الصحافة

أميركا للمسؤولين اللبنانيين: أنتم لم تفعلوا شيئاً وأحمد الشرع سينفّذ ما تكاسلتُم عنه...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في معرض تأكيده أن الأسبوع الجاري يمثّل نقطة تحول حاسمة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، وفي التحوّل اللافت لسوريا من العزلة الى الشراكة، أشار المبعوث الأميركي توم باراك الى أن سوريا ستساعد بنشاط الآن في مواجهة وتفكيك بقايا "داعش"، و"الحرس الثوري الإيراني"، و"حماس"، و"حزب الله"، والشبكات الأخرى، وستقف كشريك مُلتزم في الجهد العالمي لتأمين السلام.

عمليات سوريّة بقاعاً

فانطلاقاً من ذلك، الى أي مدى باتت السلطات اللبنانية السياسية والأمنية على حدّ سواء مُحرَجَة بالشقّ المتعلّق بحصر السلاح في لبنان بيد الدولة وحدها؟ والى أي مدى يقول باراك بلسان الولايات المتحدة الأميركية إن الرئيس السوري الموقَّت أحمد الشرع وحكومته وقواته المسلّحة، سيقومون هم جميعاً بما لم تفعله الدولة في لبنان منذ بداية العام الجاري بحدّ أدنى، على مستوى الملفات الأمنية والعسكرية؟

وماذا سيحلّ بلبنان في ما لو قامت القوات السورية بعمليات عسكرية بين الحين والآخر في البقاع اللبناني؟ ففي تلك الحالة، لن تنعم الدولة اللبنانية برعاية أو حماية أميركية كما يبدو بعد اليوم، ولا حتى بإسم الحفاظ على الاستقرار اللبناني، لأن التبرير الأميركي الفعلي لأي نشاط عسكري سوري مُحتَمَل في لبنان مستقبلاً سيكون أن دمشق تساعد واشنطن و"التحالف الدولي" على إرساء الاستقرار وتوفير الأمن.

تحوّل كبير جداً

أكد العميد المتقاعد جورج نادر أن "سيناريو التدخّل العسكري السوري في البقاع أو لبنان مستقبلاً لم يَعُد مستبعداً أبداً إذا نظرنا الى كلام توم برّاك. والحديث الأميركي عن أن سوريا ستساعد الولايات المتحدة الأميركية في محاربة "داعش" هو كلام مهمّ جداً، انطلاقاً من أن سوريا التي وُلِد فيها "داعش"، والجولاني أي أحمد الشرع الذي كان قريباً من "داعش"، سيحارب هذا التنظيم هو بذاته. فهذا تحوّل كبير جداً على صعيد الإسلام السياسي والفكر المتطرف. هذا الى جانب أن سوريا ستساعد أميركا أيضاً على محاربة أي فلول باقية لـ "الحرس الثوري" على الأراضي السورية. كما يمكن لسوريا أن تساعد بالأمن المرتبط بالحدود السورية - العراقية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "توم برّاك كان قال في وقت سابق إن لبنان دولة فاشلة، وإن اللبنانيين يتكلّمون ولا يفعلون. هذا الكلام جارح طبعاً، ولكنه منطقي وصحيح مع الأسف. فلطالما شددنا على وجوب أن تقوم السلطات اللبنانية بما هو واجب عليها، أي أن تكون هي صاحبة المبادرة بموضوع سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة. فهذا العمل ممكن، ولن يتسبّب بحرب أهلية، إذ لا أحد في لبنان يدعم "الحزب" بمسألة الاحتفاظ بسلاحه. وبالتالي، إذا كانت السلطات اللبنانية لا تريد القيام بهذا العمل، وإذا كان "حزب الله" لا يريد تسليم سلاحه رغم وجود قرار دولي وعربي بذلك، فما الذي يمكننا أن ننتظر حدوثه في لبنان بعد؟".

3 حلول لا رابع لها

وشدد نادر على أنه "كلّما تأخّرنا، كلّما تشعّب موضوع السلاح في لبنان أكثر، الى درجة أن سوريا باتت وكأنها شريكة في تطبيق القرارات الدولية التي لها علاقة بنا، بينما هي لم تحترم يوماً أي قرار دولي في الماضي".

وأضاف:"أين أصبحنا نحن منذ تاريخ وقف إطلاق النار العام الفائت وحتى اليوم؟ لدينا مئات الشهداء، وعمليات القصف المستمرة، فيما الرئيس السوري يدخل "البيت الأبيض" ويزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وإذا استمرّ هذا الواقع، فلن يكون مُستبعداً أبداً بعد دمج قوات سوريا الديموقراطية ("قسد") في الجيش السوري، أن يُطلَب منه التدخّل لضرب "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية، وهو ما سينفّذه السوريون في تلك الحالة. فالجغرافيا والديموغرافيا تتحكمان بالسياسة وبالحروب اللبنانية. ومن خلال الجغرافيا، يمكن لأحمد الشرع أن يتدخل في لبنان مستقبلاً. ولا نعلم ماذا تنتظر الدولة اللبنانية لتتحرّك هي بشأن ملفات السلاح وحصره بيدها وحدها".

وختم:"هناك ثلاثة حلول أمام لبنان الآن، لا رابع لها، الأول هو أن يقتنع "حزب الله" بتسليم سلاحه، وهو الحلّ الأمثل والأفضل. والحلّ الثاني هو أن تُقدِم الدولة على حصر السلاح بنفسها، وهي لن تفعل ذلك كما يبدو. وأما الحلّ الثالث، فهو الحلّ الإسرائيلي الذي سيفرض نفسه من خلال السلام بالقوة، تماماً كما فُرِض في غزة. هذا مع العلم أنه إذا نزع لبنان بنفسه سلاح "حزب الله"، فسيتمكّن من أن يجلس من الندّ للندّ في أي عملية تفاوض، بينما أي حلّ إسرائيلي مفروض بالقوّة سيمكّن إسرائيل من أن تضع هي الشروط التي تريدها، ومن أن تفرض كل الحلول، والتي من بينها قد يكون اقتطاع حزام أمني في الجنوب مثلاً، أو غيرها من الأمور. ووسط كل تلك الاحتمالات والمخاطر، نجد أن لا تحرّك لبنانياً رسمياً وجدياً بموضوع حصر السلاح حتى الساعة مع الأسف".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا