النص الكامل لكلمة السفير الفرنسي في مجلس الأمن عن سوريا برئاسة الشرع
عرض السفير الفرنسي جيروم بونافون الممثل الدائم لفرنسا في الامم المتحدة ومجلس الأمن موقف فرنسا من سوريا برئاسة أحمد الشرع في خطاب امام مجلس الامن.
ويشار إلى أن بونافون كان الناطق الرسمي للرئاسة في فترة الرئيس الراحل جاك شيراك ثم كان مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية في العهد الاول لماكرون وعمل مستشارا دبلوماسيا لرئيس الحكومة الفرنسي السابق ادوار فيليب المرشح لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة . وبونافون على اطلاع دقيق في اوضاع الشرق الاوسط وخصوصا لبنان وسوريا وايران .
وهنا النص الكامل لكلمة يونافون:
سوريا تعيش سوريا لحظة تاريخية، والتحدي المطروح أمام هذا المجلس بسيط: كيف نساعدها للتعبئة لدعمها في الوقت الذي تتعافى فيه من فترة طويلة وقاسية من الحرب الأهلية، ومن فترة أطول من الاستبداد. إن إعادة إعمار سوريا متصالحة، في خدمة السلام بالمنطقة، تستوجب من المجتمع الدولي بأسره أن يقدّم كل الدعم اللازم. تلك هي مسؤوليتنا.
لهذا التحدي ثلاثة أبعاد رئيسية:
أولاً، في مواجهة الوضع الأمني في سوريا، من الضروري أن نوحّد جهودنا مع سوريا من أجل استعادة السلم الأهلي وحماية جميع السوريين من دون تمييز.
أظهرت أعمال العنف في الأشهر الأخيرة حجم التهديدات التي تعترض إعادة الوحدة في البلاد وبين جميع مكوّنات المجتمع السوري. ويتطلب ذلك الإرادة السياسية من سلطات دمشق، والصرامة تجاه مخرّبي الاستقرار، والانفتاح والشمولية السياسية. كما يتطلب روحًا من العدالة. ويجب أن يكون تقرير لجنة التحقيق المستقلة للأمم المتحدة بشأن أعمال العنف في المنطقة الساحلية أساسًا لإجراءات جبر الضرر. كما يتطلب الأمر ثباتًا حتى تساهم العدالة الانتقالية تدريجيًا في تضميد جراح الماضي.
فرنسا ترحّب بحرارة بخارطة الطريق التي اتفقت عليها سوريا والأردن والولايات المتحدة لحل الأزمة في محافظة السويداء. هذه الخارطة تشكّل خطوة أولى نحو خفض التصعيد الذي نريده دائمًا. ونحن ندعم تنفيذها السريع على الأرض.
إن سوريا موحّدة ومستقرة تفترض أيضًا القضاء على التهديد الإرهابي. وندعو السلطات السورية إلى تكثيف مكافحة أي عودة للحركات الإرهابية وتخليص سوريا من هذه الآفة التي تشوّهها.
ثانيًا، البعد الإنساني والاقتصادي. لمواجهة الاحتياجات الهائلة للشعب السوري، تقع على عاتقنا مسؤولية تقديم مساعدة إنسانية واسعة النطاق والمساعدة في إنعاش الاقتصاد.
بعد عقود من المآسي والدمار، تعاني سوريا، كما سمعنا، من صعوبات اقتصادية بالغة. وقد تفاقمت المعاناة بسبب أسوأ موجة جفاف يشهدها البلد منذ نحو أربعين عامًا. وأمام هذا الوضع الحرج، تقع على عاتقنا مسؤولية جماعية لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء الأراضي السورية. وقد استمعنا في هذا الصدد إلى ما قاله الأمين العام المساعد. كما نحيّي العمل الحيوي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وموظفي الإغاثة عقب أحداث العنف في السويداء.
علينا أن نعمل أيضًا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وشركائنا على وضع إطار إقليمي يتيح لسوريا أن تستعيد كفاءاتها وطاقاتها الحية لتبني سوريا الغد. ويجب ضمان عودة اللاجئين من الدول المجاورة، من أجل اللاجئين أنفسهم، ومن أجل إعادة إعمار سوريا، ومن أجل استقرار جيرانها.
وعلاوة على ذلك، يملك الشعب السوري جميع المواهب اللازمة لإعادة البناء وإطلاق اقتصاد ديناميكي قادر على جعل سوريا قطبًا للازدهار والابتكار مشعًا في المنطقة. فرنسا تقدّم له كل دعمها لتعبئة رؤوس الأموال العامة والخاصة اللازمة. وقد قمنا بالفعل على المستوى الأوروبي برفع العقوبات لتسهيل هذه العملية.
ثالثًا، فيما يتعلّق بالبعد السياسي والدبلوماسي، فإن فرنسا، ووفقًا لإعلان باريس بشأن سوريا، عازمة على تقديم دعمها لانتقال ناجح في سوريا ولمستقبل إقليمي مستقر ودائم.
هذا الانتقال، بطبيعة الحال، يخصّ السوريين أنفسهم، في مسار يجب أن تُسمَع فيه أصوات الجميع. ويمكن للانتخابات التشريعية المقررة في نهاية أيلول/سبتمبر، وهي الأولى منذ سقوط النظام، أن تمثّل بداية لمسار سياسي شفاف. يجب أن تكون سوريا بلدًا يحترم جميع مكوّناته وطوائفه: السنّة، الشيعة، الأكراد، الدروز، المسيحيون، العلويون. يجب أن تكون المرأة شريكة كاملة وعلى قدم المساواة في إعادة بناء سوريا الجديدة. إن هذا التنوّع كان دائمًا مصدر قوة البلاد.
لقد استضافت فرنسا في 13 شباط/فبراير مؤتمرًا دوليًا رسم، مع السوريين، المبادئ والأهداف للدعم الدولي لبلدهم. وفرنسا ملتزمة بدعم هذا المسار نحو انتقال سلمي يبني سوريا جديدة.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وأختم هنا، يجب أن تُدمَج سوريا بالكامل في محيطها الإقليمي، عبر بناء علاقة جديدة مع لبنان تقوم على المساواة والاحترام المتبادل، في قطيعةً مع عقود من السلبية. ومن خلال السعي إلى السلام مع إسرائيل، على إسرائيل أن تنهي القصف والأنشطة العسكرية في سوريا وأن تنسحب من منطقة الجولان، وأن تغتنم الفرصة التاريخية التي تتيحها سوريا الراغبة في تطبيع علاقاتها مع جيرانها.
السيد الرئيس،
إن وجود الرئيس الشرع في نيويورك الأسبوع المقبل يجب أن يكون مناسبة للأمين العام وللأمم المتحدة لتحديد، معه، الدور الجديد للأمم المتحدة في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وسلامها، ومصالحتها، وديمقراطيتها، وإعادة إعمارها
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|