5 ميزات مخفية في "أبل كاربلاي" قد تغيّر تجربة قيادتك للسيارة
"حوار متقدّم" بين الحزب والوطني الحر.. هل يشهد تشرين الثاني اتفاقا جديدا؟
تشهد الكواليس السياسية في بيروت حركة غير معلنة بين حزب الله و"التيار الوطني الحر"، تعكس رغبة الطرفين بإعادة قراءة العلاقة ، التي اهتزت خلال السنوات الماضية.
ورغم أن الحوار لا يزال "هادئاً وناعماً"، تؤكد معطيات لـ"الديار" أنّه جدي ويفتح الباب أمام تفاهم انتخابي واسع أو محدود، بحسب ما تفرضه موازين القوى. كما تفيد المعطيات ايضا ، ان العمل يركز على إنجاز نمط جديد للتفاهم او التحالف بين "التيار" و"الحزب"، خلال ما تبقى من تشرين الثاني الجاري!
حرارة الاتصال ترتفع
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع على الاجتماعات الجارية بين الطرفين لـ"الديار"، :"انّ التواصل بدأ عبر قنوات تنظيمية، قبل أن ينتقل إلى مستويات سياسية رفيعة".
وفي أحد الاجتماعات، بحسب المعلومات، قال مسؤول كبير في "التيار" خلال نقاش صريح: "لا نطلب العودة إلى تفاهم مار مخايل، لكن لا مصلحة لنا ولا لكم في القطيعة. الانتخابات بحاجة إلى عقل بارد وحسابات دقيقة".
وردّ عليه مسؤول بارز في حزب الله قائلاً: "نحن لسنا في موقع كسر أحد، ولا نريد خسارة حليف تاريخي. نحن نبحث عن صيغة واقعية تُريح الطرفين وتمنع سقوط التمثيل".
هذه النبرة المتبادلة تعكس، بحسب الاوساط، توجهاً جدياً نحو إعادة تنظيم العلاقة، بدل تركها تتآكل تدريجياً.
خسارة الساحة المسيحية ؟
شخصية مركزية في التيار الوطني الحر شاركت في أحد الاجتماعات تقول لـ"الديار": "نحن ندخل الانتخابات في ظرف صعب. التيار ليس كما كان في 2018. لذلك نحتاج إلى تفاهمات تمنع الضرب تحت الحزام في الدوائر الحساسة". وتضيف الشخصية نفسها: "هناك جمهور مسيحي يتأثر بمواقفنا من المقاومة. نريد أن نطمئن هذا الجمهور أننا لسنا في جيب أحد، لكننا أيضاً لا نذهب إلى الانتحار الانتخابي".
وتشير المعلومات إلى أنّ "التيار يخشى خسارة مقاعد أساسية في بعبدا، جزين، المتن الجنوبي، زحلة، جبيل، لذلك يتعامل ببراغماتية عالية مع الحوار".
"وقف محاولات العزل"
في المقابل، يشير مسؤول سياسي واسع الاطلاع داخل حزب الله ، خلال جلسة تقييم داخلية الى ان: "الضغط علينا كبير، وهناك مشروع واضح لعزل الحزب مسيحياً. نحن لا نستطيع ترك الساحة المسيحية بلا حليف وازن". ويضيف :" التيار لديه جمهور، ولديه حضور وتنظيم. قد تكون العلاقة صعبة، لكن الغياب الكامل للتيار لا يخدم الاستقرار السياسي ولا التوازن البرلماني".
وتفيد المعلومات ان الجو الداخلي للحزب يشير الى انه يقرأ المعركة المقبلة، باعتبارها معركة توازن ووجود داخل البرلمان، وليس مجرد انتخابات دورية.
دوائر حساسة
وعلى صعيد دوائر الانتخاب الحساسة بين البرتقالي والاصفر، يقول مسؤول في ماكينة انتخابية مشتركة سابقاً بين الطرفين لـ"الديار": "بعض الدوائر لا تُحسم إلا بأصوات متبادلة. لسنا في 2018، والخصوم أقوى. التنسيق في بعبدا وجزين وزحلة بات مسألة ضرورة لا خيار".
وتكشف المعلومات أنّ النقاش بين الجانبين بات يشمل: نسب الاقتراع، حجم الماكينات، كيفية توزيع الأصوات التفضيلية، وإمكان رسم لوائح مشتركة في دائرة أو اثنتين على الأقل.
السلاح والنقاش الهادئ
وعلى صعيد السلاح، يؤكّد مصدر سياسي شارك في الاجتماعات أنّ ملف سلاح حزب الله "حاضر ولكن بلا توتر". ويقول : " التيار لم يعد يطرح هذا الملف بروحية المواجهة، بل يريد صياغة تقارب جديدة حول موقع السلاح ضمن رؤية دفاعية. الحزب لا يعد بشيء، ولكنه يستمع".
الحزب من جهته يعتبر أنّ: "هذا النقاش يجب أن يبقى بعيداً من المزايدات الانتخابية. الملف أكبر من أي استحقاق، لكن لا مانع من حوار جدي ومفتوح".
سيناريوهات اربعة!
وتشير المعلومات الى ان الحوار الدائر اليوم يدور حول أربعة مسارات محتملة:
1- السيناريو الأول: تفاهم انتخابي موضعي (الأرجح). ويقول مسؤول في التيار لـ"الديار":
"نحن منفتحون على تفاهم موضعي في بعبدا وجزين وربما زحلة، شرط الحفاظ على استقلالية الخطاب".
ومن داخل الحزب، يقول مسؤول انتخابي معني : "نحن نسهّل ولا نفرض، التفاهم الموضعـي مريح للطرفين".
2- السيناريو الثاني: تحالف رمادي ! يكشف المعنيون في الطرفين :"قد يُعلن كل طرف أنه غير متحالف، لكن على الأرض يكون التنسيق كاملاً".
3- السيناريو الثالث: "مار مخايل 2"! ، يقول مسؤول في التيار بوضوح عن احتمال ان يكون السيناريو الثالث شبيه بمار مخايل 1: "التيار لا يرفض تفاهما جديدا، لكن بشروط جديدة لا تشبه 2006".
بدوره، مسؤول في الحزب يرى ان "كل شيء قابل للنقاش لكن ليس الآن، وكل خطوة تحتاج إلى بيئة سياسية مناسبة".
4- السيناريو الرابع فشل الحوار وعودة القطيعة. ترجح اوساط الطرفين انه سيناريو مستبعد للاسباب المنطقية والموضوعية، التي تفرض التفاهم ولو بأي شكل بين الطرفين.
صيغة جديدة
وتخلص كل الشهادات التي حصلت عليها "الديار"، أنّ العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر لن تعود كما كانت، ولكنها لن تسقط أيضاً. الطرفان يقتربان من صيغة جديدة للمرحلة المقبلة، عنوانها الأساسي: "لا خصومة… ولا تحالف كامل، بل تعاون بقدر ما تقتضيه المعركة الانتخابية".
وفي انتظار بلورة الحل النهائي، تظلّ الانتخابات المقبلة ميدان الاختبار الأكبر لهذه العلاقة، التي يبدو أنها تدخل مرحلة "إعادة تشكيل" هادئة وواقعية.
علي ضاحي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|