محليات

مصادر لبنانية : الحكومة "أغلقت الباب" أمام تأجيل الانتخابات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى عن تشكيل لجنة من وزراء الداخلية والخارجية برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، تُعنى بوضع التجهيزات الأخيرة لإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في الداخل والخارج في موعدها المقرر في أيار/ مايو 2026.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه الإجراءات، التي تُعد بمثابة نسجٍ للخيوط اللوجستية العريضة للانتخابات وتستغرق وقتًا طويلًا، تُبرهن أن الحكومة ماضية في التمسك بعقد الاستحقاق النيابي في موعده المحدد؛ وهو ما يقطع الطريق على أي سيناريوهات يُعدّها حزب الله لتأجيل الانتخابات.

ويرى المصدر أن كل أشكال الجدل التي يثيرها حزب الله حول تعطيل الوصول إلى النظام الانتخابي الذي سيُجرى من خلاله الاستحقاق، قد تُقابَل – في حال سعي الميليشيا إلى توتير الوضع الداخلي لعرقلة الانتخابات – بإصدار قرار من مجلس الوزراء لعقد الاستحقاق بتصويت استثنائي للمغتربين على المقاعد الـ128 في البرلمان، كما جرت الانتخابات الماضية.

ونوّهت المصادر بوجود توافق بين الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على إجراء الانتخابات في موعدها، لما سيكون لذلك من انعكاسات سلبية إقليميا ودوليا، وسياسيا واقتصاديا، على لبنان في حال عرقلة هذا الاستحقاق.

وبيّنت المصادر أن من أهم مظاهر عمل الحكومة على إتمام الانتخابات في موعدها إخطارُ وزارة الخارجية سفاراتِها وبعثاتِها الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم بتسجيل قوائم الناخبين، حتى يتم تثبيت أسمائهم على لوائح الشطب؛ وهو ما يُعدّ إنجازا لأحد الأعمال الإجرائية التي تستغرق وقتا طويلا.

ورفضت المصادر ما يروّجه حزب الله من أن البنية التحتية في كثير من المناطق الجنوبية غير مستعدة لإجراء الانتخابات على أثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة، موضحةً أن الانتخابات البلدية – وهي أصعب مقارنةً بالبرلمانية – قد أُجريت وتم إنجازها.

وكان المبعوث الأمريكي إلى لبنان توماس باراك قال مؤخرا إن حزب الله قد يسعى لتأجيل انتخابات 2026 بحجة الحرب لتجنّب خسارة نفوذه؛ ما قد يفجر أزمة داخلية ويعيد مشهد احتجاجات عام 2019.

وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث السياسي اللبناني قاسم يوسف، أن كل المعطيات والمعلومات المتوافرة تشير إلى أن الجانب الأمريكي يرفض تماما أي بحث في مسألة تأجيل الانتخابات اللبنانية، كما يرفضها الجانب السعودي والدول العربية التي تُصرّ على إجراء الاستحقاق النيابي في موعده.

وأضاف يوسف في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأمور، لكن حزب الله – وإن لم يعلن ذلك صراحة – يسعى سرا إلى تأجيل الانتخابات، أملًا في أن تتبلور التطورات الإقليمية إما نحو حرب شاملة وكبيرة أو نحو تسوية مع إيران تضمن له وجوده السياسي في المرحلة المقبلة داخل لبنان.

وأوضح يوسف أن تصريحات باراك تصبّ في هذا الإطار، وربما في مرحلة لاحقة يسعى حزب الله إلى توتير الوضع الداخلي لخلق ذريعة لتأجيل الانتخابات، لكن خياراته محدودة جدا؛ وهو يعيش مأزقا داخليا وإقليميا ودوليا. كما أن هامش حركته أصبح ضيقا حتى على مستوى تحريك الشارع الشيعي أو الدعوة إلى تظاهرات واحتجاجات؛ لأن أي خطوة يُقدم عليها الحزب ستكون محسوبة، إذ إن أنظار العالم تتجه نحوه وستُقابَل بردود فعل محسوبة بدقة من قِبل الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، من رئاسة الجمهورية والحكومة إلى الأجهزة الأمنية، وهو ما يدركه حزب الله جيدا.

ويرى يوسف أن هناك أزمة كبيرة يعاني منها حزب الله، في وقت يحاول الظهور بمظهر الجاهز للانتخابات المقبلة، لكن الحقيقة تختلف تماما؛ فالأزمة التي يواجهها ليست فقط داخل الوسط الشيعي، بل هي أزمة وطنية؛ إذ إن حزب الله لم يعد يمتلك حلفاء في الداخل اللبناني، فمعظم حلفائه نفضوا أيديهم من التحالف معه.

وذكر يوسف أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو أبرز حلفاء حزب الله، أعلن بوضوح عبر مواقف وتصريحات متعددة أنه بات في حلٍّ من أمره، وأن حرب الإسناد التي بدأها الحزب أخذت لبنان والحزب والتحالف إلى مرحلة الانهيار والدمار الشامل. كما أن الحلفاء الآخرين من الطوائف السنية والدروز وغيرهما أيضا نفضوا أيديهم عن الحزب، وأصبح كلٌّ منهم يبحث عن حليف جديد ومعطيات مختلفة مع الدول المحيطة والعالم العربي والولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار إلى أن الحزب على الأرجح لن يجد حليفا في الانتخابات المقبلة، ومن ثم سيخوضها منفردا، وربما يحقق نجاحا ساحقا في الساحة الشيعية، لكنه قد يتعرض أيضا لخروقات معينة. مؤكدا أن حزب الله يدرك أنه إن لم يتمكن خلال الانتخابات المقبلة من إقامة توازن سياسي حقيقي مع القوى الأخرى وتشكيل تحالف عريض يضمن له الحصول على نحو نصف عدد مقاعد مجلس النواب أو ما يتجاوز الثلث + واحد – بمعنى منع الطرف الآخر من اتخاذ أي قرار لا يشارك فيه، خصوصا القرارات الكبرى – فإن ذلك سيعني هزيمة سياسية له؛ لأن مشروع حزب الله لا يقوم فقط على تمثيل الشيعة في البرلمان، بل على السيطرة على لبنان.

وبيّن يوسف أن المشهد الحالي معقد للغاية بالنسبة لحزب الله، فهو لا يستطيع خوض الانتخابات من دون حلفاء، وفي الوقت نفسه فإن إمكانية تأجيل الانتخابات صعبة جدا، رغم إدراك الجميع أن الانتخابات وفق القانون الحالي ومن دون مشاركة المغتربين لن تشكل تحولًا جذريًا لمرحلة ما بعد حزب الله. ومع ذلك، يُرجّح أن تتجه البلاد نحو إجراء الانتخابات، في حين سيحاول حزب الله تعطيلها وتأجيلها، مراهِنا على تقاطع مصالح مع بعض القوى التي لها أسبابها الخاصة للمطالبة بالتأجيل.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا