محليات

الوزيرة كرامي من عكار: لا لخصخصة التعليم الرسمي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اختتمت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي جولتها في عكار باحتفالين في بلدة فنيدق في جرد عكار ، في حضور النائب وليد البعريني وفاعليات البلدة.

الاحتفال الأول كان لتدشين المدرسة الغربية في فنيدق بعدما تم هدمها وإعادة بنائها بحسب المعايير الهندسية لجهة المتانة والتجهيز والمرافق الحديثة لخدمة المتعلمين في المنطقة خصوصا لجهة التدفئة والحمامات والقاعات والشبكة الكهربائية والإلكترونية والطاقة الشمسية لتشكل المدرسة بيئة صحية ملائمة للتعليم .

بعد النشيد الوطني القيت كلمات للإدارة والمعلمين والبلدية شكرت للوزيرة كرامي رعايتها الاحتفال وعنايتها بتوفير المباني المدرسية الجديدة او المرممة والمجددة لتحتضن أبناء المجتمع وبناته وتتيح لهم تحقيق مستقبلهم .

وتحدثت الوزيرة كرامي في المناسبة فقالت :أبارك لكم هذا المبنى الجديد ، ويشرفني افتتاح مبنى يتمتع بمواصفات حديثة نضعها بين أيدي تلامذتنا وأساتذتنا وإداريينا ليتمكنوا من القيام بمهمتهم السامية والنبيلة ، والمتجلية بمرافقة التلامذة في مشوار التعلم وإعداداهم للحياة .تحية للأساتذة وللرابطة التي بدأنا معها هذا العام الدراسي بالحوار وبناء شراكة وثقة ، لأن قضيتنا واحدة ورسالتنا وهمومنا واحدة ، وبصفتي وزيرة وجزء من هذه الحكومة التي تعهدت بالإصلاح والتطوير وإنماء المناطق التي لم تكن تحظى بالإنماء ، فقد أصبحت واضحة لدينا القضايا والملفات الملحة ، واعرف جيدا ان وضع الأساتذة غير جيد ووضع العاملين في القطاع لعام ايضا ، وهذا الأمر واضح لكل زملائي في الحكومة ، وإن جلسات مناقشة الموازنة كانت محطة لعرض كل ما لدينا بعد سنوات من الأزمات والتحديات التي واجهها البلد ، وسوف نرى ما يمكن القيام به لنجود بالموجود ، ونمسك بايدي بعضنا البعض بكل تصميم وجد وامل بأن نضع القطار على الطريق الصحيح وأن تكون نهاية هذه الشدة قريبة . إن مطالبكم وهمومكم عندي وفي قلبي ، وانا أعمل على هذه الملفات" .

ختمت:"اجدد المباركة بالمدرسة الجديدة والشكر لجميع من أسهم وشارك في هذا الإنجاز من متخصصين ومهندسين ، والشكر لكل من جعل الدراسة مستمرة وقائمة ، لكي نستمر في رسالة التربية".

تكريم الطلاب 

ثم انتقلت الوزيرة كرامي والفاعليات النيابية والاجتماعية إلى مبنى متوسطة فنيدق حيث أقيم احتفال كبير لتكريم تلامذة الثانوية العامة في البلدة في حضور مفتي عكار الشيخ الدكتور زيد بكار زكريا والنائب وليد البعريني والنائب أحمد رستم ومدير التعليم الإبتدائي جورج داوود ورؤساء البلديات والمخاتير ومديري المدارس والكادر التعليمي وجمع من التربويين والأهالي والتلامذة المكرمين .

بعد النشيد الوطني عزفا من كشاف التربية الوطنية كانت كلمات ترحيب من الإدارة وثم باسم التلامذة المتخرجين المكرمين ، كلها شكرت للوزيرة رعايتها الاحتفال وزيارتها البلدة وإلى منطقة عكار من الساحل إلى الوسط والجرد ، والوقوف على اوضاع المدارس والمعلمين والمتعلمين .

 البعريني 

والقى النائب البعريني كلمة قال فيها : "أولاً، اسمحوا لي أن أرحّب بكم جميعاً في هذا اللقاء التربوي والوطني بامتياز، الذي يحمل في طيّاته الأمل بمستقبل أفضل لأبنائنا، ويؤكد أن الاستثمار في التربية هو الاستثمار الأجدى والأبقى. دكتورة ريما ،نشكر لكم حضوركم اليوم واهتمامكم الدائم بملف التربية، وآخره كان فتح الثانويات الرسمية في مناطقنا المحرومة، وهو ما ترك أثراً إيجابياً كبيراً في نفوس الأهالي والطلاب. كما نثمّن جهودكم وحرصكم على إنجاز الامتحانات الرسمية رغم كل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، مما أعاد الثقة إلى طلابنا وأهاليهم وإلى المدرسة الرسمية". 

اضاف:"لكن، مع هذا التقدير، يبقى أمامنا الكثير من المطالب والتحديات التي نضعها بين أيديكم: أولها، معالجة أوضاع الأساتذة المتعاقدين بمختلف فئاتهم: الإجرائيون، المستعان بهم صباحاً ومساءً، والعاملون على الصناديق، وضرورة ضمّهم جميعاً تحت مسمّى واحد “متعاقد على نفقة الوزارة”، بما يضمن حقوقهم ويؤمّن استقرارهم الوظيفي. ثانياً، حلّ موضوع فائض الأساتذة وإدخالهم في ملاك التعليم الثانوي، بما يضمن الاستفادة من طاقاتهم ويعزّز المدرسة الرسمية. ثالثاً، الإسراع في إجراء مباراة للتعليم المهني والأساسي لإدخال الناجحين إلى الملاك، وهو ما يشكل خطوة ضرورية لتجديد الدم في الجسم التربوي وضمان استمراريته".

 

ختم:"كما لا يفوتني في هذا المقام أن أبارك لطلابنا الأعزاء نجاحهم، وأؤكد أن مستقبل هذه المنطقة ولبنان عموماً مرهون بعلمهم وجهودهم وإبداعهم. أنتم الأمل الحقيقي، ومن خلالكم نبني مجتمعاً متطوراً ومتماسكاً".

كرامي 

بدورها قالت الوزيرة كرامي: "يسعدني ويشرّفني أن أكون بينكم اليوم، في هذه المناسبة التربوية والوطنية الهامة، التي نحتفل فيها بافتتاح هذا الصرح التعليمي الجديد، الصرح الذي نريده حجر أساس في مسيرة استعادة الثقة بالمدرسة الرسمية، وبالقطاع التربوي اللبناني بأكمله. منطقة فنيدق، هذه البلدة التي تجمع بين سحر الطبيعة وجمال الموقع، ليست فقط نقطة عبور جغرافي بين الشمال والبقاع، بل هي أيضًا نقطة التقاء للقيم الوطنية والاجتماعية، التي نفتقدها اليوم ونحتاجها اكثر من أي وقت مضى. هذه البلدة، بما تمثّله من أصالة وتجذّر وانفتاح، هي خير مكان نبدأ منه مرحلة جديدة من التحدّي والعمل. هذه المدرسة التي نفتتحها اليوم ليست مبنى من الحجر فقط، بل هي عنوانٌ لالتزامنا المشترك، كدولة ومجتمع محلّي ودولي، بأن التعليم الرسمي هو حقّ لكل مواطن، وليس امتيازًا يُمنح أو يُحجب".

 

اضافت:"لقد جُهّزت هذه المدرسة وفق أعلى المعايير والمواصفات العصرية،لكن، ونحن نفرح بهذا الإنجاز، لا يسعنا إلا أن نُطلّ على الواقع الأوسع: واقع التربية في لبنان .لقد مرّ التعليم الرسمي في لبنان في خلال السنوات الأخيرة، كما سائر القطاعات الحيوية، بأزمات متلاحقة: من مالية واقتصادية، إلى سياسية وإدارية، وصولاً إلى الانهيار الكامل الذي مسّ الدولة ومؤسساتها. إننا نعيش واقعًا تربويًا صعبًا، لا يمكن التغاضي عنه أو تجميله. فالمدرسة الرسمية اليوم تتحمّل عبئًا هائلًا، مع تراجع الإمكانات، وتأخّر التمويل، وفقدان الثقة، فيما يُطلب منها أن تبقى صامدة، قوية، متفوقة. لكنّ الأزمات التي تعاني منها المدرسة الرسمية ليست فقط نتيجة السياسات التربوية، بل هي انعكاس للأزمة الوطنية الكبرى، ولتراكمات سياسية واقتصادية أضعفت الدولة، وقوّضت مؤسساتها".

تابعت:"لا بد أن نُشير بصراحة، إلى أن تراجع التمويل الدولي المخصص للتربية، يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع ثقة المجتمع الدولي بلبنان، نتيجة لغياب الإصلاحات الجدية، واستمرار الجمود في الملفات الحيوية، وفي طليعتها الملفات السياسية والإصلاحات المالية، والحوكمة الرشيدة التي تسعى الحكومة لإنجازها بالرغم من التحديات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها استمرار الاعتداءات الهمجية من العدو الصهيوني على مواطنينا وقرانا الآمنة في الجنوب. لقد كان التعليم الرسمي، ولسنوات، ضحية لسياسة تربوية قائمة على الاستجابة وردّ الفعل، بسبب الأزمات المتتالية، وانعدام أي استثمار أو تطوير حقيقي لقطاع التربية. فكل ما كان يُمنح للبنان وللوزارة، كان يصب في نطاق الاستجابة للأزمة السورية، وتأمين التعليم لإخوتنا النازحين من سوريا،من دون التنبه إلى أن هذا القطاع لا يمكن أن يحيا فقط بتغطية نفقاته التشغيلية صباحًا ومساءً، إنما هو بحاجة إلى ميزانيات تطويرية تؤمّن إعادة تأهيل الأبنية والتجهيزات، والنهوض بالقطاع ليواكب تطورات العصر. ولا شك أن استمرار الانقسامات السياسية، والتجاذبات الطائفية، تجعلنا عاجزين عن صياغة سياسة تربوية وطنية شاملة، تحصّن التعليم الرسمي وتحميه".

اضافت : "نحن في حاجة إلى مواكبة واضحة وصريحة للخطة الإصلاحية، وإلى ترفّع عن لغة المحاصصة والتجاذب الطائفي ، وجعل الأسس التي أقرّها اتفاق الطائف منطلقنا في عملية النهوض بالبلد. ونحن نحتاج إلى وثيقة وعهد من كل سياسيي هذا البلد، ونحن على مشارف الانتخابات النيابية، أن يحصّنوا التعليم من أي أشكال الزبائنية، وأن يدعموا سياسة عدم التدخل في عمله:من توزيع الفريق التعليمي على المدارس، إلى اختيار مديريها، إلى دعم أي قرارات وتشريعات تؤمّن تثبيت الجدارة في المكان المناسب. مما يساعد في نهضة المدرسة والعاملين فيها، ويحرّرهم من ثقل التغطية السياسية للاستمرار. ومع أملنا بتحقيق ما ذكرته سابقًا، لم ننتظر الآمال، بل قررنا، كوزارة، أن نبدأ بخطوات عملية، قد تكون متواضعة، لكنها ثابتة وواضحة الاتجاه.

أولًا، نؤكّد أن التعليم الرسمي ليس مجرّد خيار، بل هو العمود الفقري لأي نهوض وطني. إنه الفضاء الوحيد الذي يضمن تكافؤ الفرص، ويُخرج المواطن من دوائر الفقر والتهميش، ويزرع في الأطفال روح الانتماء للوطن، لا للطائفة، ولا للزعيم، ولا للانتماء المناطقي. ثانيًا، نرفض في شكل قاطع أي طروحات تسعى إلى خصخصة التعليم الرسمي، أو إلى تحويله إلى قطاع ثانوي تابع أو مرقّع. فمن واجب الدولة أن تحمي مدرستها الرسمية، وأن تطوّرها، وتُعيد إليها الثقة والمكانة والفعالية. ثالثًا، نضع في سلّم أولوياتنا تحسين أوضاع الأساتذة والمعلمين والعاملين في المدارس الرسمية. فلا تعليم من دون معلّم، ولا مستقبل من دون من يحمله على كتفيه. ونعمل في هذا السياق على: تحسين المداخيل، … تثبيت الكفاءات والجديرين في الملاك، وضع آليات شفافة لاختيار المديرين والإداريين بناءً على الكفاءة لا المحسوبيات. وفي هذا السياق، نعتبر أن الدفاع عن حقوق المعلمين هو دفاع عن حق التلامذة في التعليم النوعي.إن المعلّم هو العمود الفقري للمدرسة الرسمية، ولا يمكن لأي إصلاح تربوي أن ينجح ما لم نُعِد للمعلّم كرامته، وحقوقه، ودوره الريادي.لقد بات من الضروري، بل من الملحّ، إعادة النظر جذريًا في أجور المعلمين والعاملين في القطاع التربوي الرسمي، بما يراعي التغيرات الاقتصادية والتضخم وانهيار القدرة الشرائية ، من خلال سلسلة رتب ورواتب عادلة.زيادة أجور المعلمين ليست منّة ولا هدرا، بل هي استثمار في مستقبل الوطن.ونحن في الوزارة نعمل بالتنسيق مع اللجنة الوزارية المختصة، على بلورة مقترحات واضحة ومستدامة لتحسين الأجور،وتوفير بيئة عمل تحفظ كرامة المعلّم، وتُحفّزه على العطاء.رابعًا، نعمل على تحديث المناهج، ووضع خطة تعليمية جديدة تستند إلى المهارات والإبداع والبحث، بدلاً من التلقين والتكرار.كما نعمل على تفعيل دور التكنولوجيا في التعليم، كأداة مساعدة تُحاكي واقع التلميذ وتطوّره. خامسًا، نؤمن أن لا تطوير من دون تمويل. ومن هنا، نطالب بإقرار موازنة عادلة لوزارة التربية،تلبّي الحد الأدنى من متطلبات النهوض، وتضع التعليم في صلب الرؤية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية".

وقالت:"إلى جانب ذلك، أطلقنا في الوزارة “حملة دعم المدرسة الرسمية” وهي مبادرة تشاركية تهدف إلى إشراك المجتمع المحلي، والقطاع الخاص، والمغتربين، والمؤسسات الداعمة في دعم المدرسة الرسمية عبر: إنشاء شبكة من المدارس الرسمية المتميّزة على مستوى الوطن، … تُمنح صلاحيات إدارية ومالية لتطوير نفسها، وتنفيذ مشاريعها التربوية والتقنية. ربط المدرسة بالمجتمع والاقتصاد المحلي، بحيث تصبح جزءًا من بيئة منتجة، وعلى خارطة الخطة الاقتصادية للمؤسسات التجارية الناجحة. تحفيز هذه المدارس على تسويق أدائها التربوي، وجذب الدعم الداخلي والخارجي، ومدّ الشراكات مع جميع المؤسسات الخاصة بما فيها التربوية. من أجل تبادل الخبرات، والسعي لرفع مستوى التعليم".

تابعت:"هذه المدرسة التي نفتتحها اليوم في فنيدق، ليست نهاية الطريق، بل بدايته هي مثالٌ لما يمكن انجازه إذا تكاتفت الجهود، وإذا توفّرت الإرادة، واكتسبنا ثقة المجتمع الدولي، وإذا اقتنعنا بأن لا نهوض لوطن دون مدرسة رسمية قوية، عادلة، حديثة. نحن هنا، لنقول إن الأمل يبدأ بالأحلام، وينتهي بالأفعال، ويُحقَّق بالخطط الناجحة وتضافر الجهود نحو وحدة الهدف وها نحن نضع لبنة جديدة في مسار الأمل".

ختمت:"تحية لكل من ساهم في هذا الإنجاز: من الجهات المانحة،إلى السلطات المحلية، إلى المهندسين والإدارات، والمجتمع الأهلي.ويسعدنا أن يتزامن افتتاح هذه المدرسة، مع تكريم كوكبة من طلاب فنيدق المتفوقين، الذين رفعوا اسم بلدتهم ومنطقتهم عاليًا، وأثبتوا أن التميّز لا يرتبط بالموقع أو الإمكانات، بل بالإرادة والاجتهاد. إن هؤلاء الطلاب، هم دليل حيّ على أن في لبنان طاقات واعدة، وأدمغة لامعة، تحتاج فقط إلى من يحتضنها ويؤمن بها، ويوفّر لها الفرص. نوجّه لهم اليوم التحية، ونؤكّد أن المتفوقين هم خير دليل على أن الاستثمار بقطاع التربية ليس هدرًا، إنما استثمار حقيقي في وطنٍ يريد أن ينهض من كبوته بسواعد أبنائه. تحية لأهل فنيدق وعكار الذين أثبتوا مرة أخرى أنهم شركاء حقيقيون في بناء الوطن".

ثم سلمت الوزيرة كرامي المتفوقين الدروع .

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا