الصحافة

هل تقتنع إسرائيل بدور الشرع الأميركي؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حتى الساعة، لا تزال تُطرح الكثير من الأسئلة حول ​زيارة الرئيس السوري​ الإنتقالي ​أحمد الشرع​ (ابو محمد الجولاني) إلى الولايات المتحدة، لا سيما بالنسبة إلى اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً أن الملف الأبرز، الذي كان على بساط البحث، أي العلاقات مع إسرائيل، لم يشهد، بحسب المعطيات المتوفرة، أي تقدم يمكن التعويل عليه.

في المقابل، ليس تفصيلاً أن يبادر أن الموفد الأميركي توم براك، بعد ساعات من تأكيد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن الكلام عن "تلزيم" لبنان إلى سوريا ليس سوى مجرد كلام وشائعات، إلى الإعلان عن أن دمشق ستقوم الآن بـ"مساعدتنا بشكل فعال في مواجهة وتفكيك بقايا داعش و​الحرس الثوري الإيراني​ وحماس وحزب الله وغيرها من الشبكات الإرهابية"، إنطلاقاً من إلتزام الشرع، خلال لقائه مع ترامب، بالإنضام إلى التحالف الدولي ضد "داعش".

ما عبر عنه براك، بحسب مصادر سياسية متابعة، قد يكون مقدمة لتوسيع مهمة التحالف الدولي، بالرغم من العقبات التي قد يصطدم بها الأمر بسبب مواقف الكثير من أعضائه، لتشمل كل من الحرس الثوري الإيراني وحركة "حماس" و"حزب الله"، في الفترة المقبلة، وتؤكد أن واشنطن تريد من الشرع أن يؤدي دوراً على هذا الصعيد، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بما إذا كان ذلك يقتصر على الأراضي السوريّة، حيث سعى الرئيس السوري الإنتقالي، منذ لحظة وصوله إلى السلطة، إلى تقديم نفسه لاعباً في هذا المجال؟!.

هنا، تعتبر المصادر نفسها أن من الضروري التذكير بأن الشرع سعى، في العديد من المناسبات، إلى الحديث عن أن ما حصل في سوريا كان بمثابة ضربة إلى المحور الإيراني، بالتزامن مع توجيه مجموعة من الرسائل الإيجابية نحو إسرائيل، في حين كانت الأجهزة الأمنية التابعة له تعلن، بين الحين والآخر، عن ضبط عمليات تهريب أسلحة إلى لبنان، أو عن توقيف خلايا تابعة لـ"حزب الله"، بالرغم من أن الحزب أكد، في المقابل، أنه لم يعد له أي نشاط له داخل الأراضي السورية.

في هذا الإطار، لا يمكن تجاهل ما تحدث عنه براك عن "التحالف الموسع بين قطر والسعودية وتركيا، الداعم لعودة الدولة السورية الوطنية للمنطقة بأسرها"، بالتزامن مع حديثه عن أن اللقاء، الذي جمعه مع وزيري خارجية سوريا وتركيا أسعد الشيباني حقان فيدان، رسم المرحلة التالية من إطار العمل الأميركي التركي السوري، التي تشمل: ​إعادة تعريف العلاقات​ التركية السورية الإسرائيلية، تعزيز التوافق الذي يدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، مختلف قضايا الحدود اللبنانية، دمج "قوات سوريا الديمقراطية" في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري الجديد.

في هذا المجال، ترى مصادر سياسية أخرى، أن الجانب الأميركي لا يزال يسعى إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بالتوصل إلى تفاهم مع الرئيس السوري الإنتقالي، عبر تقديمه كجزء من تحالف محتمل على مستوى المنطقة، يضم مختلف القوى الإقليمية الفاعلة، إلا أن تل أبيب، على ما يبدو، لم تصل إلى مرحلة الإقتناع بذلك، أو من الممكن القول إنها ترى مصلحتها في مكان آخر، خصوصاً أنها بدأت تنظر إلى أنقرة على أنها تمثل خطراً إستراتيجياً.

من وجهة نظر هذه المصادر، إسرائيل، التي تعتبر أنها تمكنت من توجيه ضربات قاسية إلى المحور الذي تقوده طهران، لا تريد أن تكون شريكاً في آخر تلعب فيه تركيا دوراً رئيسياً، لا سيما أن العقل الإسرائيلي لم يخرج من إطار النظرة إلى الأمور وفق المصالح الأمنية، على عكس الإدارة الأميركية التي تقارب مختلف الملفات من منظار المصالح الإقتصادية، وبالتالي هي تعتبر أن مثل هذا التحالف من الممكن أن يحقق نتائج باهرة، مع العلم أنه داخل الولايات المتحدة نفسها من لا يوافق على هذه المقاربة.

في المحصلة، تشير المصادر نفسها إلى أن العنوان الأبرز، لزيارة الشرع إلى واشنطن، هو مجموعة من المهام التي يجب أن يقوم بها في المرحلة المقبلة، أي أنه لا يزال في فترة الإختبار الأميركي، لكنها تشدد على أن الأساس يبقى قدرته على تجاوز الإختبار الإسرائيلي، خصوصاً أن تل أبيب لا تزال تُصر على أن معادلة أن سوريا مقسمة هي الخيار الأفضل بالنسبة لها.

ماهر الخطيب -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا