الصحافة

ناشطون يُطلقون "إعلان جبل العرب": "خارطة طريق" دمشق هي الأصلح لحلّ الأزمة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انفجرت الأزمة في السويداء يوم 13 تموز الفائت، على وقع اشتباكات دارت بين فصائل مسلحة درزية من جهة، ومن جهة أخرى بين عشائر البدو الذين يسكنون أطراف المدينة، ويشكلون نحو 5% من إجمالي سكانها. وقد جاء تدخل القوات الحكومية على نحو غير محسوب، حيث أدى إلى تدخل عسكري اسرائيلي بدأ يوم 15 تموز، بضرب أرتال القوات الحكومية في محيط المدينة، قبيل أن يصل في اليوم التالي إلى قلب دمشق، التي شهدت استهداف مبنيي وزارة الدفاع والأركان السوريتين.

وبعد ذلك، شهدت المدينة تحت زعامة الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز شيوخ عقل الطائفة الدرزية، تصعيدا كبيرا ضد حكومة دمشق، حيث دعا في يوم 30 آب الفائت إلى «استقلال الجنوب السوري» عن الدولة السورية، ثم أتبع ذلك بالعديد من الخطوات، حيث اعلن عن تأسيس «الحرس الوطني». وعندما أعلنت دمشق يوم 16 أيلول المنصرم عن «خارطة الطريق» لحل الأزمة مع المحافظة الجنوبية، أعلن الشيخ الهجري عن رفضه بشكل قاطع، مؤكدا على أن «خيار الإنفصال هو الذي يجسد طموح الغالبية الساحقة لأهل السويداء».

وقبيل نحو عشرة أيام، استعادت المحافظة أجواء التوتر التي عاشتها منتصف شهر تموز الماضي، عبر اندلاع العديد من الإشتباكات في محيط المدينة، التي كان أعنفها الذي حصل يوم الجمعة الفائت. وفي اتصال مع «الديار»، أكد الناشط الحقوقي جميل حاتم أن «أكثر من 200 عنصر كانوا قد انطلقوا من حوران يوم الجمعة، لدعم القوات الحكومية المتمركزة في قرى : ريمة و حازم و المزرعة و ولغا»، وأضاف «نحن لا نعتقد أن الرئيس الشرع هو من وجه عناصره، خاصة بعد تعهداته للغرب بأنه سيحمي الأقليات، ولعله غير مسيطر تماما على كل التفاصيل».

أعلن ناشطون ومثقفون من السويداء يوم الجمعة الفائت، عن مبادرة تحمل اسم «إعلان جبل العرب»، التي احتوت على بنود عديدة، لكن ناشطين فيها ذكروا أن المبادرة «تهدف لإطلاق مسار وطني، يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الإنتقالية، واحترام التنوع في المحافظة»، وقد أكد نص المبادرة، الذي جرى نشره على مواقع إعلامية عدة، على أن السلطات في دمشق «تتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية ما جرى من انتهاكات بحق المدنيين العزل في السويداء». وأكدت المبادرة على «إدانة كل أشكال العنف والتطرف من كل الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء»، كما شددت على «الرفض القاطع لكل التدخلات الأجنبية، ورفع الأعلام الأجنبية، ولا سيما علم «اسرائيل»، التي تدعي حماية الجنوب، وهي العدو التاريخي للشعب السوري».

وأشارت المبادرة ايضا إلى إن «خريطة الطريق»، التي أقرتها الحكومة السورية بالتشارك مع نظيرتها الأردنية، حيث تمثل نقطة انطلاق حقيقية لحل الأزمة في الجنوب، لكنها شددت في بنود أخرى، على وجوب «الإفراج الفوري عن جميع المخطوفين والمخطوفات، وعلى ضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصي الحقائق الدولية في توثيق الإنتهاكات ضد المدنيين، وتأمين عودة النازحين إلى منازلهم بشكل آمن، والبدء بإعادة إعمار المنازل المدمرة، وترميم البنى التحتية»، وصولا إلى «تأمين طريق دمشق - السويداء»، الذي يمثل الشريان الحيوي الوحيد للمدينة، التي باتت في وضعية هي أقرب للحصار، بعد رفض الأردن للعب ذلك الدور، في الوقت الذي نظر فيه غالبية الدروز في لبنان بعين الريبة، لسقوف الطروحات العالية التي شهدتها المحافظة بعد أحداثها الدامية في شهر تموز الفائت.

أثارت «المبادرة» لغطا واسعا في أوساط الطائفة الدرزية في السويداء، ففي الوقت الذي أشارت فيه صفحات محلية إلى إن عدد الموقعين عليها كان 102 مثقف وناشط، إلا إن صفحات أخرى ذكرت أن «العديد من هؤلاء لم يكن لديهم علم بالبيان الذي وقعوا عليه».

وقد ذكر الناشط أدهم الطويل في منشور له أن «70 اسما من أصل الـ102 اسم، قد تواصلوا بشكل مباشر مع الصفحة التي نشرت الخبر، ليؤكدوا عدم علمهم بالبيان، ونفيهم لأي علاقة تربطهم به». كما ذكر الطويل في منشور لاحق أن من «صاغ البيان كانوا ثمانية : جمال الشوفي - صالح النبواني - مهيب صالحة - سعيد الغضبان - سميح العوام - وليد النبواني - رائد صادق - ومروان حمزة»، وهؤلاء هم الذين يقفون وراء إدراج الأسماء، التي قيل أنها وقعت على المبادرة».

أما الناشط جميل حاتم قال لـ«الديار» إن «حوالي 10 نشطاء اجتمعوا وكتبوا الإعلان المذكور، وأضافوا أسماء أصدقائهم ممن كانوا يلتقون معهم في ساحة الكرامة».

قد يكون من الطبيعي أن تثير مبادرة من هذا النوع الكثير من اللغط حولها، وقد يكون من الطبيعي أن يعلن البعض «براءته» منها، انطلاقا من المناخات التي سادت في المحافظة على امتداد الأشهر الثلاثة، والتي تقول بـ«تخوين» أي خطاب من هذا النوع.

فالصراع الآن يتمحور حول مشروعين: الأول «بالإنفصال عن الجسد السوري»، والثاني «بانتماء هذا الفرع لذاك الأصل». ولعل من المؤكد القول الآن، أن «بذرة» هذا المشروع الأخير قد «أنتشت»، وقد يلزمها بعض الوقت لكي تستطيع ترسيخ جذورها تماما، تمهيدا لكي تكون غرسة قادرة على مواجهة ما ينتظرها. لكن السؤال يبقى عن «الأصل»، وما هو فاعل في مسعى «فرعه الأصيل» إليه؟

عبد المنعم علي عيسى-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا