أورتاغوس أبلغت المعنيين: صبر "إسرائيل" ينفد ولن نلجمها
على وقع التصعيد الاسرائيلي بعد الاعتداء الوحشي في بليدا، والذي اتى بعد الحراك الديبلوماسي اللافت الذي شهدته بيروت مع زحمة الموفدين ذهابا وايابا وما حمل هؤلاء من رسائل ونصائح للمسؤولين، بعدما كانت كل من الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس ومدير المخابرات المصرية قد حط الثلاثاء في بيروت حيث عقدا اجتماعات مع المعنيين بقي بعضها طي الكتمان، بدأت الاسئلة تدور حول شكل المواجهة التي سيقبل عليها لبنان وما اذا كانت ستتخذ الطابع العسكري العدواني او السياسي.
على الرغم مما حاول البعض ايحاءه اعلاميا، فقد فهم من اجواء لقاءات الموفدين في بيروت، انها حملت رسالة واضحة وان لم تكن باللغة التهديدية بل التحذيرية مفادها: "جدوا الطريقة الفضلى لنزع سلاح حزب الله الان من دون اي تأخير والا تصعيد محتمل".
بهذه الجملة، يمكن اختصار مضمون ما اتى به الموفدون ولو ان الدور المصري يختلف هنا عن الاميركي من حيث ابداء رشاد استعداد بلاده التي كان لها الدور الاساس بالتوصل إلى اتفاق في غزة وقمة شرم الشيخ للسلام، للدخول على خط الوساطة بين لبنان واسرائيل ان رغبت بيروت بذلك تسهيلا لمهمة التفاوض المطلوب لحل المسائل العالقة بين الطرفين.
وفيما نفى مصدر موثوق به للديار ان يكون الموفد المصري الذي كان التقى نتانياهو، قد حمل معه مبادرة واضحة المعالم، كشف المصدر ان مدير المخابرات المصرية نقل للبنان ان اسرائيل مستعدة للقيام باي خطوة لتدمير سلاح حزب الله فيما لو لم يفعل لبنان ذلك، وقد وصف الوضع الراهن بالخطِر، وحث المسؤولين اللبنانيين على التقاط زمام المبادرة والتوصل إلى حل سريع باعتبار ان القاهرة تريد ان يتجنب لبنان اي انفجار جديد. ولخص المصدر فحوى الزيارة المصرية بالقول: "الموفد المصري حمل معه" نصيحة ثمينة" بوجوب التوصل إلى حل يخفف التشنج لان ردات الفعل الاسرائيلية غير مضمونة ولا سيما ان نتانياهو مستشرس ومستقو".
اما اميركيا، فكشفت مصادر متابعة للديار ان اورتاغوس كانت واضحة امام السمؤوولين داعية اياهم للذهاب الى تفاوض مع اسرائيل مهما كان شكله فاما التفاوض المباشر او غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم، لكن مع تطعيمها بمدنيين او مسؤولين رفيعي المستوى. وقد حذرت اورتاغوس من ان التباطؤ بنزع السلاح قد يعيد البلاد الى مواجهة احتمالات تصعيد خطِر وحرب شاملة.
وفي بعض تفاصيل اللقاءات، لفتت اوساط متابعة للاجتماعات التي عقدتها اورتاغوس مع المسؤولين الى ان الموفدة الاميركية تحدثت بـ 3 مسائل اساسية، بحيث عبرت اولا عن قلقها من استمرار الوضع على ما هو عليه في الجنوب داعية المسؤولين لمعالجة سريعة "لان صبر اسرائيل بدأ ينفد".
والاخطر هو المسالة الثانية التي تحدثت عنها اورتاغوس امام المعنيين، اذ ابلغتهم بصريح العبارة بان "اسرائيل لن تنسحب من الجنوب ولن توقف عملياتها وكلما اشتبهت بهدف فهي ستعمد الى ضربه".
وبحسب رواية الاوساط، فاورتاغوس تحدثت في الاطار نفسه في مختلف المقرات، اذ قالت على مسمع المعنيين ان اسرائيل تعتبر ان الجيش لا يقوم بمهامه كاملا وهي تشكك في مسألة الكشف على الاماكن التي يقال ان فيها ذخائر وان الامور وصلت باسرائيل حد طلب تفتيش المنازل والمساجد والمراكز الصحية معتبرة انها قد تكون مراكز لحزب الله. وتشير الاوساط الى ان اورتاغوس شرحت للمسؤولين ان اسرائيل تعتبر ان الدراجات التي تتنقل هي دراجات مسلحين لا من ابناء المدن الجنوبية او الحدودية. وابلغت الموفدة الاميركية المعنيين ايضا بان الولايات المتحدة غير قادرة على اقناع اسرائيل بان هناك خطوات جدية تؤخذ لنزع السلاح. وبالتالي فالمطلوب هو تشدد اكثر وعمل جدي اكبر من قبل الجيش اللبناني على حد تعبير اورتاغوس.
اما الرد اللبناني ، فاتى على قاعدة "فليفعّل عمل لجنة الميكانيزم" التي يمكن لها ان تحقق وتدقق، فرحبت اورتاغوس مبدية استعداد بلادها للمساعدة في حال وجود طرح جدي بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضم مدنيين او سياسيين، معتبرة ان اليوم وفي ظل وجود ترامب في البيت الابيض، وهو المعروف عنه جنوجه لاتفاقات السلام، هناك فرصة حقيقية للبنان قد يكون هناك لا بديل لها وبالتالي فعلى الاخير عدم اضاعة الفرصة وعلى الجيش ان يبدي جدية اكبر وحزما اكثر.
وفي هذا الاطار، كشفت معلومات الديار ان الاجتماع الاخير للجنة الميكانيزم الذي شاركت فيه اورتاغوس بعد لقاءاتها مع المسؤولين لم يكن جيدا، وتحدثت مصادر مطلعة عن أن جو جلسة الميكانيزم لم يكن جيدا اذ كان الجانب الاسرائيلي متشنجا واعتبر ان الجيش اللبناني لا يقوم بمهامه جديا، اذ يكتفي بالكشف فقط، علما ان الجانب اللبناني قدم عرضا واقعيا لما يقوم به الجيش في الجنوب وللصعوبات التي لا تزال تحول دون تنفيذ مهمته كاملة.
وفيما لفتت المصادر الى ان الجانب الاميركي كان ألين هذه المرة داخل لجنة الميكانيزم، تفاجأت بالتشدد الذي عبر عنه الجانب الفرنسي والذي كان اقرب للجانب الاسرائيلي منه للبنان بطروحاته، فاعتبر ان التشدد اكثر والتفتيش الادق مطلوبان.
وعليه، اكدت المصادر ان لا مفاعيل لاجتماع لجنة الميكانيزم الاخير، واكبر دليل هو ما حصل الخميس في بليدا التي تعتبر بلدة محررة.
وفي السياق نفسه، سألنا مصادر متابعة عن الموقف البارز الذي اطلقه الرئيس عون بعيد الاعتداء ببليدا بعدما طالب الجيش بالتصدي لاي عملية توغل بالاراضي المحررة، فشرحت المصادر ان هذا الموقف يأتي تطبيقا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي كان تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2024 والذي يعطي للطرفين الحق في الرد والدفاع عن النفس.
واكملت المصادر، موضحة ان هذا الموقف يأتي ايضا انطلاقا من قناعة الرئيس عون بان لبنان غير قادر على المواجهة جويا، فاقله ان يحاول صد التوغل بريا.
وعليه، يبدو ان التصعيد هو سمة المرحلة المقبلة ولو ان الامور قد لا ترقى إلى مستوى حرب موسعة، بانتظار اي انفراج على الخط الايراني الاميركي!
جويل بويونس -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|