الصحافة

ابن سلمان يدخل البيت الأبيض بأوراق قوة.. يحتاجها ترامب للسلام إذا أقنع نتانياهو

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من الطبيعي ان يستحوذ استقبال رئيس الولايات المتحدة الأميركية في البيت الابيض، لولي العهد السعودي، على الاهتمام الدولي، نظرا لما للمملكة من وزن سياسي واقتصادي... في المعادلتين الدولية والإقليمية..

لكن اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يحمل أبعادا متعددة تجعله لقاء مفصليا في مرحلة أزمات وحروب وتسويات إقليمية ودولية، لكل من ترامب وبن سلمان تأثير فيها أو عليها، سيما أن الرجلين يسعيان كلّ من موقعه نحو تحقيق السلام المتباين بينهما، نظرا لموقعيهما في المعادلة الدولية ..

باختصار ، ترامب يؤمن بنظرية وهي، أن حروبه توصل إلى السلام ولذلك كانت الضربة الأميركية في إيران هي التي أوقفت الحرب استعدادا لسلام مجهول المصير حتى الآن، أي وفق نظرية الفيلسوف رينيه ديكارت، التي تقول بـ"الشك الموصل إلى اليقين"، والأمير محمد بن سلمان ينطلق من خلفية دينية حول علاقة العدل بالسلام، لأن العدل يضمن استقرار المجتمع ويمنع الظلم الذي هو مصدر الاضطراب والصراع. لذلك، فالعدل هو الطريق لتحقيق السلام والأمن، وهو ما يطبقه منذ توليه منصبه كولي عهد، ويسعى إليه بنوع خاص حيال الشعب الفلسطيني ..

فلقاء أقطاب الكرة الأرضية في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي، لن يمر دون تفاهم يقلق إسرائيل، إذ ان ترامب وفق حركته، بات أكبر من رئيس الولايات المتحدة الأميركية ولمحور تدور في فلكه دول عدة، مع دعمه المميز لإسرائيل، وهو يعمل لصياغة عالم اقتصادي جديد يكون في خدمة واشنطن، ويستعد لإنجاز سلام في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من حسم العلاقة الغامضة مع ايران، وصولا إلى تحقيق حل للقضية الفلسطينية..

ولذلك طلب ترامب من رئيس دولة إسرائيل اسحاق هرتزوغ ، وقف محاكمة رئيس حكومة بلاده بنيامين نتانياهو، بهدف تخفيف الضغط عنه بينما تتراجع ديناميته العسكرية، و لتحضيره لاتفاقيات وتفاهمات وسلام في المنطقة، كما لا يصح أن ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع مع كل ما له من تاريخ في مسيرته "الجهادية"، ويبقى حليفه "بيبي" خاضعا للمحاكمة ...

وفي المقابل، لولي العهد السعودي كقطب دولي ولديه منذ توليه مسؤوليته حتى الان، تاريخ غني بالمواقف والمبادرات، فهو الذي توجه مباشرة الى روسيا للاستعانة بها لمشروع نووي بعد الاتفاق الذي عقدته واشنطن + الدول الخمس مع ايران للحد من مشروعها النووي الذي لم يقتنع به الامير محمد بن سلمان حينها كوزير للدفاع ، ثم هو الامير الذي عقد اتفاقا عسكريا مع اليونان ،للحصول على قواعد باتريوت ، عندما تلكأت واشنطن في الدفاع عن الامن القومي للمملكة من صواريخ الممانعة ، وهو الامير الذي زاره الرئيس الاميركي السابق جو بايدن طالبا منه ،رفع استخراج النفط نصف مليون برميل يوميا بهدف استفادة واشنطن من ذلك ،فرد بان لا تقنية لذلك ، مسجلا هدفا على بايدن الذي تساهل مع ايران ورفع الحوثيين عن لائحة الارهاب، اضافة الى تأهيل ولي العهد السعودي ,للرئيس السوري احمد الشرع وتهذيب " افكاره السياسية " وتقديمه لترامب والعالم في حلة جديدة ...

اذا الامير محمد بن سلمان لن يؤخذ باطراء ترامب تجاهه ، وهو الذي مد جسورا مع روسيا والصين وعمل على وساطة بين الرئيسن فلاديمير بوتين وفلوديمر زلنسكي، وعقد اتفاقا بين السعودية وايران.. وصولا حتى الاتفاق العسكري بين السعودية وبين باكستان النووية، التي تراهن عليها واشنطن لتطويق الهند حليفة اسرائيل ، اذ خط بن سلمان نهجا لمصلحة بلاده لا يتناقض مع علاقته التاريخية والمستقبلية مع الولايات المتحدة الاميركية وما لها من دور وموقع في المعادلة الدولية..

حكما ،يعي الامير محمد بن سلمان عمق وظاهر وخلفيات الدعم الاميركي لاسرائيل ،و بأن حصول بلاده على طائرات F 35 ، التي يعارضها نتانياهو ،لا يعني بأن السعودية ستتسلح لتقاتل اسرائيل ،لان ثمة عقيدة رسختها الادارة الاميركية منذ العام ١٩٧٣ بألا يصل دعم واشنطن لأي دولة الى حد تقدمها على قدرات تل أبيب، لكن بعد الاعتداء الاسرائيلي على الدوحة ، لا يسقط مسؤول حذر في مصاف الامير محمد بن سلمان ، بأن بلاده امام خطي نار يتوزعان بين اسرائيل وايران وعليه تأمين ما امكن من قدرات لتعزيز قوات السعودية عسكريا، رغم ايمانه بالسلام العادل وتجنب الحروب.

لكن الرئيس الاميركي القوي ، سيكون امام استقبال ولي عهد سعودي ذي شخصية قوية وقيادية و لديه نهجه ومبادراته، بحيث سيدخل البيت الابيض مسجلا هدفا على الثنائي ترامب -نتانياهو ، بتوصل محمد بن سلمان من تحفيز ١٥٧ دولة في الامم المتحدة ،للاعتراف بدولة فلسطين ،بعد مواجهة قوية قادتها السعودية ،في مقابل تحالف واشنطن -تل ابيب لاسقاط هذا القرار ..

فلا يستطيع ولي العهد السعودي ،بقيادته للعالمين الاسلامي والعربي سوى الضغط باتجاه تأمين الحق الفلسطيني بالدرجة الاولى بأبعاده المحقة والانسانية، في مقابل حاجة الثنائي ترامب -نتانياهو لأن يكون شريكا وداعما لخطوة اليوم التالي في غزة ومنطقة الشرق الاوسط، كي تنتقل المنطقة إلى مرحلة الهدوء ومن ثم السلام، خصوصل أن للسعودية دورا محوريا اذا دخلت سياسيا -اقتصاديا -عسكريا على خط اليوم التالي في غزة وكذلك اعادة الاعمار ...

اما التطبيع مع اسرائيل، الذي يأمله ترامب من ولي العهد السعودي، فدونه شروط سعودية، نظرا لما تحمله هذه الخطوة من فوائد لدولة اسرائيل، في مقابل عدم حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، اذ خارج ملف غزة واعادة بنائها، ربما يكون للبنان حيز من الوقت في مسلسل لقاءات سياسية -اقتصادية بين ترامب وبن سلمان..

لكن حكما دخول المنطقة مرحلة التهدئة هو امر متوقع وفق مراقبين في واشنطن، لأن مغادرة اسرائيل ساحات الحرب يتطلب دورا اميركيا، بما من شأنه ان يدفع ترامب للتوجه نحو تفاهم واسع مع ولي العهد السعودي كشريك في السلام، وتجهيز نتانياهو كحليف حرب مع واشنطن للتحضر لسلام بزخم سعودي اميركي من شأنه الى جانب تهدئة المنطقة لعقود، أن يحاكي " ايغو" ترامب بالحصول على جائزة نوبل للسلام ، ليتفرغ نحو ملفات ساخنة في العالم اسوة بصراعه مع الصين ..

سيمون ابو فاضل- الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا