنها.
وبينما يلعب الرئيس نبيه بري في الوقت الضائع بقانون الانتخاب فإنه يغامر بشكل خطر بسلامة الحياة السياسية في لبنان، مع رسوخ قناعة دولية ومحلية بأن عليه أن يستقيل ويختصر مخاض التغيير الآتي لا محالة
أحمد الايوبي -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|