محليات

لبنان أمام مرحلة مفصلية بكل المقاييس... العريضي يُنذر بعدوانٍ إسرائيلي غير مسبوق!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قال الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي، إنّ "لبنان يدخل في سباقٍ محموم بين الدبلوماسية والمفاوضات والتسويات مع إسرائيل برعايةٍ أميركية، وبين الحرب في حال أقدمت إسرائيل على أي عدوان، سيكون هذه المرة كارثيًا وبغطاءٍ أميركي غير مسبوق. لذلك، إذا لم تُنفّذ خطة حصرية السلاح أو على الأقل الوصول إلى حيادٍ إيجابي والالتزام باتفاق الهدنة أو المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، فإنّ لبنان لا يمكنه أن يدخل هذه المفاوضات منفردًا أو في عملية الصلح، بل يجب تحييده عن دول المحاور".

وفي حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أضاف العريضي: "كل ما حصل منذ سبعينات القرن الماضي حتى اليوم، دفع لبنان أثمانًا باهظة نتيجة مغالاة البعض في دعم القضية الفلسطينية واستعمال الإيديولوجيات والعقائد الخارجية، وبعضها لا يزال قائمًا حتى اليوم، دون إدراكٍ للتحولات والمتغيرات. هذه المزايدات دمّرت البلد، فحوّلته إلى منصةٍ وساحةٍ لتلقّي وتبادل الرسائل الإقليمية".

وتابع: "نحن بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت، وهو يحمل تفويضًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمواكبة الملف اللبناني، وخصوصًا المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. ومعلوماتي تُفيد بأنّ السفير عيسى متشدّد وحازم في المفاوضات، لا يناور ولا يهادن، ويحظى بثقةٍ كبيرة من الرئيس ترامب".

وانطلاقًا من ذلك، رأى العريضي أنّ "لبنان أمام مرحلةٍ مفصلية بكل المقاييس، وأتوقّع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وبناءً على معطياتٍ متوفّرة، أن تنطلق عملية السلام، ولو بشكلٍ أولي، من خلال رعايةٍ أميركية، بانتظار وصول الموفدين الأميركيين مورغان أورتاغوس وتوم براك لمتابعة ومواكبة ملف حصرية السلاح، وأين أصبحت خطة الجيش وكل ما يتصل بالملف اللبناني. وإلّا فإنّ إسرائيل، التي ترفع منسوب تصعيدها، قد تُقدِم على عدوانٍ كبير، وأتوقّع أيضًا ارتفاع وتيرة التصعيد في المرحلة المقبلة لتشمل مناطق جديدة، لأنّ إسرائيل تفعل ما يحلو لها من دون رقيبٍ أو حسيب، ومن دون أي استنكارٍ فعلي".

وأشار العريضي إلى أنّ "لبنان بات اليوم أمام واقعٍ جديد ومغايرٍ عن المراحل السابقة. وعلى هذه الخلفية، فإنّ المفاوضات التي قيل إنّها جاءت من خلال عرضٍ قُدّم لرئيس الجمهورية في نيويورك لا صحة لها، بل هناك جدّية أميركية في دفع لبنان نحو المفاوضات مع إسرائيل، في ظل تنسيقٍ أميركي سعودي، وقد يكون لبنان لاحقًا على هذه الأجندة".

أما عن الانتخابات النيابية، فقال العريضي إنّ "قطار الانتخابات انطلق وتزييت الماكينات بدأ، لكن مسار التحالفات لم يتبلور بعد، وإن كان هناك تأكيد على بعض التحالفات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني والقوات اللبنانية".

وفي المقابل، تشير الأجواء إلى أنّ "تيار المستقبل قد لا يتحالف مع الاشتراكي، إذ إنّ هذا التيار لم يحسم بعد قراره بخوض الاستحقاق بشكلٍ مستقل، بانتظار الكلمة الفصل من رئيسه الرئيس سعد الحريري".

وأضاف: "في بيروت، هناك حديث عن ترشيح بعض أبناء الزعامات والبيوتات السياسية، في حين يبقى النائب نبيل بدر رقمًا صعبًا، فحضوره ونجاحاته وتحالفاته ستظهر قريبًا. أمّا في طرابلس، فالنائب الدكتور إيهاب مطر لن يخوض الاستحقاق مع أي طرفٍ من قوى الممانعة أو المحور الإيراني والنظام السوري السابق، وهو ملتزم بثوابت لا يحيد عنها إطلاقًا. كذلك بدأ النائبان اللواء أشرف ريفي وفيصل كرامي التحضير لمعركتيهما الانتخابيتين".

وتابع: "في عكار، النائب وليد البعريني يصول ويجول في المناطق العكارية، وله حضوره ودوره، وبدأ يستعدّ لهذا الاستحقاق. وفي البقاع، لا تزال الأمور على حالها، والجميع يترقّب موقف تيار المستقبل في هذا الإطار".

أما على صعيد مسيرة الإنماء والإعمار، فأوضح العريضي أنّ "معلوماته تؤكّد عدم وجود أي مؤتمرٍ للدول المانحة أو لإعادة الإعمار في الوقت الراهن، حتى مؤتمر دعم الجيش لم يُحدّد موعده بعد، إذ يترقّب الجميع، وخصوصًا المملكة العربية السعودية، تنفيذ خطة الجيش وانطلاق العملية الإصلاحية. وقد أصبحت عملية التسوية والمفاوضات جزءًا أساسيًا ممّا يجري في لبنان من مؤتمرات واتصالات".

وعن أداء الحكومة، أشاد العريضي بـ"الحراك الاستثنائي لوزير الأشغال فايز رسامني، الذي يقوم بدوره بشكلٍ لافت في المطار والمرافئ وعمليات التزفيت في مختلف المناطق اللبنانية، بعيدًا عن أي استنسابية أو محسوبيات طائفية أو مذهبية، والجميع يشيد بدوره وحضوره".

وأضاف: "كذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر، ورغم الإمكانات المتاحة، لم يُقصّر إطلاقًا، خلافًا لما يُشاع عن أنّ رواتب مجلس الجنوب ارتفعت لتصبح مماثلة لرواتب مجلس الإنماء والإعمار، فهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، إذ لا تزال الرواتب كما هي، سواء لرئيس المجلس أو لأعضائه".

وتابع العريضي قائلًا: "علينا أن نتعلّم من بعض العِبَر، كما قال رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور، مستوحياً من كتاب علّمتني الحياة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكّد أنّ الأهمية ليست فقط في التنمية، بل في القوانين، لأنّها الأساس الذي تنتظم به المؤسسات، فحين يسود القانون ينتظم كل شيء".

وختم العريضي بالقول: "فهل سينسحب ذلك على لبنان، وتُقام فيه دولة القانون والمؤسسات؟ لأننا، حتى الساعة، ما زلنا نعيش مرحلة الانتظار، بانتظار الأشهر القليلة المقبلة علّ لبنان ينطلق في خطة التعافي، مع الإقرار بأنّ رئيسَي الجمهورية والحكومة، الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، يقومان بدورٍ كبير ويعملان بجدٍّ لافت، نظرًا إلى الثِقَل الكبير للإرث الذي تراكم خلال العقود الثلاثة الماضية منذ اتفاق الطائف عبر كلّ الحكومات المتعاقبة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا